الأربعاء، 5 يونيو 2024

معجزة أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد بعلمه بحال الانسان

  معجزة أبي جعفر الثاني  محمد بن علي الجواد عليه السلام بعلمه بحال الانسان

عن أبي جعفر الهاشمي قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه‌ السلام ببغداد فدخل عليه ياسر الخادم يوما وقال : يا سيدنا إن سيدتنا ام جعفر تستأذنك أن تصير إليها ، فقال للخادم : ارجع فاني في الاثر ثم قام وركب البغلة وأقبل حتى قدم الباب ، قال :
فخرجت ام جعفر اخت المأمون وسلمت عليه وسألته الدخول على ام الفضل بنت المأمون وقالت : يا سيدي احب أن أراك مع ابنتي في موضع واحد فتقر عيني.

قال : فدخل والستور تشال بين يديه ، فما لبث أن خرج راجعا وهو يقول : «فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ » (1) قال :
 ثم جلس فخرجت ام جعفر تعثر في ذيولها ، فقالت : يا سيدي أنعمت علي بنعمة فلم تتمها ، فقال لها : « أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ» (2) إنه قد حدث مالم يحسن إعادته ، فارجعي إلى ام الفضل فاستخبريها عنه.

فرجعت ام جعفر فأعادت عليها ما قال ، فقالت : يا عمة وما أعلمه بذاك؟ ثم قالت : كيف لا أدعو على أبي وقد زوجني ساحرا ثم قالت والله يا عمة إنه لما طلع علي جماله ، حدث لي ما يحدث للنساء فضربت يدي إلى أثوابي وضممتها.

قال : فبهتت ام جعفر من قولها ثم خرجت مذعورة ، وقالت : يا سيدي وما حدثت لها؟ قال : هومن أسرار النساء فقالت :
 يا سيدي تعلم الغيب؟ قال : لا قالت : فنزل إليك الوحى؟ قال : لا ، قالت :
 فمن أين لك علم مالا يعلمه إلا الله وهي؟ فقال : وأنا أيضا أعلمه من علم الله ، قال :
فلما رجعت ام جعفر قلت : يا سيدي وما كان إكبار النسوة؟ قال هو ما حصل لام الفضل من الحيض (3).
البرسى في مشارق الانوار
(1) يوسف : 31.
(2) النحل : 1.

(3) قال الفيروز آبادى : أكبر الصبى : تغوط ، والمرأة حاضت ، والرجل امذى وأمنى ، وقال بعضهم : ليس ذلك بالمعروف في اللغة والصحيح انه وارد في اشعار العرب.

أقول : هذه المعانى المذكورة من الكنايات فان كبر الصبى بما هو صبى بأن يروح نفسه ويتغوط ، وكبر المراة بانطلاق حيضها ، وكبر الرجل باحتلامه وهو الامناء والامذاء ثم بعد ما فشا اللفظ وكثر استعماله في هذه المعانى صار من المجاز المشتهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصائب العظام التي حذّر منها أمير المؤمنين (عليه السلام)

  وجوب ترك الداعي الذنوب ، واجتنابه للمحرمات   1 ـ البحار ، عن كتاب دعائم الدين قال : روي في كتاب التنبيه ، عن امير المؤمنين ( عليه السلام ...