الثلاثاء، 30 يوليو 2024

شهادة الامام السجاد علي بن الحسين " عليهما السلام

شهادة  الامام السجاد علي بن الحسين " عليهما السلام 

تاريخ ومكان شهادته (عليه السلام)
هناك آراء عند علماء الشيعة ومؤرخيهم في تاريخ شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام.
فنقل الشيخ الكليني: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: قُبض علي بن الحسين وهو ابن سبع وخمسين سنة، في عام خمس وتسعين. الكليني، الكافي (ط: دار الحديث)، ج 2، ص 519.

 ووافقه الشيخ المفيد في ذلك وأضاف بأنه توفي بالمدينة. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 137.
وقال الشيخ الكفعمي بأن وفاته كانت في الخامس والعشرين من المحرمالكفعمي، المصباح، ص 509.

وأما الشيخ الطوسي فذكر وفاته في اليوم الخامس والعشرين من المحرم في المدينة المنورة، ولكن اعتبره في سنة 94 للهجرة.[44]الطوسي، مصباح المتهجد، ج 2، ص 787.

ولد علي بن الحسين عليه السلام في سنة ثمان وثلاثين وقبض في سنة خمس وتسعين وله سبع وخمسون سنة. وأمه سلامة  بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز وكان يزدجرد آخر ملوك الفرس.

1-عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين عليهما السلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ إذا وقعت الواقعة، وإنا فتحنا لك و قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

2- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قبض علي بن الحسين عليهما السلام وهو ابن سبع وخمسين سنة، في عام خمس وتسعين، عاش بعد الحسين خمسا وثلاثين سنة.أصول الكافي : ج 1 ص 539-541.

3- فلم يزل علي بن الحسين سلام الله عليه مدة بقائه ملازما لبكائه مصاحبا لحزنه وأشجانه، ولم يكف أعداء الله وأعداء رسوله اولئك الطغاة اللئام ما صدر عليه وحل به من الفجائع العظام والرزايا الجسام والعلل والاسقام، بل لا زالوا يرصدونه بالمخاوف ويقصدونه بالمكاره إلى أن آل الامر إلى هشام بن عبد الملك، وقيل الوليد بن عبد الملك عليهم اللعنة، فدس إليه سما في أشياء أعدها له فأكلها سلام الله عليه، فلما سرى السم في بدنه الشريف وتيقن حلول أمر الله تعالى به وانقطاع أجله أقبل على ولده وخليفة الله من بعده أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) وقال: يا بني إن الوقت الذي وعدته قد قرب فأوصيك يا بني في نفسك خيرا، واصبر على الحق وإن كان مرا فإنه لتحدثني نفسي بسرعة الموت لقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [1
 يا بني لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق أبدا قال أبو جعفر (عليه السلام): فقلت: يا أبة جعلت فداك من هؤلاء الخمسة ؟ فقال لي: لا تصحبن فاسقا فإنه يعيبك ويبيعك بأكلة فما فوقها ثم لا ينالها، فقلت له: ومن الثاني ؟ فقال (عليه السلام): لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك ماله أحوج ما كنت إليه فقلت له: ومن الثالث ؟ فقال لي: لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد، فقلت له: ومن الرابع ؟ فقال لي: لا تصحبن أحمقا فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، فقلت: يا أبة ومن الخامس ؟ فقال لي: لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع، ثم قال (عليه السلام): يا بني إذا أنا مت فغسلني فإن الامام لا يغسله إلا إمام مثله، واعلم أن أخاك عبد الله سيدعو الناس إلى نفسه ويدعي الامامة بعدي، فإذا دعاها فامنعه فإن أبى فدعه فإن عمره قصير، واعلم يا بني أني مفارقك عن قريب فإن الموت قد قرب وقد بلغ الوليد مني مراده.
[1] سورة الرعد، الآية 13: 41. *

قال محمد الباقر (عليه السلام) فضمني أبي إلى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وذكر(عليه السلام) أن من جملة ما أوصاه به أبوه أن قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله ثم أغمي عليه ثلاثا، ثم فتح عينيه وقرأ (إذا وقعت الواقعة) [1] (وإنا فتحنا لك فتحا مبينا) [2] وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين، ثم أشرق من وجهه الشريف نور ساطع يكاد يخطف الابصار، ثم نادى: يا أبا جعفر عجل، ففاضت نفسه الشريفة فلطم الباقر رأسه ورفع صوته بالبكاء وضج أهله وعياله وأهل المدينة ضجة واحدة كادت منها الارض ان تسيخ بأهلها، وقام الصراخ وعلا النحيب من كل جانب ومكان، ومادت السماوات وناحت الملائكة وهتفت الجن بالصراخ، ولم يرفع حجر ولا مدر إلا وجد تحته دم عبيط، وخرجت المخدرات من خدورها ناشرة لشعورها.

ثم أخذ الباقر (عليه السلام) في تغسيله كما أمره وأدرجه في أكفانه ووضعه على سريره، فحمل على الاعناق بالوجد والاحتراق حتى أتي به إلى البقيع الاشرف ودفن هناك في القبة التي فيها العباس بن عبد المطلب والحسن الزكي المنتجب.

ولقد ورد أنه لما وضعه ابنه الباقر (عليه السلام) على المغتسل وجرده من ثيابه، رأى على ظهره أثر فسئل الباقر (عليه السلام) عن ذلك فقال: هذا مما كان يحمله على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين. وقيل: قال الباقر (عليه السلام): لما سئل عن ذلك وهو يبكي هذا أثر الجامعة التي وضعت على صدره، والغل الذي في يديه، وكانت وفاته (عليه السلام) في يوم السبت الثامن عشر من شهر المحرم، وقيل في الثاني والعشرين منه، وقيل: في الخامس والعشرين منه وهو المشهور. وأما السنة فقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: أربع وتسعين وقيل: خمس وتسعين، وعمره الشريف سبع وخمسون سنة كأبيه (عليه السلام)، وقيل: تسع وخمسون وأربعة أشهر وأيام، وقيل: أربع وخمسون وقيل: ثمان وخسمون وكان في سني إمامته ملك يزيد وملك معاوية بن يزيد وملك مروان وابنه عبد الملك، وتوفي في ملك الوليد بن عبد الملك وقيل: في ملك هشام بن عبد الملك وإنه هو الذي سمه (أَلَا لَعْنَة اللَّه عَلَى الظَّالِمِينَ) [1] ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُونَ ) [2].المصدر : وفيات الأئمة المؤلف : من علماء البحرين والقطيف الجزء : 1 صفحة :170- 173.
[1] سورة هود 11، الآية: 18.
[2] سورة الشعراء 26، الآية: 227. *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعاء اليوم التاسع والعشرون من الشهرمن كتاب ( العدد القوية لدفع المخاوف اليومية)

(اليوم التَّاسِع والعشرون) 1 - قَالَ مَوْلَانَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِق (عليه السلام) : أَنَّهُ م...