السبت، 31 أغسطس 2024

التعزية من الله الى أهل البيت عليهم السلام

 التعزية من الله الى أهل البيت عليهم السلام

عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما قبض رسول الله (صلى الله عليه واله ) بات آل محمد (صلى الله عليه واله ) بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ، ولا أرض تقلهم ، لان رسول الله صلى الله عليه آله وتر الاقربين والابعدين في الله ، فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال : السلام عليكم : أهل البيت ورحمة الله وبركاته. إن في الله عزاء من كل مصيبة ، ونجاة من كل هلكة ، ودركا لما فات ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ )[٢] « إن الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه ، واستودعكم علمه. وأورثكم كتابه وجعلكم تابوت علمه ، وعصا عزه ، وضرب لكم مثلا من نوره ، وعصمكم من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، فتعزوا بعزاء الله ، فإن الله لم ينزع منكم رحمته ، ولن يزيل عنكم نعمته ، فأنتم أهل الله عزوجل الذين بهم تمت النعمة ، واجتمعت الفرقة ، وائتلفت الكلمة ، وأنتم أولياؤه ، فمن تولاكم فاز ، ومن ظلم حقكم زهق ، مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم الله على نصركم إذ يشاء قدير ، فاصبروا لعواقب الامور فإنها إلى الله تصير ، قد قبلكم الله من نبيه وديعة ، واستودعكم أولياءه المؤمنين في الارض ، فمن أدى أمانته أتاه الله صدقه ، فأنتم الامانة المستودعة ، ولكم المودة الواجبة ، والطاعة المفروضة ، وقد قبض رسول الله صلى الله عليه آله وقد أكمل لكم الدين ، وبين لكم سبيل المخرج ، فلم يترك لجاهل حجة ، فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه ، والله من وراء حوائجكم ، وأستودعكم الله ، والسلام عليكم ، فسألت أبا جعفر عليه السلام  ممن أتاهم التعزية؟ فقال : من الله تبارك وتعالى.
اصول الكافى 1 : 445 و 446.
بحار الانوار : ج 22 ص 537-538
[٢] ال عمران 3 : 185.

بيان : قال الفيروز آبادي : وتر الرجل : أفزعه ، والقوم جعل شفعهم وترا ووتره ماله : نقصه إياه والموتور : الذي قتل له قتيل فلم فلم يدرك بدمه ، تقول : وتره يتره وترا ، فمن زحزح ، أي ابعد. قوله : تابوت علمه ، أي بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، لكونه مخزنا لعلومهم ، وهم خزان علوم هذه الامة. قوله : وعصا عزه أي أنتم للنبي (صلى الله عليه واله) بمنزلة العصا لموسى ، فإنها كانت سببا لعزة موسى عليه السلام وغلبته. قوله : فتعزوا بعزاء الله ، قال الجزري : في الحديث : من لم يتعز بعزاء الله فليس منا ، قيل : أراد بالتعزي : التأسي والتصبر عند المصيبة ، وأن يقول : «  إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ[٢] « كما أمر الله تعالى ، فمعنى قوله : بعزاء الله ، أي بتعزية الله تعالى إياه ، فأقام الاسم مقام المصدر. قوله : واستودعكم أولياءه المؤمنين ، أي جعلكم وديعة عندهم ، وطلب منهم حفظكم ورعايتكم. قوله : أو تناسى ، أي أظهر النسيان ولم يكن ناسيا.
(٢) البقرة 2: 156

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما يجب فيه استماع القرآن والإنصات له

  ما يجب فيه استماع القرآن والإنصات له 1 ـ الفضل بن الحسن الطبرسي في ( مجمع البيان ) قال : قيل : إن الوقت المأمور فيه بالإنصات للقرآن والاس...