السبت، 16 يوليو 2022

استحباب الاطعام والصدقة والصلة ولبس الجديد يوم الغدير

 اسْتِحْبَاب صَوْمُ يَوْمِ الْغَدِير وَهُو ثَامِنَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ

وَاِتِّخَاذُه عِيدًا ، وَكَثْرَةُ الْعِبَادَةِ فِيهِ ، وَخُصُوصًا الْإِطْعَام وَالصَّدَقَة
وَالصِّلَة وَلَبِس الْجَدِيد

عَن الْفَيَّاض بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عُمَرَ الطُّوسِيّ (1) ، أَنَّهُ شَهِدَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي يَوْمِ الْغَدِير وَبِحَضْرَتِه جَمَاعَةٌ مِنْ خَاصَّتِهِ قَد احتبسهم لِلْإِفْطَار ، وَقَدْ قَدَّمَ إلَى مَنَازِلِهِمْ الطَّعَام وَالْبِرّ وَالصِّلَات وَالْكِسْوَة حَتَّى الْخَوَاتِيم وَالنِّعَال ، وَقَدْ غَيَّرَ مَنْ أَحْوَالِهِمْ وَأَحْوَال حَاشِيَتِه ، وجددت لَهُ آلَةٌ غَيْر الْآلَةَ الَّتِي جَرَى الرَّسْمُ بابتذالها قَبْل يَوْمِه ، وَهُوَ يَذْكُرُ فَضْل الْيَوْم وَقَدَّمَه ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : حَدَّثَنِي الْهَادِي أَبِي ، عَنْ آبَائِهِ ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عَلَيْهِمُ السَّلامُ ) ، أَنَّهُ اتَّفَقَ فِي زَمَانِهِ الْجُمُعَة وَالْغَدِير فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ عَلَى خَمْسٍ سَاعَاتٍ مِنْ نَهَارٍ ذَلِكَ الْيَوْمِ ثُمَّ ذَكَرَ خُطْبَتِه ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) بِطُولِهَا ـ إلَى أَنْ قَالَ : ـ ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ لَكُمْ مَعْشَر الْمُؤْمِنِينَ فِي هَذَا الْيَوْمِ عيدين عَظِيمَيْن كَبِيرَيْن ، لَا يَقُومُ أَحَدُهُمَا إلَّا بِصَاحِبِهِ ، لِيُكَمِّل عِنْدَكُم جَمِيل صَنِيعُه ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ فَضْلِ يَوْم الْغَدِير شَيْئًا كَثِيرًا جِدًّا ـ إلَى أَنْ قَالَ : ـ فَالدِّرْهَم فِيه بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَالْمَزِيدِ مِنْ اللَّهِ عزّ وجلّ ، وَصَوْم هَذَا الْيَوْمِ مِمَّا نُدِبَ اللَّهُ تَعَالَى إلَيْهِ ، وَجَعَل الْجَزَاء الْعَظِيم كِفَاء لَهُ عَنْهُ ، حَتَّى لَوْ تَعَبُّدٌ لَهُ عَبْدُ مِنْ الْعَبِيدِ فِي الشَّبِيبَة مِنْ ابْتِدَاءِ الدُّنْيَا إلَى تَقْضِيهَا صَائِمًا نَهَارِهَا ، قَائِمًا لَيْلُهَا إذَا أَخْلَص الْمُخْلِص فِي صَوْمِهِ لَقَصَرْت إلَيْه أَيَّامِ الدُّنْيَا عَنْ كِفَايَةِ ، وَمَن أَسْعَف أَخَاه مُبْتَدِئًا وَبْرَة رَاغِبًا فَلَه كَأَجْر مَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمِ وَقَام لَيْلَتِه ، وَمَنْ أَفْطَرَ مُؤْمِنًا فِي لَيْلَتِهِ فَكَأَنَّمَا فِطْر فئاما وفئاماً يُعِدْهَا بِيَدِه عَشْرَة ، فَنَهَض نَاهِض فَقَال : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا الفئام ؟ قَال : مِائَةُ أَلْفٍ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدٌ ، فَكَيْفَ بِمَنْ تَكَفَّل عَدَدًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَأَنَا ضمينه عَلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَمَانَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْر ، وَإِنْ مَاتَ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ يَوْمَهُ أَوْ بَعْدَهُ إلَى مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ ارْتِكَابِ كَبِيرَةٍ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنْ اسْتَدَانَ لِإِخْوَانِه وَأَعَانَهُم فَأَنَا الضَّامِنُ عَلَى اللَّهِ أَنْ بَقَّاه قَضَاه ، وَإِنْ قَبَضَهُ حَمَلَهُ عَنْهُ ، وَإِذَا تلاقيتم فتصافحوا بِالتَّسْلِيم ، وتهانوا النِّعْمَةِ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَلْيُبَلِّغ الْحَاضِر الْغَائِب ، وَالشَّاهِد الْبَائِن ، وَلْيُعِد الْغَنِيّ الْفَقِير وَالْقَوِيّ عَلَى الضَّعِيفِ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ ) بِذَلِك ، ثُمَّ أَخَذَ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ ، وَجَعَل صَلَاة جُمُعَتُه صَلَاة عِيدِه ، وَانْصَرَف بِوَلَدِه وَشِيعَتِه إلَى مَنْزِلِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) بِمَا أعدّ لَهُ مِنْ طَعَامِهِ ، وَانْصَرَف غَنِيِّهِمْ وَفَقِيرِهِمْ برفده إلَى عِيَالِهِ . مِصْبَاح الْمُتَهَجِّد : 696 ، 702 ، 703 .
(1) فِي الْمَصْدَرِ : الْفَيَّاض بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عُمَرَ الطَّرْطُوسِيّ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جواز التعويل في دخول الوقت على أذان الثقة

  جواز التعويل في دخول الوقت على أذان الثقة 1 -  عن عليّ عليه‌السلام قال : المؤذّن مؤتمن ، والإِمام ضامن.  التهذيب 2 : 282 / 1121. 2 -  ق...