الاثنين، 16 مارس 2020

الدعاء للكرب والهم والحزن والخوف والبلاء



(الدعاء للكرب والهم والحزن والخوف) 

1-عن أبي حمزة قال: قال محمد بن علي (عليه السلام): يا أبا حمزة مالك إذا أتى بك أمر تخافه أن لا تتوجه إلى بعض زوايا بيتك - يعني القبلة فتصلي ركعتين ثم تقول: " يا أبصر الناظرين ويا أسمع السامعين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين " سبعين مرة كلما دعوت بهذه الكلمات [مرة] سألت حاجة.

2- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أصابه هم أو غم أو كرب أو بلاء أو لاواء [1] فليقل: " الله ربي ولا أشرك به شيئا، توكلت على الحي الذي لا يموت ".[1] اللاواء: الشدة في المعيشة.

3-عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا نزلت برجل نازلة أو شديدة أو كربه أمر فليكشف عن ركبتيه وذراعيه وليلصقهما بالأرض وليلزق جؤجؤه بالأرض [2] ثم ليدع بحاجته وهو ساجد.[2] الجؤجؤ كهدهد: الصدر.

4-عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب أتاه جبرئيل (عليه السلام) فدخل عليه فقال: يا غلام ما
تصنع ههنا؟ فقال: إن إخوتي ألقوني في الجب، قال: فتحب أن تخرج منه؟ قال: ذاك إلى الله عز وجل، إن شاء أخرجني قال: فقال له: إن الله تعالى يقول لك: ادعني بهذا الدعاء حتى أخرجك من الجب فقال له: وما الدعاء؟ فقال: قل: " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي مما أنا فيه فرجا ومخرجا " قال: ثم كان من قصته ما ذكر الله في كتابه.

5- عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن الذي دعا به أبو عبد الله (عليه السلام) على داود بن علي حين قتل المعلى بن خنيس وأخذ مال أبي عبد الله (عليه السلام): " اللهم إني أسألك بنورك الذي لا يطفى وبعزائمك التي لا تخفى وبعزك الذي لا ينقضي وبنعمتك التي لا تحصى وبسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسى (عليه السلام) ".

6 -  عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الهم قال: تغتسل وتصلي ركعتين وتقول: " يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فرج همي واكشف غمي يا الله الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، اعصمني وطهرني و اذهب ببليتي " واقرأ آية الكرسي والمعوذتين.

7- عن سماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا خفت أمرا فقل: " اللهم إنك لا يكفي منك أحد وأنت تكفي من كل أحد من خلقك فاكفني كذا وكذا ".
وفي حديث آخر قال: تقول: " يا كافيا من كل شئ ولا يكفي منك شئ في السماوات والأرض اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة وصلى الله على محمد وآله ".

وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من دخل على سلطان يهابه فليقل: " بالله أستفتح وبالله أستنجح وبمحمد (صلى الله عليه وآله) أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبته وسهل لي حزونته فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب "

وتقول أيضا: " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وأمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق ولا حول ولا قوة إلا بالله ".

8 -  عن عدة من أصحابنا، رفعوه، إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان من دعاء أبي (عليه السلام) في الامر يحدث: " اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وزك عملي ويسر منقلبي واهد [ء] قلبي وآمن خوفي وعافني في عمري كله وثبت حجتي واغفر خطاياي وبيض وجهي واعصمني في ديني وسهل مطلبي ووسع علي في رزقي فإني ضعيف و تجاوز عن سيئ ما عندي بحسن ما عندك ولا تفجعني بنفسي ولا تفجع لي حميما وهب لي يا إلهي لحظة من لحظاتك، تكشف بها عني جميع ما به ابتليتني وترد بها علي ما هو أحسن عاداتك عندي، فقد ضعفت قوتي وقلت حيلتي وانقطع من خلقك رجائي ولم يبق إلا رجاؤك وتوكلي عليك وقدرتك علي يا رب إن ترحمني وتعافني كقدرتك علي إن تعذبني وتبتلني، إلهي ذكر عوائدك يؤنسني والرجاء لأنعامك يقويني ولم أخل من نعمك منذ خلقتني وأنت ربي وسيدي ومفزعي وملجئي والحافظ لي والذاب عني والرحيم بي والمتكفل برزقي وفي قضائك وقدرتك كلما أنا فيه فليكن يا سيدي ومولاي فيما قضيت وقدرت وحتمت تعجيل خلاصي مما أنا فيه جميعه والعافية لي فإني لا أجد لدفع ذلك أحدا غيرك ولا أعتمد فيه إلا عليك، فكن يا ذا الجلال [والاكرام] عند أحسن ظني بك ورجائي لك وارحم تضرعي واستكانتي وضعف ركني وامنن بذلك علي وعلى كل داع دعاك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله ".

9-عن إسماعيل بن يسار، عن بعض من رواه قال: قال : إذا أحزنك أمر فقل في آخر سجودك: " يا جبرئيل يا محمد، يا جبرئيل يا محمد - تكرر ذلك - اكفياني ما أنا فيه فإنكما كافيان واحفظاني بإذن الله فإنكما حافظان ".

10-عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس والجن: " بسم الله وبالله ومن الله و إلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي وإليك ألجأت ظهري وإليك فوضت أمري، اللهم احفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي [2] وادفع عني بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك ".[2] في بعض النسخ [ما قبلي].

11- عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال لي رجل أي شئ قلت حين دخلت على أبي جعفر بالربذة [3] قال: قلت: " اللهم إنك تكفي من كل شئ ولا يكفي منك شئ فاكفني بما شئت وكيف شئت ومن حيث شئت وأنى شئت ".

[3] أريد بأبي جعفر: الخليفة العباسي المنصور الدوانيقي والربذة: الموضع الذي دفن فيه
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه.

12-عن علي بن ميسر قال: لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) على أبي جعفر أقام أبو جعفر مولى له على رأسه وقال له: إذا دخل علي فاضرب عنقه، فلما دخل أبو عبد الله (عليه السلام) نظر إلى أبي جعفر و أسر شيئا فيما بينه وبين نفسه، لا يدرى ما هو، ثم أظهر: " يا من يكفي خلقه كلهم ولا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن علي " قال: فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه لا يبصره، فقال أبو جعفر: يا جعفر بن محمد لقد عنيتك في هذا الحر فانصرف فخرج أبو عبد الله (عليه السلام) من عنده، فقال أبو جعفر لمولاه: ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟ فقال: لا والله ما أبصرته ولقد جاء شئ فحال بيني وبينه، فقال له أبو جعفر: والله لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك.

13-عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي ألا أعلمك دعاء تدعو به، إنا أهل البيت إذا كربنا أمر وتخوفنا من السلطان أمرا لا قبل لنا به ندعو به، قلت: بلى بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله، قال: قل: يا كائنا قبل كل شئ ويا مكون كل شئ ويا باقي بعد كل شئ صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا ".

14-عن علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن حمزة الغنوي إلي يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) في دعاء يعلمه يرجو به الفرج فكتب إلي: أما ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به به الفرج فقل له: يلزم " يا من يكفي من كل شئ ولا يكفي منه شئ اكفني ما أهمني مما أنا فيه " فإني أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغم إن شاء الله تعالى. فأعلمته ذلك فما أتى عليه إلا قليل حتى خرج من الحبس.

15-عن ابن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: لابنه يا بني من أصابه منكم مصيبة أو نزلت به نازلة فليتوضأ وليسبغ الوضوء ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات ثم يقول في آخر هن: "
يا موضع كل شكوى ويا سامع كل نجوى وشاهد كل ملاء وعالم كل خفية ويا دافع ما يشاء من بلية، ويا خليل إبراهيم ويا نجي موسى ويا مصطفي محمد (صلى الله عليه وآله) أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وقلت حيلته وضعفت قوته، دعاء الغريق الغريب المضطر الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين " فإنه لا يدعو به أحد إلا كشف الله عنه إن شاء الله.

16-عن سعيد ابن يسار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يدخلني الغم فقال: أكثر من [أن ت‌] قول: " الله الله ربي لا أشرك به شيئا "
فإذا خفت وسوسة أو حديث نفس فقل: " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، عدل في حكمك، ماض في قضاؤك اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل القرآن نور بصري وربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي، الله الله ربي لا أشرك به شيئا ".

17-عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الأحزاب: يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف غمي اكشف عني غمي وهمي وكربي، فإنك تعلم حالي وحال أصحابي واكفني هول عدوي.

18-عن إبراهيم ابن أبي إسرائيل، عن الرضا (عليه السلام) قال: خرج بجارية لنا خنازير[2] في عنقها فأتاني آت فقال: يا علي قل لها: فلتقل: " يا رؤوف يا رحيم يا رب يا سيدي " - تكرره - قال: فقالته فأذهب الله عز وجل عنها، قال: وقال هذا الدعاء الذي دعا به جعفر ابن سليمان.
قال في معرب اللغه :خنازير[2]قروح تخرج في الرقبه.

19-عن الحسين قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) دعاء وأنا خلفه فقال: " اللهم إني أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم وبعزتك
التي لا ترام وبقدرتك التي لا يمتنع منها شئ أن تفعل بي كذا وكذا "

 قال: وكتب إلي رقعة بخطه قل: " يا من علا فقهر وبطن فخبر، يا من ملك فقدر ويا من يحيى الموتى وهو على كل شئ قدير صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا "

 ثم قل: " يا لا إله إلا الله ارحمني بحق لا إله إلا الله ارحمني.

وكتب إلى في رقعة أخرى يأمرني أن أقول: اللهم ادفع عني بحولك وقوتك، اللهم إني أسألك في يومي هذا وشهري هذا وعامي هذا بركاتك فيها وما ينزل فيها من عقوبة أو مكروه أو بلاء فاصرفه عني وعن ولدي بحولك وقوتك، إنك على كل شئ قدير، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحويل عافيتك ومن فجأة نقمتك ومن شر كتاب قد سبق اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها إنك على كل شئ قدير وإن الله قد أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا ".

20-عن عمر بن يزيد [1]: " يا حي يا قيوم، يا لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث فاكفني ما أهمني ولا تكلني إلى نفسي " تقوله مائة مرة وأنت ساجد.[1]كذا مضمرا

21-عن سماعة قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): إذا كان لك يا سماعة إلى الله عز وجل حاجة فقل: " اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر، فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا " فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم.

22-عن معاوية بن عمار والعلاء بن سيابة وظريف بن ناصح قال:لما بعث أبو الدوانيق [1] إلى أبي عبد الله (عليه السلام) رفع يده إلى السماء، ثم قال: " اللهم إنك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما فاحفظني بصلاح آبائي محمد وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، اللهم إني أدرء بك [2] في نحره وأعوذ بك من شره "

ثم قال للجمال: سر، فلما استقبله الربيع بباب أبي الدوانيق قال له: يا أبا عبد الله ما أشد باطنه عليك لقد سمعته يقول: والله لا تركت لهم نخلا إلا عقرته ولا مالا إلا نهبته ولا ذرية إلا سبيتها، قال: فهمس بشئ خفي [3] وحرك شفتيه، فلما دخل سلم وقعد فرد (عليه السلام) ثم قال: أما والله لقد هممت أن لا أترك لك نخلا إلا عقرته ولا مالا إلا أخذته، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أمير المؤمنين إن الله ابتلى أيوب فصبر وأعطى داود فشكر وقدر يوسف فغفر وأنت من ذلك النسل ولا يأتي ذلك النسل إلا بما يشبهه، فقال: صدقت قد عفوت عنكم، فقال له: يا أمير المؤمنين إنه لم ينل منا أهل البيت أحد دما إلا سلبه الله ملكه فغضب لذلك و استشاط [4] فقال: على رسلك يا أمير المؤمنين [5] إن هذا الملك كان في آل أبي سفيان فلما قتل يزيد حسينا سلبه الله ملكه فورثه آل مروان، فلما قتل هشام زيدا سلبه الله ملكه فورثه مروان بن محمد، فلما قتل مروان إبراهيم سلبه الله ملكه فأعطاكموه فقال: صدقت هات ارفع حوائجك فقال: الاذن، فقال: هو في يدك متى شئت، فخرج فقال له الربيع: قد أمر لك بعشرة آلاف درهم، قال: لا حاجة لي فيها، قال: إذن تغضبه فخذها ثم تصدق بها.

[1] أبو الدوانيق هو الثاني من خلفاء بنى العباس واشتهر بالدوانيقي لأنه لما أراد حفر
الخندق بالكوفة قسط على كل واحد منهم دانق فضة واخذه وصرفه في الحفر.
[2] أي أدفعك. وفى بعض النسخ [أدرؤك].
[3] الهمس: الصوت الخفي.
[4] أي التهب غضبا.
[5] الرسل بالكسر: الرفق والتؤدة.

23-عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) يقول: ما أبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي
بالجن والإنس: " بسم الله والله ومن الله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي وإليك ألجأت ظهري وإليك فوضت أمري، اللهم احفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي، وادفع عني بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله ".

المصدرأصول الكافي: ج 2 ص 523-530 باب264.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به

   وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به    1 -  عن صفوان بن مهران قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما المؤمن الذي إذا غضب ل...