الخميس، 11 أغسطس 2022

دفن الإمام الحسين (عليه السلام) وباقي شهداء الطف

 دفن الإمام الحسين(عليه السلام) وباقي شهداء الطف

حُضورُ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله عِندَ دَفنِ الشُّهَداءِ
1- عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام : أصبَحَت يَوماً اُمُّ سَلَمَةَ تَبكي ، فَقيلَ لَها : مِمَّ بُكاؤُكِ ؟ فَقالَت : لَقَد قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ عليه السلام اللَّيلَةَ ، وذلِكَ أنَّني ما رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مُنذُ قُبِضَ إلَّا اللَّيلَةَ ، فَرَأَيتُهُ شاحِباً كَئيباً . قالَت : فَقُلتُ : ما لي أراكَ - يا رَسولَ اللَّهِ - شاحِباً كَئيباً ؟ قالَ : «ما زِلتُ اللَّيلَةَ أحفِرُ قُبوراً لِلحُسَينِ وأصحابِهِ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ» .لأمالي للمفيد : ص 319 ح 6.

- عن اُمّ سلمة : رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ السّاعَةَ شَعِثاً مَذعوراً ، فَسَأَلتُهُ عن شَأنِهِ ذلِكَ . فَقالَ : «قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ وأهلُ بَيتِهِ اليَومَ ، فَدَفَنتُهُم ، وَالسّاعَةَ فَرَغتُ مِن دَفنِهِم» .لأمالي للطوسي : ص 315 ح 640.

- عن اُمّ سلمة : فَلَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامي أغبَرَ أشعَثَ ، فَذَكَرتُ لَهُ ذلِكَ ، وسَأَلتُهُ عَن شَأنِهِ . فَقالَ لي : «ألَم تَعلَمي أنَّي فَرَغتُ مِن دَفنِ الحُسَينِ وأصحابِهِ ؟» . . الأمالي للطوسي : ص 315 ح 640.

مَن تَوَلّى‌ دَفنَ الإِمامِ عليه السلام وأصحابِهِ‌
- عن إسماعيل بن سهل عن بعض أصحابنا : كُنتُ عِندَ الرِّضا عليه السلام ، فَدَخَلَ عَلَيهِ عَلِيُّ بنُ أبي حَمزَةَ وَابنُ السَّرّاجِ وَابنُ المُكاري ، ... قالَ لَهُ عَلِيُّ [بنُ أبي حَمزَةَ] : إنّا رُوِّينا عَن آبائِكَ أنَّ الإِمامَ لايَلي أمرَهُ إلّا إمامٌ مِثلُهُ . فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : فَأَخبِرني عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام كانَ إماماً أو كانَ غَيرَ إمامٍ ؟ قالَ : كانَ إماماً . قالَ : فَمَن وَلِيَ أمرَهُ ؟ قالَ : عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام . قالَ : وأينَ كان عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ؟ قالَ : كانَ مَحبوساً بِالكوفَةِ في يَدِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، قالَ : خَرَجَ وهُم لا يَعلَمونَ حَتّى‌ وَلِيَ أمرَ أبيهِ ، ثُمَّ انصَرَفَ . فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : إنَّ هذَا [الَّذي‌[1] أمكَنَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام أن يَأتِيَ كَربَلاءَ فَيَلِيَ أمرَ أبيهِ ، فَهُوَ يُمَكِّنُ صاحِبَ هذَا الأَمرِ أن يَأتِيَ بَغدادَ ، فَيَلِيَ أمرَ أبيهِ ، ثُمَّ يَنصَرِفَ ، ولَيسَ في حَبسٍ ، ولا في إسارٍ .رجال الكشّي : ج 2 ص 763 ح 883.
[1] ]ما بين المعقوفين أثبتناه من بحارالأنوار وهو موجود أيضاً في الطبعة الاُخرى من المصدر .

5- عن أبي عبد اللَّه [الصادق‌] عليه السلام : لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله هَبَطَ جَبرَئيلُ ومَعَهُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ الَّذينَ كانوا يَهبِطونَ في لَيلَةِ القَدرِ . قالَ : فَفُتِحَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بَصَرُهُ ، فَرَآهُم في مُنتَهَى السَّماواتِ إلَى الأَرضِ يُغَسِّلونَ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله مَعَهُ ، ويُصَلّونَ مَعَهُ عَلَيهِ ، ويَحفِرونَ لَهُ ، وَاللَّهِ ما حَفَرَ لَهُ غَيرُهُم ، حَتّى‌ إذا وُضِعَ في قَبرِهِ نَزَلوا مَعَ مَن نَزَلَ ، فَوَضَعوهُ ، فَتَكَلَّمَ وفُتِحَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام سَمعُهُ ، فَسَمِعَهُ يوصيهِم بِهِ ، فَبَكى‌ ،
وسَمِعَهُم يَقولونَ : لا نَألوهُ جُهداً ، وإنَّما هُوَ صاحِبُنا بَعدَكَ ، إلّا أنَّهُ لَيسَ يُعايِنُنا بِبَصَرِهِ بَعدَ مَرَّتِنا هذِهِ . حَتّى‌ إذا ماتَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام رَأَى الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما السلام مِثلَ ذلِكَ الَّذي رَأى‌ ، ورَأَيَا النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله أيضاً يُعينُ المَلائِكَةَ مِثلَ الَّذي صَنَعوهُ بِالنَّبِيِّ . حَتّى‌ إذا ماتَ الحَسَنُ عليه السلام رَأى‌ مِنهُ الحُسَينُ عليه السلام مِثلَ ذلِكَ ، ورَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله وعَلِيّاً عليه السلام يُعينانِ المَلائِكَةَ . حَتّى‌ إذا ماتَ الحُسَينُ عليه السلام رَأى‌ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام مِنهُ مِثلَ ذلِكَ ، ورَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله وعَلِيّاً وَالحَسَنَ عليهما السلام يُعينونَ المَلائِكَةَ . حَتّى‌ إذا ماتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام رَأى‌ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مِثلَ ذلِكَ ، ورَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله وعَلِيّاً عليه السلام وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهما السلام يُعينونَ المَلائِكَةَ . حَتّى‌ إذا ماتَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ رَأى‌ جَعفَرٌ مِثلَ ذلِكَ ، ورَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله وعَلِيّاً عليه السلام وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ وعَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهم السلام يُعينونَ المَلائِكَةَ ، حَتّى‌ إذا ماتَ جَعفَرٌ رَأى‌ موسى‌ عليه السلام مِنهُ مِثلَ ذلِكَ ، هكَذا يَجري إلى‌ آخِرِنا .
بصائر الدرجات : ص 225 ح 17 .

مَواضِعُ قُبورِ الشُّهَداءِ
فَهؤُلاءِ سَبعَةَ عَشَرَ نَفساً مِن بَني هاشِمٍ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ ، إخوَةُ الحُسَينِ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ ، وبنو أخيهِ ، وبَنو عَمَّيهِ جَعفرٍ وعَقيلٍ ، وهُم كُلُّهُم مَدفونونَ مِمّا يَلي رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام في مَشهَدِهِ ، حُفِرَ لَهُم حَفيرَةٌ واُلقوا فيها جَميعاً ، وسُوِّيَ عَلَيهِمُ التُّرابُ إلَّا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ رِضوانُ اللَّهِ عَليهِ ، فَإِنَّهُ دُفِنَ في مَوضِعِ مَقتَلِهِ عَلَى المُسَنّاةِ بِطَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، وقَبرُهُ ظاهِرٌ ، ولَيسَ لِقُبورِ إخوَتِهِ وأهلِهِ الَّذينَ سَمَّيناهُم أثَرٌ ، وإنَّما يَزورُهُمُ الزّائِرُ مِن عِندِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، ويومِئُ إلَى الأَرضِ الَّتي نَحوَ رِجلَيهِ بِالسَّلامِ ، وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في جُملَتِهِم ، ويُقالُ : إنَّهُ أقرَبُهُم دَفناً إلَى الحُسَينِ عليه السلام . فَأَمّا أصحابُ الحُسَينِ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِمُ الَّذينَ قُتِلوا مَعَهُ ، فَإِنَّهُم دُفِنوا حَولَهُ ، ولَسنا نُحَصِّلُ لَهُم أجداثاً[1] عَلَى التَّحقيقِ وَالتَّفصيلِ ، إلّا أنّا لا نَشُكُّ أنَّ الحائِرَ مُحيطٌ بِهِم ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وأرضاهُم ، وأسكَنَهُم جَنّاتِ النَّعيمِ .الإرشاد : ج 2 ص 126 .
[1] الجَدَثُ : القبر ، ويجمع على أجداث (النهاية : ج 1 ص 243 «جدث») .

لَمّا رَحَلَ ابنُ سَعدٍ خَرَجَ قَومٌ مِن بَني أسَدٍ ، كانوا نُزولاً بِالغاضِرِيَّةِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِم ، فَصَلّوا عَلَيهِم ، ودَفَنُوا الحُسَينَ عليه السلام حَيثُ قَبرُهُ الآنَ ، ودَفَنُوا ابنَهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَصغَرَ عليه السلام‌[1] عِندَ رِجلَيهِ ، وحَفَروا لِلشُّهَداءِ مِن أهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ الَّذينَ صُرِعوا حَولَهُ مِمّا يَلي رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وجَمَعوهُم ، فَدَفَنوهُم جَميعاً مَعاً ، ودَفَنُوا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليهما السلام في مَوضِعِهِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عَلى‌ طَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، حَيثُ قَبرُهُ الآنَ .الإرشاد : ج 2 ص 114.
[1] والمراد : عليّ الأكبر .

وفيما يتعلّق بدفن سيّد الشهداء وأصحابه 
اشتهرت بعض الاُمور وجرت على الألسنة، إلّا إنها لم تُذكر في المصادر الحديثيّة والتاريخيّة القديمة والمعتبرة. نعم، جاء في كتاب الدمعة الساكبة في رواية مفصّلة : إنّ بني أسد عندما جاؤوا لدفن الإمام وأصحابه، رأوا أعرابيّاً فأرشدهم لدفن الشهداء، حتّى انتهى إلى جسد سيّد الشهداء، فبكى بكاءً شديداً، ولم يدعهم يدفنونه، وقال : مَعي مَن يُعينُني . ثمّ أنّه بسط كفّيه تحت ظهره الشريف ، وقال : «بِسمِ اللَّهِ وبِاللَّهِ وفي سَبيلِ اللَّهِ وعَلى‌ مِلَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ تَعالى‌ ورَسولُهُ ، وصَدَقَ اللَّهُ ورَسولُهُ ، ما شاءَ اللَّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» . ثمّ أنزله وحده ولم يشرك معه أحداً منّا، ثمّ وضع خدّه بنحره الشريف وهو يبكي ، و يقول: «طوبى‌ لِأَرضٍ تَضَمَّنَت جَسَدَكَ الشَّريفَ ، أمَّا الدُّنيا فَبَعدَكَ مُظلِمَةٌ ، وَالآخِرَةُ فَبِنورِكَ مُشرِقَةٌ ، أمَّا الحُزنُ فسَرمَدٌ ، وَاللَّيلُ فَمُسَهَّدٌ ، حَتّى‌ يَختارَ اللَّهُ لي دارَكَ الَّتي أنتَ مُقيمٌ بِها ، فَعَلَيكَ مِنّي السَّلامُ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَركاتُهُ» . ثمّ شرج عليه اللبن وأهال عليه التراب، ثمّ وضع كفّه على القبر وخطّه بأنامله وكتب : «هذا قَبرُ حُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ الَّذي قَتَلوهُ عَطشاناً غَريباً» . ثمّ دفنوا العبّاس بعد أن أرشدهم إليه، وأخيراً خاطب بنو أسد الأعرابيَّ قائلين: يا أخا العرب، نسألك بحقّ الجسد الّذي واريته بنفسك وما أشركت معك أحداً منّا ، من أنت؟ فبكى بكاءً شديداً ، وقال : «أنَا إمامُكُم عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام» ، فقلنا : أنت عليّ! فقال: «نَعَم» ، فغاب عن إبصارنا .الدمعة الساكبة: ج 5 ص 11 - 14 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جواز التعويل في دخول الوقت على أذان الثقة

  جواز التعويل في دخول الوقت على أذان الثقة 1 -  عن عليّ عليه‌السلام قال : المؤذّن مؤتمن ، والإِمام ضامن.  التهذيب 2 : 282 / 1121. 2 -  ق...