الخميس، 11 أغسطس 2022

قراءة راس الإمام الحسين عليه السلام للقران الكريم

 تلاوته (عليه السلام) للقرآن في الشام 

أبو جعفر الطبري:
عن الحارث بن وكيدة، قال:
كنت فيمن حمل رأس الحسين (عليه السلام) فسمعته يقرأ سورة الكهف.
فجعلت أشك في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي: يا ابن وكيدة! أما علمت أنا معشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟!
فقلت في نفسي: أسترق رأسه، فنادى: يا ابن وكيدة! ليس لك إلى ذلك سبيل، سفكهم دمي أعظم عند الله تعالى من تسييرهم رأسي، فذرهم فسوف يعلمون (إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ .
معالي السبطين 2: 126.
 الغافر: 40 / 71.

الراوندي: 
وعن المنهال بن عمر قال:
أنا والله! رأيت رأس الحسين (عليه السلام) حين حمل وأنا بدمشق، وبين يديه رجل يقرأ الكهف حتى بلغ قوله: ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾ (1)، فأنطق الله الرأس بلسان ذرب ذلق فقال: أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي! دلائل الإمامة: 78.
(1الكهف: 18 / 9.

وعن سلمة بن كهيل قال: رأيت رأس الحسين (عليه السلام) على قناة، وهو يقرأ:
﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (1).البقرة: 2 / 137.
الخرائج والجرائح 2: 577 ح 1. 

الطريحي:
 روي عن سهل بن سعيد الشهرزوري، قال:
خرجت من شهرزور أريد بيت المقدس، فصار خروجي أيام قتل الحسين (عليه السلام) فدخلت الشام فرأيت الأبواب مفتحة، والدكاكين مغلقة، والخيل مسرجة، والأعلام منشورة، والرايات مشهورة، والناس أفواجا امتلأت منهم السكك والأسواق، وهم في أحسن زينة يفرحون ويضحكون فقلت لبعضهم: أظن حدث لكم عيد لا نعرفه؟
قالوا: لا. قلت: فما بال الناس كافة فرحين مسرورين؟
فقالوا: أغريب أنت، أم لا عهد لك بالبلد؟
قلت: نعم، فما ذا؟
قالوا: فتح لأمير [المفسدين] فتح عظيم، قلت: وما هذا الفتح؟
قالوا: خرج عليه في أرض العراق خارجي فقتله، والمنة لله وله الحمد! قلت:
ومن هذا الخارجي؟
قالوا: الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قلت: الحسين بن فاطمة بنت رسول الله؟!
قالوا: نعم! قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإن هذا الفرح والزينة لقتل ابن بنت نبيكم!؟ وما كفاكم قتله حتى سميتموه خارجيا؟!
فقالوا:
يا هذا! أمسك عن هذا الكلام واحفظ نفسك فإنه ما من أحد يذكر الحسين بخير إلا ضربت عنقه، فسكت عنهم باكيا حزينا، فرأيت بابا عظيما قد دخلت فيه الأعلام والطبول، فقالوا: الرأس يدخل من هذا الباب فوقفت هناك وكلما تقدموا بالرأس كان أشد لفرحهم وارتفعت أصواتهم! وإذا برأس الحسين والنور يسطع من فيه كنور رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلطمت على وجهي، وقطعت أطماري وعلا بكائي ونحيبي، وقلت: وا حزناه! للأبدان السليبة النازحة عن الأوطان، المدفونة بلا أكفان، وا حزناه! على الخد التريب والشيب الخضيب، يا رسول الله! ليت عينيك ترى رأس الحسين في دمشق يطاف به في الأسواق، وبناتك مشهورات على النياق مشققات الذيول والأزياق ينظر إليهم شرار الفساق، أين علي بن أبي طالب يراكم على هذا الحال؟!
ثم بكيت وبكى لبكائي كل من سمع منهم صوتي، وأكثرهم لا يلتفتون بي لكثرتهم وشدة فرحهم واشتغالهم بسرورهم وارتفاع أصواتهم، وإذا بنسوة على الأقتاب بغير وطأ ولا ستر، وقائلة منهن تقول:
وا محمداه! وا علياه! وا حسناه! لو رأيتم ما حل بنا من الأعداء يا رسول الله! بناتك أسارى كأنهن بعض أسارى اليهود والنصارى، وهي تنوح بصوت شجى يقرح القلوب على الرضيع الصغير، وعلى الشيخ الكبير، المذبوح من القفا، ومهتوك الخبا، العريان بلا رداء، وا حزناه! لما نالنا
أهل البيت، فعند الله نحتسب مصيبتنا!
قال: فتعلقت بقائمة المحمل وناديت بأعلى الصوت: السلام عليكم يا آل بيت محمد ورحمة الله وبركاته. وقد عرفت أنها أم كلثوم بنت علي (عليه السلام)، فقالت: من أنت، أيها الرجل الذي لم يسلم علينا أحد غيرك، منذ قتل أخي وسيدي الحسين (عليه السلام)؟!
فقلت: يا سيدتي! أنا رجل من شهرزور، اسمي سهل، رأيت جدك محمدا المصطفى (صلى الله عليه وآله)، قالت: يا سهل! ألا ترى ما قد صنع بنا!؟ أما والله! لو عشنا في زمان لم ير محمد ما صنع بنا أهله بعض هذا، قتل والله! أخي وسيدي الحسين، وسبينا كما تسبى العبيد والإماء، وحملنا على الأقتاب بغير وطأ ولا ستر كما ترى!
فقلت يا سيدتي يعز والله! على جدك وأبيك وأمك وأخيك سبط نبي الهدى!
فقالت: يا سهل! اشفع لنا عند صاحب المحمل أن يتقدم بالرؤوس، ليشتغل النظارة عنا بها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا!
فقلت: حبا وكرامة، ثم تقدمت إليه وسألته بالله وبالغت معه، فانتهرني ولم يفعل، قال سهل: وكان معي رفيق نصراني يريد بيت المقدس وهو متقلد سيفا تحت ثيابه، فكشف الله عن بصره فسمع رأس الحسين، وهو يقرأ القرآن ويقول: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) (1) (الآية)، فقد أدركته السعادة، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، ثم انتضى سيفه وشد به على القوم، وهو يبكي وجعل يضرب فيهم، فقتل منهم جماعة كثيرة ثم تكاثروا عليه فقتلوه؛.
فقالت أم كلثوم: ما هذه الصيحة؟!(1). (1)- إبراهيم: 14 / 42.
فحكيت لها الحكاية، فقالت: واعجباه! النصارى يحتشمون لدين الإسلام! وأمة

محمد الذين يزعمون أنهم على دين محمد يقتلون أولاده، ويسبون حريمه! ولكن العاقبة للمتقين، وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، ولقد عجبت لتلك الأطواد كيف لا تتزلزل؟ وكذلك النادي كيف لا ينخسف ويتحول؟ ولكن ارتفع موجود اللطف من بين أظهرهم وهم لا يعلمون ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّمُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (2).
 (2) - الشعراء: 26/ 227.
المنتخب: 282.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لحم البقر بالسلق ، ومرق لحم البقر

    لحم البقر بالسلق *  ومرق لحم البقر *  السلق : نبت له ورق طوال ، وورقه يؤكل ( لسان العرب ج 10 ص 162 ).  1 -  عن محمّد بن قيس ، عن أبي ج...