استسقاء الإمام الرضا عليه السلام
عن الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي (عليه السلام) :( أن الرضا علي بن موسى (عليه السلام) لما جعله المأمون ولي عهده احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضا (عليه السلام) يقولون :
انظروا لما جاءنا علي بن موسى (عليه السلام) وصار ولي عهدنا فحبس الله عنا المطر ، واتصل ذلك بالمأمون فاشتد عليه فقال للرضا (عليه السلام) : قد احتبس المطر فلو دعوت الله عز وجل أن يمطر الناس ، فقال الرضا (عليه السلام) :
نعم ، قال:
فمتى تفعل ذلك ؟ وكان ذلك يوم الجمعة ، قال : يوم الإثنين ؛ فإن رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم) أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وقال : يا بني انتظر يوم الاثنين فابرز إلى الصحراء واستسق فإن الله تعالى سيسقيهم
وأخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون من حالهم ليزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربك عز وجل ، فلما كان يوم الإثنين غدا إلى الصحراء وخرج الخلائق ينظرون فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل البيت ، فتوسلوا بنا كما أمرت وأملوا فضلك ورحمتك وتوقعوا إحسانك ونعمتك ،
فاسقهم سقيا نافعا عاما غير رائث ولا ضائر وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارهم،
قال :
فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر ، فقال الرضا (عليه السلام) : على رسلكم أيها الناس فليس هذا الغيم لكم إنما هو لأهل بلد كذا ، فمضت السحابة وعبرت ،
ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق فتحركوا، فقال : على رسلكم فما هذه لكم إنما هي لأهل بلد كذا ، فما زالت حتى جاءت عشر سحابات وعبرت ويقول علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في كل واحدة : على رسلكم ليست هذه لكم إنما هي لأهل بلد كذا ،
ثم أقبلت سحابة حادية عشر فقال:
أيها الناس هذه سحابة بعثها الله عز وجل لكم فاشكروا الله على تفضله عليكم وقوموا إلى منازلكم ومقاركم فإنها مسامتة لكم ولرءوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا إلى مقاركم ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله جل جلاله،
ونزل عن المنبر وانصرف الناس فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل المطر فملئت الأودية والحياض والغدران والفلوات فجعل الناس يقولون : هنيئا لولد رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم) للحديث تتممه
صحيفة الأبرار ج2 ص 323.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق