اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ بَدِيءُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْكَ يَعُودُ كُلُّ شَيْءٍ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ سَابِغُ النَّعْمَاءِ جَزِيلُ الْعَطَاءِ بَاسِطُ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ نَفَّاحُ الْخَيْرَاتِ كَاشِفُ الْكُرُبَاتِ مُنْزِلُ [منزل] الْآيَاتِ مُبَدِّلُ السَّيِّئَاتِ جَاعِلُ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ دَنَوْتَ فِي عُلُوِّكَ وَ عَلَوْتَ فِي دُنُوِّكَ دَنَوْتَ فَلَا شَيْءَ دُونَكَ وَ ارْتَفَعْتَ فَلَا شَيْءَ فَوْقَكَ تَرَى وَ لَا تُرَى وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى فَالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوَى لَكَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى وَ لَكَ الْكِبْرِيَاءُ فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى غَافِرُ الذَّنْبِ وَ قَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ [ذي [ذُو] الطَّوْلِ] لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَيْكَ الْمَأْوَى وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ وَ بَلَغَتْ حُجَّتُكَ وَ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ وَ لَا يَخِيبُ سَائِلُكَ كُلُّ شَيْءٍ بِعِلْمِكَ [بِحِلْمِكَ] وَ أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً وَ قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً بَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَ نَظَرْتَ فَخَبَرْتَ وَ بَطَنْتَ وَ عَلِمْتَ فَسَتَرْتَ وَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرْتَ تَعْلَمُ
خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ لَا تَنْسَى مَنْ ذَكَرَكَ وَ لَا تُخَيِّبُ مَنْ سَأَلَكَ وَ لَا تُضَيِّعُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ أَنْتَ الَّذِي لَا يَشْغَلُكَ مَا فِي جَوِّ سَمَاوَاتِكَ عَمَّا فِي جَوِّ أَرْضِكَ تَعَزَّزْتَ فِي مُلْكِكَ وَ تَقَوَّيْتَ فِي سُلْطَانِكَ وَ غَلَبَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَضَاؤُكَ وَ مَلَكَ كُلَّ شَيْءٍ أَمْرُكَ وَ قَهَرَتْ قُدْرَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ لَا يُسْتَطَاعُ وَصْفُكَ [وَضْعُكَ] وَ لَا يُحَاطُ بِعِلْمِكَ وَ لَا مُنْتَهَى لِمَا عِنْدَكَ وَ لَا تَصِفُ الْعُقُولُ صِفَةَ ذَاتِكَ عَجَزَتِ الْأَوْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ وَ لَا تُدْرِكُ الْأَبْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ وَ لَا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً وَ لَا تُمَثَّلُ فَتَكُونَ مَوْجُوداً وَ لَا تَلِدُ فَتَكُونَ مَوْلُوداً أَنْتَ الَّذِي لَا ضِدَّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ وَ لَا عَدِيلَ لَكَ فَيُكَاثِرَكَ وَ لَا نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ أَنْتَ ابْتَدَأْتَ [ابْتَدَعْتَ] وَ اخْتَرَعْتَ وَ اسْتَحْدَثْتَ فَمَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ سُبْحَانَكَ مَا أَجَلَّ ثَنَاءَكَ وَ أَسْنَى فِي الْأَمَاكِنِ مَكَانَكَ [وَ أَسْنَى الْأَمَاكِنِ مَكَانَكَ] وَ أَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ لَطِيفٍ مَا أَلْطَفَكَ وَ حَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ وَ مَلِيكٍ مَا أَسْمَحَكَ بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ وَ عُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ وَ خَضَعَ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ وَ انْقَادَ لِلتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ سَبِيلُكَ جَدَدٌ وَ أَمْرُكَ رَشَدٌ وَ أَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ وَ أَنْتَ الْمَاجِدُ الْجَوَادُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْعَلِيمُ الْكَرِيمُ الْقَدِيمُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الَّذِي صَدَعَ بِأَمْرِكَ وَ بَالَغَ فِي إِظْهَارِ دِينِكَ وَ أَكَّدَ مِيثَاقَكَ وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ وَ بَذَلَ جُهْدَهُ فِي مَرْضَاتِكَ اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى وُلَاةِ الْأَمْرِ بَعْدَ نَبِيِّكَ تَرَاجِمَةِ وَحْيِكَ وَ خُزَّانِ عِلْمِكَ وَ أُمَنَائِكَ فِي بِلَادِكَ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ عَلَى بَرِيَّتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِيَةً اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلَى السُّيَّاحِ وَ الْعُبَّادِ وَ أَهْلِ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ وَ اجْعَلْنِي فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ وَ سَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ وَ آمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ وَ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ وَ رَغِبَ إِلَيْكَ فَأَرْضَيْتَهُ وَ هَبْ لِي فِي يَوْمِي هَذَا صَلَاحاً لِقَلْبِي وَ دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَسْأَلُكَ الرَّحْمَةَ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ ثِقَتِي يَا رَجَائِي وَ يَا مُعْتَمَدِي وَ مَلْجَئِي وَ ذُخْرِي وَ ظَهْرِي وَ عُدَّتِي وَ أَمَلِي وَ غَايَتِي وَ أَسْأَلُكَ
بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَ عُيُوبِي وَ إِسَاءَتِي وَ ظُلْمِي وَ جُرْمِي وَ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي فَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ هَذَا مَقَامُ الْهَارِبِ إِلَيْكَ مِنَ النَّارِ اللَّهُمَّ وَ هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ كَرَّمْتَهُ وَ شَرَّفْتَهُ وَ عَظَّمْتَهُ نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ وَ مَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ وَ أَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ وَ تَفَضَّلْتَ فِيهِ عَلَى عِبَادِكَ اللَّهُمَّ وَ هَذِهِ الْعَشِيَّةُ مِنْ عَشَايَا رَحْمَتِكَ وَ مِنَحِكَ وَ إِحْدَى أَيَّامِ زُلْفَتِكَ وَ لَيْلَةُ عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِكَ فِيهَا يُفْضَى إِلَيْكَ مَا لَهُمْ مِنَ الْحَوَائِجِ مَنْ قَصَدَكَ مُؤَمِّلًا رَاجِياً فَضْلَكَ طَالِباً مَعْرُوفَكَ الَّذِي تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنْتَ فِيهَا بِكُلِّ لِسَانٍ تُدْعَى وَ لِكُلِّ خَيْرٍ تُبْتَغَى وَ تُرْجَى وَ لَكَ فِيهَا جَوَائِزُ وَ مَوَاهِبُ وَ عَطَايَا تَمُنُّ بِهَا عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ وَ تَشْمَلُ بِهَا أَهْلَ الْعِنَايَةِ مِنْكَ وَ قَدْ قَصَدْنَاكَ مُؤَمِّلِينَ رَاجِينَ وَ أَتَيْنَاكَ طَالِبِينَ نَرْجُو مَا لَا خُلْفَ لَهُ مِنْ وَعْدِكَ وَ لَا مَتْرَكَ لَهُ مِنْ عَظِيمِ أَجْرِكَ قَدْ أَبْرَزَتْ ذَوُو الْآمَالِ إِلَيْكَ وُجُوهَهَا الْمَصُونَةَ وَ مَدُّوا إِلَيْكَ أَكُفَّهُمْ طَلَباً لِمَا عِنْدَكَ لِيُدْرِكُوا بِذَلِكَ رِضْوَانَكَ يَا غَفَّارُ يَا مُسْتَرَاشُ مِنْ نَيْلِهِ وَ مُسْتَعَاشُ مِنْ فَضْلِهِ يَا مَلِكُ فِي عَظَمَتِهِ يَا جَبَّارُ فِي قُوَّتِهِ يَا لَطِيفُ فِي قُدْرَتِهِ يَا مُتَكَفِّلُ يَا رَازِقَ [رَزَّاقَ] النَّعَّابِ فِي عُشِّهِ [عَشِيَّتِهِ] يَا أَكْرَمَ مَسْئُولٍ وَ يَا خَيْرَ مَأْمُولٍ وَ يَا أَجْوَدَ مَنْ نَزَلَتْ بِفِنَائِهِ الرَّكَائِبُ وَ يُطْلَبُ [و طلت] عِنْدَهُ نَيْلُ الرَّغَائِبِ وَ أَنَاخَتْ بِهِ الْوُفُودُ يَا ذَا الْجُودِ يَا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ مَقْصُودٍ أَنَا عَبْدُكَ الَّذِي أَمَرْتَنِي فَلَمْ آتَمِرْ وَ نَهَيْتَنِي عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَ زَجَرْتَنِي فَلَمْ أَنْزَجِرْ فَخَالَفْتُ أَمْرَكَ وَ نَهْيَكَ لَا مُعَانَدَةً لَكَ وَ لَا اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ بَلْ دَعَانِي هَوَانِي وَ اسْتَزَلَّنِي عَدُوُّكَ وَ عَدُوِّي فَأَقْدَمْتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ عَارِفاً بِوَعِيدِكَ رَاجِياً لِعَفْوِكَ وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ وَ صَفْحِكَ فَيَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرُّ لَهُ بِالذُّنُوبِ هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلًا خَاضِعاً خَاشِعاً خَائِفاً مُعْتَرِفاً عَظِيمَ ذُنُوبِي وَ خَطَايَايَ فَمَا أَعْظَمَ ذُنُوبِيَ الَّتِي تَحَمَّلْتُهَا وَ أَوْزَارِيَ الَّتِي اجْتَرَمْتُهَا مُسْتَجِيراً فِيهَا بِصَفْحِكَ لَائِذاً بِرَحْمَتِكَ مُوقِناً أَنَّهُ لَا يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ
وَ لَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ وَ جُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَيْكَ مِنْ عِبَادِكَ وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لَا يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ [لِغُفْرَانِكَ] لَهُ يَا كَرِيمُ ارْحَمْ صَوْتَ حَزِينٍ يُخْفِي مَا سَتَرْتَ عَنْ خَلْقِكَ مِنْ مَسَاوِيهِ يَسْأَلُكَ فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ رَحْمَةً تُنْجِيهِ مِنْ كَرْبِ مَوْقِفِ الْمَسْأَلَةِ وَ مَكْرُوهِ يَوْمِ الْمُعَايَنَةِ حِينَ تَفَرَّدَهُ عَمَلُهُ وَ يَشْغَلُهُ عَنْ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فَارْحَمْ عَبْدَكَ الضَّعِيفَ عَمَلًا الْجَسِيمَ أَمَلًا خَرَجَتْ مِنْ يَدَيِ أَسْبَابُ الْوُصُلَاتِ إِلَّا مَا وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ [إِلَّا وُصْلَةُ رَحْمَتِكَ] وَ تَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الْآمَالِ وَ إِلَّا مَا أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ قَلَّ عِنْدِي مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ وَ كَبُرَ عَلَيَّ [عِنْدِي] مَا أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ وَ لَنْ يَضِيقَ عَفْوُكَ عَنْ عَبْدِكَ وَ إِنْ أَسَاءَ فَاعْفُ عَنِّي فَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى خَفَايَا الْأَعْمَالِ عِلْمُكَ وَ انْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُورٍ عِنْدَ خَبَرِكَ وَ لَا تَنْطَوِي [ينطوي] عَنْكَ دَقَائِقُ الْأُمُورِ وَ لَا يَعْزُبُ عَنْكَ غَيْبَاتُ [خبيات] السَّرَائِرِ وَ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ الَّذِي اسْتَنْظَرَكَ [لِغِوَايَتِي] فَأَنْظَرْتَهُ وَ اسْتَمْهَلَكَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ لِإِضْلَالِي فَأَمْهَلْتَهُ وَ أَوْقَعَنِي بِصَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ وَ كَبَائِرِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ حَتَّى إِذَا قَارَفْتُ مَعْصِيَتَكَ وَ اسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيِي [لِسُوءِ فِعْلِي] سَخَطَكَ [سخطتك] فَتَلَ عَنِّي غِدَارَ غَدْرِهِ وَ تَلَقَّانِي بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ وَ تَوَلَّى الْبَرَاءَ مِنِّي [تَوَلَّى عَنِّي وَ الْبَرَاءَةَ] وَ أَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنِّي فَأَصْحَرَنِي لِغَضَبِكَ [لِمَعْصِيَتِكَ] فَرِيداً وَ أَخْرَجَنِي إِلَى فَنَاءِ نَقِمَتِكَ [نَقِمَتِكَ] طَرِيداً لَا شَفِيعٌ يَشْفَعُ لِي إِلَيْكَ وَ لَا خَفِيرٌ يَقِينِي [يُؤْمِنُنِي] مِنْكَ وَ لَا حِصْنٌ يَحْجُبُنِي عَنْكَ وَ لَا مَلَاذٌ أَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنْكَ فَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ وَ مَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ فَلَا يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضْلُكَ وَ لَا يَقْصُرَنَّ [وَ لَا يَقْصُرُ] دُونِي عَفْوُكَ وَ لَا أَكُنْ أَخْيَبَ [وَفْدِكَ مِنْ] عِبَادِكَ التَّائِبِينَ وَ لَا أَقْنَطَ وُفُودِكَ الْآمِلِينَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَطَالَ مَا أَغْفَلْتُ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ وَ تَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامَاتِ حُدُودِكَ فَهَذَا مَقَامُ مَنِ اسْتَحْيَا لِنَفْسِهِ مِنْكَ وَ سَخِطَ عَلَيْهَا وَ رِضَى عَنْكَ فَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خَاشِعَةٍ وَ رَقَبَةٍ خَاضِعَةٍ وَ ظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الذُّنُوبِ وَاقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَ الرَّهْبَةِ مِنْكَ فَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ وَثِقَ بِهِ مَنْ رَجَاهُ وَ آمَنُ مَنْ خَشِيَهُ وَ اتَّقَاهُ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعْطِنِي مَا رَجَوْتُ وَ آمِنِّي مِمَّا حَذِرْتُ وَ عُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ
اللَّهُمَّ وَ إِذْ [فَإِذْ] سَتَرْتَنِي بِفَضْلِكَ وَ تَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ فِي دَارِ الْحَيَاةِ وَ الْفَنَاءِ بِحَضْرَةِ الْأَكْفَاءِ فَأَجِرْنِي مِنْ فَضِيحَاتِ دَارِ الْبَقَاءِ عِنْدَ مَوَاقِفِ الْأَشْهَادِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ الرُّسُلِ الْمُكَرَّمِينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ فَحَقِّقْ رَجَائِي فَأَنْتَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي سَائِلُكَ الْقَاصِدُ وَ مِسْكِينُكَ الْمُسْتَجِيرُ الْوَافِدُ وَ ضَعِيفُكَ الْفَقِيرُ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ وَ أَجَلِي بِعِلْمِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي وَ أَنْ تُبَارِكَ لِي فِي يَوْمِي هَذَا الَّذِي فَزِعَتْ فِيهِ إِلَيْكَ الْأَصْوَاتُ وَ تقربوا [تَقَرَّبَ] إِلَيْكَ عِبَادُكَ بِالْقُرُبَاتِ أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمَائِكَ وَ جَمِيلِ ثَنَائِكَ وَ خَاصَّةِ دُعَائِكَ بِآلَائِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَ يَوْمِي هَذَا أَعْظَمَ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيَّ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِي إِلَى الدُّنْيَا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي وَ خَاصَّةِ نَفْسِي وَ قَضَاءِ حَاجَتِي وَ تَشْفِيعِي فِي مَسَائِلِي وَ إِتْمَامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَ صَرْفِ السُّوءِ عَنِّي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ افْتَحْ عَلَيَّ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَ رَضِّنِي بِعَادِلِ قَسْمِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِي بِخَالِصِ طَاعَتِكَ يَا أَمَلِي وَ يَا رَجَائِي حَاجَتِيَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي وَ إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ إِلَهِي لَا تَقْطَعْ رَجَائِي وَ لَا تُخَيِّبْ دُعَائِي يَا مَنَّانُ مُنَّ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ يَا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّي يَا تَوَّابُ تُبْ عَلَيَّ وَ تَجَاوَزْ عَنِّي وَ اصْفَحْ عَنْ ذُنُوبِي يَا مَنْ رَضِيَ لِنَفْسِهِ الْعَفْوَ يَا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ يَا مَنْ يَجْزِي عَلَى الْعَفْوِ يَا مَنِ اسْتَحْسَنَ الْعَفْوَ أَسْأَلُكَ الْيَوْمَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ يَقُولُهَا عِشْرِينَ مَرَّةً أَنْتَ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَ خَابَتِ الْآمَالُ إِلَّا فِيكَ وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِي يَا مَوْلَايَ إِنَّ لَكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَضْيَافاً فَاجْعَلْنِي مِنْ أَضْيَافِكَ فَقَدْ نَزَلْتُ بِفِنَائِكَ رَاجِياً مَعْرُوفَكَ يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَنْقَضِي أَبَداً يَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِي لَا تُحْصَى عَدَداً اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ وَ لِلنَّاسِ قِبَلِي تَبِعَاتٌ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّي وَ قَدْ أَوْجَبْتَ يَا رَبِّ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى وَ أَنَا ضَيْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَايَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ يَا وَهَّابَ الْجَنَّةِ يَا وَهَّابَ الْمَغْفِرَةِ اقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي مَرْحُوماً صَوْتِي مَغْفُوراً ذَنْبِي بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ
الْيَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ وَ زُوَّارِكَ وَ بَارِكْ لِي فِيمَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنْ مَآلٍ إلى هاهنا ما وجد في الأصل.
إقبال الأعمال - ط القديمة: ص 392-397.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق