اسْتِحْبَاب الِاعْتِرَاف بِالتَّقْصِيرِ فِي الْعِبَادَةِ
1 - عَنْ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، قَال : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : « إنَّ لِلَّهِ عباداً كُسِرَت قُلُوبِهِم خَشْيَتِه فأسكتتهم عَن الْمَنْطِق ، وَأَنَّهُم لفصحاء عُقَلَاء ، يَسْبِقُونَ إلَى اللَّهِ بِالأعْمَالِ الزَّاكِيَة ، لَا يستكثرون لَهُ الْكَثِيرُ وَلَا يَرْضَوْنَ لَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ بِالْقَلِيل ، يَرَوْن فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَشْرَار ، وَأَنَّهُم لأكياس [1] وَإِبْرَار » . تُحَف الْعُقُول ص ٢٩٤ .
[1] الْكِيس : الْعَاقِل ، وَفِي الْحَدِيثِ الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ( لِسَانِ الْعَرَبِ ج 6 ص 201 ) .
2 - عَنْ سَمَاعِهِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، قَال : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَا تستكثروا كَثِيرُ الْخَيْرِ » ، الْخَبَر . أَمَالِي الْمُفِيد ص 157 ص ح8 .
4 - عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : « قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، لَمْ يُعْبَدْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ الْعَقْلِ ، وَلَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ عَاقِلًا حَتَّى تَجْتَمِعَ فِيهِ عُشْرُ خِصَال : الْخَيْر مِنْه مَأْمُول وَالشَّرّ مِنْه مَأْمُونٌ : يَسْتَكْثِر قَلِيلِ الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَيَسْتَقِلّ كَثِيرُ الْخَيْرِ مِنْ نَفْسِهِ » ، الْخَبَر . الْخِصَال ص 433 ح 17.
[1] يُقَال : مثت الشَّيْءِ فِي الْمَاءِ . . إذَا أَذَبْته فانماث هُوَ فِيهِ انمياثا ( مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ ج 2 ص 265 لِسَانِ الْعَرَبِ ج 2 ص 192 موث ميث ) .
6 - سَأَل أَعْرَابِيٌّ علياً ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) عَنْ دَرَجَاتِ الْمُحِبِّين مَا هِيَ ؟ قَال : « أَدْنَى دَرَجَاتِهِم مِن اِسْتَصْغَر طَاعَتِه واستعظم ذَنْبِه ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ لَيْسَ فِي الدَّارَيْنِ مَأْخُوذٌ غَيْرِه ، فَغُشِى عَلَى الْأَعْرَابِيِّ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : هَل دَرَجَةٌ أَعْلَى مِنْهَا ؟ قَال : نَعَم ، سَبْعُونَ دَرَجَةً » . الْقُطْب الرَّاوَنْدِيّ فِي لُبُّ اللُّبَابِ : مَخْطوط .
7 - عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) أنّه قَالَ فِي حَدِيثِ : « أَلَمْ تَعْلَمُوا أنّ لِلَّه عباداً قَد أسكتتهم خَشْيَتِه مِنْ غَيْرِ عيّ وَلَا بِكُم ، وأنّهم لَهُم الْفُصَحَاء الْعُقَلَاء الألبّاء الْعَالِمُونَ بِاللهِ وأيّامه ولكنّهم إذَا ذُكِرُوا عَظَمَةِ اللَّهِ انْكَسَرَت أَلْسِنَتُهُم ، وَانْقَطَعَت أَفْئِدَتُهُم ، وَطَاشَت عُقُولِهِم ، وهامت حلومهم ، إعزازاً لِلَّه واعظاماً وإجلالاً ، فَإِذَا أَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَقْبَلُوا [1] إلَى اللَّهِ بِالأعْمَالِ الزَّاكِيَة ، يعدّون أَنْفُسَهُمْ مَعَ الظَّالِمِين والخاطئين ، وإنّهم لَبُرَآء مِن المقصّرين والمفرطين ، إلاّ انّهم لَا يَرْضَوْنَ لِلَّه بِالْقَلِيل وَلَا يستكثرون لِلَّه الْكَثِيرِ وَلَا يدلّون عَلَيْه بِالْأَعْمَال ، فَهُم مَتَى رَأَيْتُهُم متيمون مروّعون خَائِفُون مشفقون وَجِلُون » ، الْخَبَر . تَفْسِير الْإِمَام الْعَسْكَرِيّ ص 268 .
[1] في المصدر : استبقوا.
8 - الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ : « وَاَلَّذِينَ لَا تَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دَوَّب ، وَلَا إِعْيَاءٌ مِنْ لُغُوبٍ [1] وَلَا فُتُورٌ ، وَلَا تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبِيحِكَ الشَّهَوَاتُ ، وَلَا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَلَاتِ ، الخشّع الْأَبْصَار ، فَلَا يَرُومُونَ النَّظَرَ إِلَيْكَ ، النَّوَاكِسُ الْأَذْقَانِ ، الّذين قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ ، الْمُسْتَهْتَرُون [2] بِذِكْرِ آلَائِكَ ، والمتواضعون دُونَ عَظَمَتِكَ وجلال كِبْرِيَائِك ، الّذين يَقُولُون ـ إذَا نَظَرُوا إلَى جهنّم تَزْفِر إلَى [3] أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ ـ سُبْحَانَك مَا عَبَدْنَاك حقّ عِبَادَتِك » . الصحيفة الكاملة ص 36 الدعاء الثالث
[1] اللغوب : التعب والاعياء ( لسان العرب ج 1 ص 742 لغب ).
[2] المستهترون : المولعون ( مجمع البحرين ج3 ص 514 ، لسان العرب ج 5 ص 249 هتر ).
[3] في المصدر : على.
9 - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) ، أنّه قَال : « يَا أَبَا ذرّ ، لَو أنّ رجلاً كَانَ لَهُ عَمَلٌ [1] سَبْعِين نبيّاً لاحتقره ، وَخَشِيَ أَنْ لَا يَنْجُو مِنْ شرّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ـ إلَى أَنْ قَالَ ـ : يَا أَبَا ذرّ ، إنّ لِلَّه عزّ وجلّ مَلَائِكَة قياماً مِنْ خِيفَتِهِ لَا يَرْفَعُونَ [2] رُؤُوسَهُم حَتَّى يَنْفُخَ فِي الصُّوَرِ النَّفْخَة الْأَخِيرَة [3] ، فَيَقُولُون جميعاً : سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، مَا عَبَدْنَاك كَمَا يَنْبَغِي لَك أَنْ تَعْبُدَ ، فَلَوْ كَانَ لِرَجُلٍ عَمِل [ سَبْعِين نبيّاً ] [4] لاستقلّه [5] مِن شدّة مَا يَرَى يَوْمَئِذ » ، الْخَبَر . امالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 143 ، 146.
[1] فِي الْمَصْدَرِ : مِثْلِ عَمَلِ .
[2] فِي الْمَصْدَرِ : مَا رَفَعُوا .
[3] فِي الْمَصْدَرِ : الْآخِرَة .
[4] أَثْبَتْنَاه مِنْ الْمَصْدَرِ .
[5] فِي الْمَصْدَرِ : لاستقل عَمَلِه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق