السبت، 31 أغسطس 2024

وصية نبينا صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام عند وفاته

 وصية نبينا صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام

عن أبي الجارود ،عن محمد بن علي عليه السلام وعن زيد علي كليهما عن أبيهما : علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام: قال : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه واله  في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري ، والبيت مملو من أصحابه من المهاجرين والانصار ، والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه ، فجعل رسول الله صلى الله عليه واله  يغمي عليه ساعة ، ويفيق ساعة ، ثم وجد خفا فأقبل على العباس فقال : يا عباس يا عم النبي اقبل وصيتي في أهلي وفي أزواجي ، واقض ديني ، وانجز عداتي ، وابرئ ذمتي ، فقال العباس : يا نبي الله أنا شيخ ذو عيال كثير ، غير ذي مال ممدود ، وأنت أجود من السحاب الهاطل ، والريح المرسلة ، فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق له مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أما إني ساعطيها من يأخذها بحقها ، ومن لا يقول مثل ما تقول

يا علي هاكها خالصة لا يحاقك أحد[1] ، يا علي اقبل وصيتي ، وأنجز مواعيدي وأد ديني ، يا علي اخلفني في أهلي ، وبلغ عني من بعدي ، قال علي عليه السلام: لما نعى إلي نفسه رجف فؤادي ، والقي علي لقوله البكآء ، فلم أقدر أن اجيبه بشئ ، ثم عاد لقوله ، فقال : يا علي أو تقبل وصيتي؟ قال : فقلت وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين : نعم يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه واله  : يا بلال ايتني بسوادي ، اتيني بذي الفقار ، ودرعي ذات الفضول ، ايتني بمغفري ذي الجبين ورايتي العقاب ، ايتني بالعنزة والممشوق ، فأتى بلال بذلك كله إلا درعه كانت يومئذ مرتهنة ، ثم قال : ايتني بالمرتجز والعضبآء ، ايتني باليعفور والدلدل فأتى بها ، فوقفها بالباب ، ثم قال : ايتني بالاتحمية والسحاب ، فأتى بهما فلم يزل يدعو بشئ شئ ، فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب ، فطلبها فأتى بها والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والانصار ، ثم قال : يا علي قم فاقبض هذا ومد أصبعه ، وقال : في حياة مني ،
 وشهادة من في البيت ، لكيلا ينازعك أحد من بعدي ، فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي ، فقال : يا علي أجلسني ، فأجلسته وأسندته إلى صدري ، قال عليه السلام : فلقد رأيت رسول الله  صلى الله عليه واله وإن رأسه ليثقل ضعفا ، وهو يقول يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم : إن أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب يقضي ديني ، وينجز موعدي ، يا بني هاشم يا بني عبدالمطلب لا تبغضوا عليا ، ولا تخالفوا عن أمره فتضلوا ، ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا ، أضجعني يا علي فأضجعته فقال : يا بلال ايتني بولدي الحسن والحسين ، فانطلق فجآء بهما فأسندهما إلى صدره ، فجعل يشمهما ، قال علي عليه السلام : فظننت أنهما قد غماه قال أبوالجارود : يعني أكرباه ، فذهبت لآخذهما عنه فقال : دعهما يا علي يشماني وأشمهما ، ويتزودا مني وأتزود منهما ، فسيلقيان من بعدي زلزالا ، وأمرا عضالا ، فلعن الله من يخيفهما ، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين. امالى الشيخ : 29 و 30.

[1]في المصدر : لا يحاقك فيها احد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التقوى وأثرها في تحقيق السعادة والاستقلالية

وجوب تقوى الله  1 ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن ع...