الجمعة، 5 أغسطس 2022

استحباب البكاء لقتل الحسين ( عليه السلام ) وما أصاب أهل البيت ( عليهم السلام )1

 اسْتِحْبَاب الْبُكَاء لِقَتْل الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) وَمَا أَصَابَ أَهْلُ الْبَيْتِ ( عَلَيْهِمُ السَّلامُ ) ، خصوصاً يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، واتّخاذه يَوْم مُصِيبَةٌ ، وَتَحْرِيم التبرّك بِه .

1- عَنْ ابْنِ خَارِجَه ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، قَال : كنّا عِنْدَه فَذَكَرْنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، وَعَلَى قَاتَلَه لَعْنَةُ اللَّهِ ، فَبَكَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) وبكينا ، قَال : ثمّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : « قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) : أَنَا قَتِيل الْعِبْرَة ، لَا يَذْكُرُنِي مُؤْمِنٌ إلّا بَكَى » وَذَكَرَ الْحَدِيثَ . مُسْتَدْرَكٌ الْوَسَائِل : ج 10 ص 311 .

2- عَنْ أَبِي عِمَارَةَ الْمُنْشِد ، قَال : مَا ذُكِرَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي يَوْمِ قطّ ، فَرُئِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) متبسّماً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى اللَّيْلِ ، وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) يَقُول : « الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) عِبْرَة كلّ مُؤْمِنٌ » . كَامِل الزيارات ص 108 .

- عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : « مَنْ ذَكَرْنَا عِنْدَه فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَلَوْ مَثَّلَ جَنَاحِ الذُّبَاب ، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ » . كَامِل الزيارات ص103 ح 8 .

- عَنْ يُونُسَ وَأَبِي سَلَمَةَ السرّاج ، والمفضّل قَالُوا : سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، يَقُول : « لمّا مَضَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، بَكَى عَلَيْهِ جَمِيعُ مَا خَلَقَ اللَّهُ ،للحديث تتمه  » .كَامِل الزيارات ص 80 ح 3 .

- عَنِ الْحُسَيْنِ بْنُ ثُوَيْر ، قَال : كُنْتُ أَنَا وَابْنُ ظَبْيَان والمفضل وَأَبُو سَلَمَةَ السرّاج جلوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، فَكَان الْمُتَكَلِّم يُونُس وَكَان أَكْبَرُنَا سنّاً ـ وَذَكَر حديثاً طويلاً ـ يَقُول : ثمّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : « إنّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) لِمَا مَضَى بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ [والأرضون السبع] وَمَا فيهنّ وَمَا بينهنّ ، وَمَا يَنْقَلِب  فِي الجنّة وَالنَّار مِنْ خَلْقِ ربّنا ، وَمَا يَرَى وَمَا لَا يَرَى ، بَكَى على أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، للحديث تتمه  » . كَامِل الزيارات ص 197 .

-عن زُرَارَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : « يَا زُرَارَة إنّ السَّمَاء بَكَتْ عَلَى الْحُسَيْنِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) أَرْبَعِين صباحاً بِالدَّم ، وإنّ الْأَرْض بَكَت أَرْبَعِين صباحاً بِالسَّوَاد ، وَإِن الشَّمْس بَكَت أَرْبَعِين صباحاً بِالْكُسُوف وَالْحُمْرَة ، وإنّ الْجِبَال تَقَطَّعَت وانتثرت ، وإنّ الْبِحَار تَفَجَّرَت ، وإنّ الْمَلَائِكَة بَكَت أَرْبَعِين صباحاً عَلَى الْحُسَيْنِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، وَمَا اِخْتَضَبَت مِنّا امْرَأَةٌ وَلَا ادهنت وَلَا
اكْتَحَلَت وَلَا رجّلت ، حتّى أَتَانَا رَأْس عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ لَعْنَةُ اللَّهِ ، وَمَا زِلْنَا فِي عِبْرَة مِنْ بَعْدِهِ ، وَكَان جَدِّي ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) إذَا ذَكَرَهُ بَكَى حتّى تَمْلَأ عَيْنَاه لِحْيَتِه وَحَتَّى يَبْكِي لِبُكَائِه رَحْمَةً لَهُ مِنْ رَآهُ ، وأنّ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ عِنْدَ قَبْرِهِ ليبكون فَيَبْكِي لبكائهم كلّ مَنْ فِي الْهَوَاءِ وَالسَّمَاءُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ ـ إلَى أَنْ ذَكَرَ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، غَيْظ جهنّم عَلَى قاتليه وَقَال ـ وإنّها لتبكيه وتندبه وإنّها لتتلظّى عَلَى قَاتِلِهِ ، وَلَوْلَا مَنْ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ حُجَج اللَّه لَنَقَضْت الْأَرْض وأكفأت مَا عَلَيْهَا ، وَمَا تَكْثُرالزلازل إلّا عِنْد اقْتِرَابِ السَّاعَةِ ، وَمَا عَيْن أَحَبُّ إلَى اللَّهِ وَلَا عِبْرَةَ مِنْ عَيْنٍ بَكَتْ وَدَمَعَت عَلَيْه ، وَمَا مِنْ بَاكٍ يَبْكِيه إلَّا وَقَدْ وَصَلَ فَاطِمَة وأسعدها عَلَيْه ، وَوَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، وأدّى حقّنا ، وَمَا مِنْ عَبْدِ يُحْشَر إلّا وَعَيْنَاه بَاكِيَةٌ إلّا الْبَاكِين عَلَى جدّي ( الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ) فإنّه يُحْشَر وَعَيْنُه قَرِيرَة وَالْبِشَارَة تَلَقَّاه وَالسُّرُور [بين] عَلَى وَجْهِهِ ، وَالْخَلْقُ فِي الْفَزَع وَهُمْ آمِنُونَ ، وَالْخَلْق يَعْرِضُون وَهُم حِداثٌ الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) تَحْتَ الْعَرْشِ وَفِي ظلّ الْعَرْش ، لَا يَخَافُونَ سُوء [يوم] الْحِسَاب ، يُقَالُ لَهُمْ : اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ فَيَأْبَوْن وَيَخْتَارُون مَجْلِسِه وَحَدِيثُه ، وإنّ الْحُور لترسل إلَيْهِم : إنّا قَد اشتقناكم مَع الوَلَدَان المخلدين ، فَمَا يَرْفَعُون رُؤُوسَهُم إِلَيْهِمْ لَمَا يَرَوْنَ فِي مَجْلِسِهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) مِنْ السُّرُورِ وَالْكَرَامَة » الْخَبَر . مُسْتَدْرَكٌ الْوَسَائِل : ج 10 ص 313-314 .

7- عَنْ أَبِي بِصَيْرٍ قَال : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) أحدّثه فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنَةُ ، فَقَالَ لَهُ : « مَرْحَبًا » وضمّه وقبّله وَقَال : « حقّر اللَّهُ مِنْ حقّركم ، وَانْتَقَم اللَّه ممّن وَتَرَكُم ، وَخَذَل اللَّهُ مِنْ خذلكم ، وَلَعَنَ اللَّهُ مِنْ قَتْلِكُمْ ، وَكَانَ اللَّهُ لَكُمْ وليّاً وحافظاً وناصراً ، فَقَدْ طَالَ بُكَاء النِّسَاء وَبُكَاءٌ الْأَنْبِيَاء والصدّيقين وَالشُّهَدَاء وَمَلَائِكَة السَّمَاء » ثُمَّ بَكَى وَقَالَ : « يَا أَبَا بِصَيْرٍ إذَا نَظَرْت إلَى وَلَدِ الْحُسَيْنُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، أَتَانِي مَا لَا أَمْلِكُه بِمَا أَتَى [1] إِلَى أَبِيهِمْ وَإِلَيْهِم ، يَا أَبَا بِصَيْرٍ إنّ فَاطِمَة ( عَلَيْهَا السَّلَامُ ) لتبكيه وتشهق ، فتزفر جهنّم زَفْرَة لَوْلَا أنّ الْخَزَنَة يَسْمَعُون بُكَاءَهَا وَقَد استعدّوا لِذَلِك ، مَخَافَةَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا عُنُق ـ إلَى أَنْ قَالَ ـ فَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ مُشْفِقِين يَبْكُون لبكائها ، وَيَدْعُون اللَّه ويتضرعون إلَيْه ـ إلَى أَنْ قَالَ ـ قُلْت : جُعِلْت فِدَاك إنّ هَذَا الْأَمْرِ عَظِيمٌ ، قَال : غَيْرِهِ أَعْظَمُ مِنْهُ مَا لَمْ تَسْمَعْهُ ، ثمّ قَال : يَا َبَا بَصِيرٌ ، أَمَّا تحبّ أَنْ تَكُونَ فِيمَن يَسْعَد فَاطِمَة ( عَلَيْهَا السَّلَامُ ) ؟ ! فَبَكَيْت حِين قَالَهَا فَمَا قَدَرْت عَلَى الْمَنْطِق ، وَمَا قَدَرْت عَلَى كَلَامَيْ مَنْ الْبُكَاءِ » الْخَبَر .كَامِل الزيارات ص 82 ح 7 .
[1] فِي المخطوط : أُوتِي ، وَمَا أَثْبَتْنَاه مِنْ الْمَصْدَرِ .

8 - عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : « مَنْ زَارَ الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، [إلى أَن قال] [1] ثمّ ليندب الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ويبكيه ، وَيَأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ مِمَّنْ لَا يَتَّقِيَه بِالْبُكَاء عَلَيْه ، وَيُقِيمُ فِي دَارِهِ مُصِيبَةٌ بِإِظْهَار الْجَزَعَ عَلَيْهِ ، ويتلاقون بِالْبُكَاء بَعْضُهُم بعضاً فِي الْبُيُوتِ ، وليعزّ بَعْضُهُم بعضاً بِمُصَاب الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، فَأَنَا ضَامِنٌ لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ عزّ وجلّ جَمِيعِ هَذَا الثَّوَابَ ـ أَي أَلْفَيْ أَلْفٍ حجّة وَالْفَئ أَلْف عُمْرَة وَالْفَئ أَلْف غَزْوَة ، إلَى آخِرِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ زِيَارَتِه فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ (2] ـ فَقُلْت : جُعِلْت فِدَاك وَأَنْت الضَّامِن لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَالزَّعِيم بِه ؟ قَال : أَنَا الضَّامِن لَهُمْ ذَلِكَ ، وَالزَّعِيم لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، قَالَ قُلْتُ : فَكَيْف يعزّي بَعْضُهُم بعضاً ؟ قَال : يَقُولُون : عَظَّمَ اللَّهُ أجورنا بمصابنا بِالْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، وَجَعَلْنَا وإيّاكم مِنْ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِه مَع وليّه الْإِمَامَ الْمَهْدِيَّ مِنْ آلِ محمّد ( عَلَيْهِمُ السَّلامُ ) ، فَإِنْ اسْتَطَعْت أَنْ لَا تَنْتَشِرَ يَوْمَك فِي حَاجَةٍ فَافْعَل ، فإنّه يَوْم نَحْس لَا تُقْضَى فِيهِ حَاجَةٌ مُؤْمِنٌ ، وَإِن قَضَيْت لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا وَلَمْ يَرَ رشداً ، وَلَا تدّخرن لمنزلك شيئاً فإنّه مِن اِدَّخَر لِمَنْزِلِه شيئاً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيمَا يدّخره وَلَا يُبَارَكُ لَهُ فِي أَهْلِهِ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُتِبَ لَهُ ثَوَابُ أَلْفَ أَلْفِ حجّة ، وَأَلَّف أَلْف عُمْرَة ، وَأَلَّف أَلْف غَزْوَة ، كلّها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، وَكَانَ لَهُ ثَوَابُ مُصِيبَةٌ كلّ نبيّ وَرَسُول وصدّيق وَشَهِيدٌ ، مَاتَ أَوْ قَتَلَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا إلَى ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [3] » . كَامِل الزيارات ص 174 .
[1] في المصدر الحديث طويل وما أثبتناه لسياق العبارة.
[2] ما بين الفاصلتين من كلام المصنف ( قدّه ) توضيحاً للعبارة وقد ورد في هامش المخطوط.
[3] في المصدر : أن تقوم الساعة.

9 - عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ محمّد الْحَضْرَمِيّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ـ فِي حَدِيثِ تَقَدَّم صَدْرِه ـ قَال : قَال : « يَا عَلْقَمَةُ واندبوا الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) وابكوه وليأمر أَحَدُكُمْ مِنْ فِي دَارِهِ بِالْبُكَاء عَلَيْه ، وَلْيُقِم عَلَيْهِ فِي دَارِهِ الْمُصِيبَة بِإِظْهَار الْجَزَع وَالْبُكَاء ، وتلاقوا يَوْمَئِذ بِالْبُكَاء بَعْضُكُمْ إلَى بَعْضٍ فِي الْبُيُوتِ وَحَيْث تلاقيتم ، وليعزّ بَعْضُكُم بعضاً بِمُصَاب الْحُسَيْن ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، قُلْت : أَصْلَحَك اللَّهُ كَيْفَ يعزّي بَعْضُنَا بعضاً ؟ قَال : تَقُولُون : أَحْسَنَ اللَّهُ أجورنا بمصابنا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، وَجَعَلَنَا مِنْ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِه مَعَ الْإِمَامِ الْمَهْدِيَّ إلَى الْحَقِّ مِنْ آلِ محمّد ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَإِن اسْتَطَاع أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَمْضِيَ يَوْمِهِ فِي حَاجَةٍ فَافْعَلُوا ، فإنّه يَوْم نَحْس لَا تُقْضَى فِيهِ حَاجَةٌ مُؤْمِنٌ ، وَإِن قَضَيْت لَمْ يُبَارَكْ فِيهَا وَلَمْ يُرْشِد ، وَلَا يدّخرن أَحَدُكُم لِمَنْزِلِه فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ شيئاً ، فَإِنَّهُ مِنْ فِعْلِ ذَلِكَ لَمْ يُبَارَكْ فِيه ، قَال الْبَاقِر ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : أَنَا ضَامِنٌ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عزّ وجلّ مَا تقدّم بِهِ الذِّكْرَ مِنْ عَظِيمِ الثَّوَاب ، وَحَشْرِه اللَّهُ فِي جُمْلَةِ المستشهدين مَعَ الْحُسَيْنِ ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ) » الْخَبَر .المزار القديم.

10- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنِ محمّد ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَأَلْفَيْته كاسِف اللَّوْن الْحُزْن ، وَدُمُوعُه تَنْحَدِر عَنْ عَيْنَيْهِ كاللّؤلؤ الْمُتَسَاقِط ، فَقُلْت : يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، ممّ بُكَاؤُك لَا أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَيْك ؟ فَقَالَ لِي : « أَوْ فِي غَفْلَةٍ ؟ أَمَا عَلِمْتَ أنّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) أُصِيبَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ ؟ » الْخَبَر . مِصْبَاح الْمُجْتَهِد ص 724 .

11- عَن محمّد بْنِ أَبِي عِمَارَةَ الْكُوفِيُّ قَالَ : سَمِعْت جَعْفَرِ بْنِ محمّد ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) يَقُول : « مِن دَمَعَت عَيْنِه فِينَا دَمْعُه ، لِدَم سَفْك لَنَا ، أَوْ حَقِّ لَنَا نقصناه ، أَوْ عَرَضٍ انْتَهَك لَنَا أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ شِيعَتِنَا ، بَوَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الجنّة حقباً [1] » .أَمَالِي الْمُفِيد ص 174 .
[1] الحِقْبة مِنْ الدَّهْرِ : مدّة لَا وَقْتَ لَهَا . وَقِيل : السَّنة ، وَالْجَمْع حِقب . وَقِيل ثَمَانُونَ سَنَةً وَقِيلَ أَكْثَرُ ( لِسَانِ الْعَرَبِ ج 1 ص 326 ) .

12- عَن النبيّ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، إنّه قَال : « يَقُوم فُقَرَاء أُمّتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَثِيَابِهِم خُضْر ، وَشُعُورُهُم مَنْسُوجَة بالدّر وَالْيَاقُوت ، وَبِأَيْدِيهِم قُضْبَان مِنْ نُورٍ يَخْطُبُون عَلَى الْمَنَابِرِ ، فيمرّ عَلَيْهِم الْأَنْبِيَاء فَيَقُولُون : هَؤُلَاءِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ ، وَتَقُول الْمَلَائِكَة : هَؤُلَاء الْأَنْبِيَاء ، فَيَقُولُون : نَحْنُ لَا مَلَائِكَةً وَلَا أَنْبِيَاء ، بَل نَفَرٌ مِنْ فُقَرَاءِ أُمّة مُحَمَّد ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، فَيَقُولُون : بِمَا نلتم هَذِهِ الْكَرَامَةَ ؟ فَيَقُولُون : لَمْ تَكُنْ أَعْمَالِنَا شَدِيدَة ، وَلَم نصم الدَّهْر ، وَلَن نِقَمٌ اللَّيْل ، وَلَكِن أَقَمْنَا عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، وَإِذَا سَمِعْنَا ذَكَر محمّد ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، فَاضَت دُموعُنا عَلَى خدودنا » . جَامِع الْأَخْبَار ص 129 .

13- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، قَال : « نَظَرٌ النبيّ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) إِلَى الْحُسَيْن بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) وَهُوَ مُقْبِلٌ ، فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ وَقَال : إنّ لِقَتْل الْحُسَيْن حَرَارَة فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبَرُّد أَبَدًا ، ثمّ قَال ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) بِأَبِي قَتِيل كلّ عِبْرَة ، قِيل : وَمَا قَتِيل كلّ عِبْرَة يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَال : لَا يَذْكُرُهُ مُؤْمِنٌ إلّا بَكَى » . مَجْمُوعِه الشَّهِيد : مَخْطوط .

14- الشيخ فَخْرُ الدِّينِ الطريحي فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ : وَفِي حَدِيثِ مُنَاجَاةٌ مُوسَى ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) وَقَدْ قَالَ : « يَا ربّ لَم فُضِّلَت أُمّه محمّد ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) عَلَى سَائِرِ الأُمم ؟ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فضلتهم لِعَشْر خِصَال ، قَالَ مُوسَى : وَمَا تِلْكَ الْخِصَالِ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا حتّى أَمْرِ بَنِي إسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَهَا ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : الصَّلَاة ، وَالزَّكَاة ، وَالصَّوْم ، وَالْحَجّ ، وَالْجِهَاد ، وَالْجُمُعَة ، وَالْجَمَاعَة ، وَالْقُرْآن ، وَالْعِلْم ، والعاشوراء ، قَالَ مُوسَى ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : يَا ربّ وَمَا العاشوراء ؟ قَال : الْبُكَاء والتباكي عَلَى سِبْطٍ محمّد ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، والمرثيّة وَالْعَزَاء عَلَى مُصِيبَةٌ وَلَد الْمُصْطَفَى ، يَا مُوسَى مَا مِنْ عَبْدِ مِنْ عَبِيدِي فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، بَكَى أَو تَبَاكَى وتعزّى عَلَى وَلَدِ الْمُصْطَفَى ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : إلّا وَكَانَتْ لَهُ الجنّة ثابتاً فِيهَا ، وَمَا مِنْ عَبْدِ أَنْفَقَ مِنْ مَالِهِ فِي محبّة ابْنُ بِنْتِ نبيّه طعاماً وَغَيْرِ ذَلِكَ درهماً [1] ، إلّا وَبَارَكْت لَهُ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا الدِّرْهَم بِسَبْعِين درهماً ، وَكَان معافاً فِي الجنّة ، وَغَفَرْتُ لَهُ ذُنُوبَهُ ، وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، مَا مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةً سَأَل دَمْعٌ عَيْنَيْهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَغَيْرِه ، قَطْرَةً وَاحِدَةً إلّا وَكَتَبَ لَهُ أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ » .مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ ج 3 ص 405 .
[1] فِي الْمَصْدَرِ زِيَادَة : أَو ديناراً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر

   وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر 1 -  عن عبد الاعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما نزلت هذة الاية : (  ...