الأحد، 13 أكتوبر 2024

فضيلة التلطف في التعامل مع الآخرين

  (  اسْتِحْبَاب مُدَارَاةُ النَّاسِ )

1 - عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : « جَاء جَبْرَئِيل إلَى النبيّ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، فَقَال : يَا محمّد ربّك يُقْرِئُك السَّلَامَ وَيَقُولُ لَك : دَار خَلْقِي » .

 وَقَال ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : « أَمَرَنِي ربّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَمَرَنِي بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ » .مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ ص 177 .

2 ـ وَعَن الْبَاقِر ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : سُئِل [1] عَنْ رَجُلٍ خَبِيثٍ قَدْ لَقِيَ مِنْهُ جهداً ، هَلْ تَرَى مُكَاشَفَتُه أَم مداراته ؟ فَكَتَبَ إلَيْهِ : « الْمُدَارَاة خَيْرٌ لَك مِنْ الْمُكَاشَفَة ، إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ، فإنّ الْعَاقِبَة لِلْمُتَّقِين » .  مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ ص 319 . 
[1] فِي المخطوط زِيَادَة « عَنْه » ، حُذِفَت لِاسْتِقَامَةِ الْمَعْنَى .

3 ـ  فِقْه الرِّضَا ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : « نَرْوِي أنّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، أَوْحَى إلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : إنِّي أَخَذَك بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَخَذَك بِالْفَرَائِض . 
 ونروي أنّ الْمُؤْمِن أَخَذَ عَنْ اللَّهِ عزّ وجلّ الْكِتْمَان ، وَعَن نبيّه ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) مُدَارَاةُ النَّاسِ . 

 وَعَن الْعَالِم ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : الصَّبْرُ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءُ » . فِقْه الرِّضَا ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ص 50 . 

4 -  عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، قَال : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مؤمناً حتّى يَكُونُ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : سَنَةٍ مِنْ ربّه ، وَسُنَّةٌ مِنْ نبيّه ، وَسُنَّةٌ مِنْ وليّه ، فأمّا السُّنَّةِ مِنْ ربّه فكتمان السِّرّ ، وأمّا السُّنَّةِ مِنْ نبيّه ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) فمداراة النَّاس ، وأمّا السُّنَّةِ مِنْ وليّه ، فَالصَّبْر فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءُ » . التَّمْحِيص ص 67 ح 159 .

-  عَن النبيّ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، أنّه قَال لِسَلْمَان : « يَا سَلْمَانُ ، إنّ النَّاسَ لَوْ قارضتهم قارضوك [1] ، وَإِن [2] تَرَكْتهم لَم يَتْرُكُوك ، وَإِن [3] هَرَبْتَ مِنْهُمْ أدركوك ، قَال : فَاصْنَع مَاذَا ؟ قَال أقرضهم عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ » . فَتْحِ الْأَبْوَابِ ص 67 .
[1] أَيْ إنْ سببتهم وَنِلْت مِنْهُم سَبُّوك ، ( مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ ج 4 ص 227 ) .
 (2 ، 3) فِي الْمَصْدَرِ : فَإِن . 

6 ـ وُجِدَت منقولاً عَنْ خَطِّ الشَّهِيد الثَّانِي ، منقولاً عَنْ خَطِّ الشَّهِيد الْأَوَّل : عَنْ الصَّادِقِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، أنّه قَال : « كَمَالِ الْأَدَبِ والمروّة فِي سَبْعِ خِصَال : الْعَقْل ، وَالْحِلْم ، وَالصَّبْر ، وَالرِّفْق ، وَالصَّمْت ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، والمداراة » . مَجْمُوعِه الشَّهِيد .

7 ـ  وَرُوِي أنّه سَمِعَ سُلَيْمَانَ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) عصفوراً يَقُول لِلْهُدْهُد : مَا رَأَيْت أَحْسَنَ مِنْ لِقَائِك للحداة وَالْبَاز وَهُمَا عدوّاك ، فَقَال الْهُدْهُد : يَا أَخِي مِنْ حَسُنَت مداراته طَابَت حَيَاتِه ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : صَدَقَ وَاَللَّهِ الْهُدْهُد . مستدرك الوسائل : ج 9 ص 39 39 ح 10142.

-  قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، فِيمَا أَوْصَى بِهِ رِفَاعَةَ بْنِ شدّاد الْبَجَلِيّ فِي رِسَالَةِ إلَيْه : « دَار الْمُؤْمِنُ مَا اسْتَطَعْت ، فإنّ ظَهْرِه حِمَى اللَّهِ ، وَنَفْسِه كَرِيمَة عَلَى اللَّهِ [ وَلَه يَكُونَ ثَوَابُ اللَّهِ ] [1] وظالمه خَصْم اللَّه ، فَلَا تَكُنْ خَصْمِه » . الْبِحَار ج 74 ص 230 عَنْ كِتَابِ قَضَاء الْحُقُوق ح 9 . 
[1] أَثْبَتْنَاه مِنْ الْمَصْدَرِ .

9 -  عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : « حدّثني أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَن جدّه ، قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : أَعْقَلُ النَّاسِ أَشَدَّهُمْ مُدَارَاة لِلنَّاس » . الْغَايَات ص 66 .

10 ـ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ مَرِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( عَلَيْهِمُ السَّلامُ ) مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَجَمَع أَوْلَادِه محمداً ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، وَالْحَسَن وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُمَر وزيداً وَالْحُسَيْن ، وَأَوْصَى إلَى ابْنِهِ محمّد بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) وكنّاه بالباقر ، وَجَعَل أَمَرَهُم إلَيْه ، وَكَانَ فِيمَا وَعَظَه فِي وصيّته إنْ قَالَ : « يَا بُنَيَّ ، أَنَّ الْعَقْلَ رَائِد الرُّوح ، وَالْعِلْم رَائِد الْعَقْل ، وَالْعَقْل تُرْجُمَان الْعِلْم ، وَاعْلَم أنّ الْعِلْم أَبْقَى ، وَاللِّسَان أَكْثَر هذراً ، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ أنّ صَلَاحِ الدُّنْيَا بحذافرها فِي كَلِمَتَيْنِ ، إصْلَاح شَأْن الْمَعَايِش مِلْء مِكْيَالٌ ثُلُثَاه فِطْنَة ، وَثُلُثُه تَغَافَل ، لأنّ الْإِنْسَانَ لَا يتغافل إلّا عَنْ شَيْءٍ قَدْ عَرَفَهُ وفطن لَه » الْخَبَر .كِفَايَة الْأَثَر ص 239 . 

11 ـ الْإِمَامُ أَبُو محمّد الْعَسْكَرِيّ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي تَفْسِيرِهِ : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) [1] ، قَال الصَّادِق ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) [2] : « قُولُوا لِلنَّاسِ كلّهم حسناً مُؤْمِنُهُم ومخالفهم أمّا الْمُؤْمِنُون فَيُبْسَط لَهُمْ وَجْهُهُ ، وأمّا الْمُخَالِفُون فيكلّمهم بِالْمُدَارَاة لاجتذابهم إلَى الْإِيمَانِ ، فإنّ اسْتَتَرَ مِنْ ذَلِكَ [3] يَكْف شرورهم عَنْ نَفْسِهِ ، وَعَن إخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ الْإِمَامُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : إنّ مُدَارَاة أَعْدَاءُ اللَّهِ مِنْ أَفْضَلِ صَدَقَة الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ وَإِخْوَانَهُ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) فِي مَنْزِلِهِ ، إذ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلُول ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ائْذَنُوا لَهُ ، فَأْذَنُوا لَه ، فلمّا دَخَلَ أَجْلَسَهُ وَبِشْر فِي وَجْهِهِ ، فلمّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْت فِيهِ مَا قُلْت ، وَفَعَلَت بِهِ مِنْ الْبَشَرِ مَا فَعَلْت ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : يَا عويش يَا حَمِيرًا ، إنّ شرّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، مِن يُكْرَمُ اتِّقَاءً شرّه . وَقَالَ الْإِمَامُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) [4] : مَا مِنْ عَبْدِ وَلَا أَمَةٌ دَارَى عِبَادِ اللَّهِ بِأَحْسَن الْمُدَارَاة ، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا فِي بَاطِلٍ ، وَلَمْ يَخْرُجْ بِهَا مِنْ حقّ ، إلَّا جَعَلَ اللَّهُ نَفْسَهُ تسبيحاً ، وزكّى أَعْمَالِه ، وَأَعْطَاه لصبره عَلَى كِتْمَان سرّنا ، وَاحْتِمَال الغَيْظ لِمَا يَحْتَمِلُه [5] مِنْ أَعْدَائِنَا ، ثَوَاب المتشحط بِدَمِه فِي سَبِيلِ اللَّهِ .تَفْسِير الْإِمَام الْعَسْكَرِيّ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ص 142.

  [1] الْبَقَرَة 2 : 83 . [2] فِي المخطوط زِيَادَة « قَال » حُذِفَت لِاسْتِقَامَةِ الْمَعْنَى .
 [3] فِي الْمَصْدَرِ : ذَاك . [4] نَفْس الْمَصْدَر ص 17 . [5] فِي الْمَصْدَرِ : يَسْمَعُه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جواز القراءة سرّاً وجهراً ، واختيار السر

  جواز القراءة سرّاً وجهراً ، واختيار السر 1 -  عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  ) يجهر ...