دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لِدَفْع الشَّدَائِد وَالْمِحَن وَالْكَرْب
عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ ، قَال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عِيسَى العراد ، قَال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ شمون الْبَصْرِيّ ، قَال : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ ابْنُ الْفَضْلِ بْنُ الرَّبِيعِ حَاجِب الْمَنْصُور لَقِيتُه بِمَكَّة ، قَال : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي الرَّبِيع ، قَال : دَعَانِي الْمَنْصُور يَوْمًا فَقَالَ : يَا رَبِيع ، أَحْضَر لِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّاعَة وَاَللّهِ لَأَقْتُلَنهُ ؟ فَوُجِّهَتْ إلَيْهِ ، فَلَمَّا وَافَى قُلْت : يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، إنْ كَانَ لَك وَصِيَّةً أَوْ عَهْدٌ تَعَهُّدِه إلَى أَحَدٍ فَافْعَل . قَال : فَاسْتَأْذَن لِي عَلَيْهِ ، فَدَخَلْت إلَى الْمَنْصُورِ فَأَعْلَمْته مَوْضِعِه ، فَقَال : أَدْخَلَه ، فَلَمَّا وَقَعَتِ عَيْن جَعْفَر عليهالسلام عَلَى الْمَنْصُورِ رَأَيْته يُحَرِّكَ شَفَتَيْهِ بشئ لَمْ أَفْهَمْهُ ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَى الْمَنْصُورِ نَهَض إلَيْه فَاعْتَنَقَه وَأَجْلَسَه إلَى جَانِبِهِ ، فَقَالَ لَهُ : ارْفَع حَوَائِجِك ؟ فَأَخْرَج رقاعا لِأَقْوَام ، وَسَأَلَ فِي آخَرِينَ فَقَضَيْت حَوَائِجِه .فَقَالَ الْمَنْصُورُ : ارْفَع حَوَائِجِك فِي نَفْسِك . فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ عليهالسلام : لَا تَدْعُنِي حَتّى آتِيَك . فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ : مَا إلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ لِلنَّاس ـ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ـ إنَّك تَعْلَمُ الْغَيْبَ . فَقَالَ جَعْفَرٌ عليهالسلام : مَنْ أَخْبَرَك بِهَذَا ، فَأَوْمَأ الْمَنْصُورِ إلَى شَيْخِ قَاعِدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ جَعْفَرٌ عليهالسلام لِلشَّيْخ : أَنْت سَمِعَتْنِي أَقُولُ هَذَا الْقَوْلِ ؟ قَالَ الشَّيْخُ : نَعَم . قَالَ جَعْفَرُ عليهالسلام لِلْمَنْصُور : أيحلف يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ : أَحْلِف ، فَلَمَّا بَدَا الشَّيْخُ فِي الْيَمِينِ قَالَ جَعْفَرُ عليهالسلام لِلْمَنْصُور : حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام أَنَّ الْعَبْدَ إذَا حَلَفَ بِالْيَمِين الَّتِي يُنَزِّه اللَّه ( عزوجل ) فِيهَا وَهُوَ كَاذِبٌ امْتَنَع اللَّهُ مِنْ عُقُوبَتِهِ عَلَيْهَا فِي عاجلته لِمَا نَزِهٌ اللَّه ( عزوجل ) ، وَلَكِنِّي أَنَا اسْتَحْلَفَه . فَقَالَ الْمَنْصُورُ : ذَلِكَ لَكَ . فَقَالَ جَعْفَرٌ عليهالسلام لِلشَّيْخ : قُل أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ حَوْلَهُ وَقُوَّتِهِ ، وَأَلْجَأ إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي ، إنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُك تَقُولُ هَذَا الْقَوْلِ فَتَلَكَّأ الشَّيْخ ، فَرَفَع الْمَنْصُور عَمُودًا كَانَ فِي يَدِهِ وَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَحْلِفْ لأعلونك بِهَذَا الْعَمُود ؟ فَحَلَف الشَّيْخ ، فَمَا أَتَمّ الْيَمِينِ حَتَّى دَلَّع لِسَانِهِ كَمَا يُدْلَع الْكَلْب ، وَمَات لِوَقْتِه ، وَنَهَض جَعْفَر عليهالسلام .
قَالَ الرَّبِيعُ : فَقَالَ لِي الْمَنْصُور : وَيْلَك أَكْتُمُهَا النَّاسَ لَا يُفْتَنُونَ . قَالَ الرَّبِيعُ :فشيعت جعفراعليهالسلام وَقُلْت لَهُ : يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، أَنَّ الْمَنْصُورَ كَانَ قَدْ هَمَّ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ عَيْنَك عَلَيْه وَعَيْنُه عَلَيْك زَالَ ذَلِكَ . فَقَال : يَا رَبِيع ، إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَة رَسُولُ اللَّهِ صلىاللهعليهوآله فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي : يَا جَعْفَرُ خِفَّتِه . فَقُلْت : نَعَم رَسُولُ اللَّهِ . فَقَالَ لِي :
إذَا وَقَعَتْ عَيْنَك عَلَيْه فَقُل :
( بِسْمِ اللَّهِ اسْتَفْتَح ، وَبِسْمِ اللَّهِ اسْتَنْجَح ، وَبِمُحَمَّد صلىاللهعليهوآله أَتَوَجَّه ، اللَّهُمَّ ذَلِّلْ لِي صُعُوبَة امْرِئ وَكُلّ صُعُوبَة ، وَسَهْل لِي حُزُونَةٌ امْرِئ وَكُلّ حُزُونَةٌ ، وَاكْفِنِي مُؤْنَة امْرِئ وَكُلّ مُؤْنَة ) .
قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ بِسِرٍّ مِنْ رَأَى ، بِإِسْنَاد عَنْ أَهْلِهِ لَا أَحْفَظُهُ ـ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَذَكَرَ فِيهِ : أَنَّ الْمَنْصُورَ قَامَ إلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ فَقَالَ لِي : الْمَنْصُور خَلِيفَة ، وَلَا يَنْبَغِي لِلْخَلِيفَةِ أَنْ يَقُومَ إلَى أَحَدٍ وَلَا إلَى عمومته ، وَمَا قَامَ الْمَنْصُور إلَّا إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام .
الأمالي - ط دار الثقافة المؤلف : الشيخ الطوسي ج: 1ص 462.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق