رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) لجعفر بن عفان الطائي
عن زيد الشحام ـ في حديث ـ : إن أبا عبدالله عليهالسلام قال لجعفر بن عفان الطائي : بلغني أنك تقول الشعر في الحسين عليهالسلام وتجيد؟ قال : نعم [١] ، فأنشده فبكى ومن حوله حتى سالت الدموع على وجهه ولحيته ، ثم قال : ياجعفر ، والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ههنا يسمعون قولك في الحسين عليهالسلام ولقد بكوا كما بكينا وأكثر ، ولقد أوجب الله ـ لك يا جعفر ـ في ساعتك [٢] الجنة بأسرها وغفر لك ، فقال [٣] : ألا أزيدك؟ قال : نعم يا سيدي ، قال : ما من أحد قال في الحسين عليهالسلام شعرا فبكى وأبكى به ، إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.رجال الكشي ٢ : ٥٧٤ | ٥٠٨.إذا ذكر الحسين فلا تملي *** وجودي الدهر بالعبرات جودي
فقد بكت الحمائم من شجاها *** بكت لأليفها الفرد الوحيد
بكين وما درين وأنت تدري *** فكيف تهم عينك بالجمود
اتنسى سبط أحمد حين يمسي *** ويصبح بين أطباق الصعيد (1).
وله في رثاء الإمام الحسين (عليهالسلام):
ليبك على الإسلام من كان باكياً *** فقد ضيعت أحكامه واستحلت
غداة حسين للرماح دريئة *** وقد نهلت منه السيوف وعلت
وغودر في الصحراء لحماً مبدداً *** عليه عتاق الطير باتت وظلت
فما نصرته أمة السوء إذ دعا *** لقد طاشت الأحلام منها وضلّت
ألا بل محوا أنوارهم بأكفهم *** فلا سلمت تلك الأكف وشلّت
وناداهم جهداً بحق محمد *** فان ابنه من نفسه حيث حلّت
فما حفظوا قرب الرسول ولا رعوا *** وزلّت بهم أقدامهم واستزلّت
أذاقته حر القتل أمة جدّه *** هفت نعلها في كربلاء وزلّت
فلا قدس الرحمن أمة جدّه *** وإن هي صامت للإله وصلّت
كما فجعت بنت الرسول بنسلها *** وكانوا كماة الحرب حين استقلّت
وكانوا سرورا ثم عادوا رزية *** لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت (2)
(1) أعيان الشيعة 4/ 128
(2) مقتل الحسين (ع) للخوارزمي 2/ 144-145
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق