الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

أخلاقية الإمام الحسين وأصحابه في عاشوراء


أخلاقية الإمام الحسين وأصحابه في عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

أخلاق الامام الحسين عليه السلام هي أخلاق جده محمد صلى الله عليه وآله
قال تعالى : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ القلم:4

نعم هكذا خاطب المولى سبحانه حبيبه وصفيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله بهذا الوصف الرائع ولو كان هناك خطاب أجل منه في المدح والثناء لمدحه به .
نعم قد عفى عمن حاربه ووقف أولئك الجاهلون ضد الرسالة الإسلامية ، فلقد كان يتسع قلبه لكل الناس ، وكان حريصاً على هدايتهم متغاضياً في هذا السبيل عن إساءة جاهلهم .
وتأدب الإمام الحسين السبط عليه السلام بآداب النبوة وحمل روح جده الرسول الأعظم .
لقد كان الحسين كجده المصطفى يحدوه رضا الله تعالى وقد تمثلت فيه أخلاق جده المصطفى .


أخلاقه بشكل عام:
الإمام الحسين عليه السلام بالرغم من أنه قام بهذه الثورة المقدسة العظيمة ، إلا أنها ثورة لم تنفك عن الأخلاق وقيمه ومبادئه العظيمة ، التي كانت تمثل أخلاق الدين، أخلاق محمد المصطفى ، بل كانت ملتزمة بحذافير التشريع الإسلامي ودقائقه والمثل العليا
للدين ، وهذا ما يتجلى من خلال سلوكه وسلوك أصحابه وأهل بيته وسفرائه ومن هذه الأخلاق :

1- حلمه وعفوه :
لقد كان الامام الحسين عليه السلام لا يرد على مسيء إساءة بل يحنو عليه ويرشده إلى طريق الحق وينقذه من الضلال .
فقد روي عنه عليه السلام : لو شتمني رجل في هذه الأذن - وأومى إلى اليمنى - ، وأعتذر لي في الأخرى ، لقبلت ذلك منه ، وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [ ( عليه السلام ) ] حدثني أنه سمع جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
 لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محق أو مبطل . نظم درر السمطين : 209

نعم هذه أخلاق محمد صلى الله عليه وآله ، وعلي المرتضى عليه السلام ، والحسن المجتبى ، والحسين الشهيد .. نعم هذه أخلاق الإسلام التي كان يحملها من أول يوم جاء في الجزيرة العربية وإلى يومنا هذا


أخلاقه عليه السلام في يوم عاشوراء:
2- إباؤه للضيم :
لقد تجلت صورة الثائر المسلم بأبهى صورها وأكملها في إباء الإمام الحسين عليه السلام ورفضه للباطل والسكوت على الظلم ، فسنّ بذلك للأجيال اللاحقة سنة الإباء والتضحية من أجل العقيدة وفي سبيلها ، حين وقف ذلك الموقف الرسالي العظيم يهزّ الأمة ويشجعها على أن لا تموت هواناً وذلاً ، رافضاً بيعة الطليق ابن الطليق قائلاً : ( ( إن مثلي لا يبايع مثله).
وها هو يصرح لأخيه محمد بن الحنفية مجسداً ذلك الإباء بقوله : ( يا أخي ! والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية ) ...
بحار الأنوار.329:44


3- رفضه الذل والمهانة :
كان من أهداف الإمام الحسين في ثورته وعي الأمة وتعليمها الأخلاق الإسلامية الأصيلة فهو أبي الضيم ، إنساناً شريفاً وعزيزاً كريماً ، لا يمكن أن يخضع لإنسان وضيع ، ملحد، فاسق ، فاجر وقد عبر عن ذلك في قوله : (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقر لكم إقرار العبيد ).مقتل الحسين للمقرم ص 280 .


4- أخذ العهود والمواثيق
لم يتحرك الإمام الحسين عليه السلام من مكة إلى العراق إلا بعد أن أخذ المواثيق والعهود والبيعة ، وكان تحركه استجابة للمسؤولية المترتبة على نداء الأمة وطلبها .
وقد جاء ذلك في حديث الإمام مع جيش الحر بن يزيد الرياحي : بعد أن حمد الله وأثنى عليه، ثم قال : ( أيها الناس إنها معذرة إلى الله عز وجل وإليكم ، إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل الله يجمعنا بك على الهدى ، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم ، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم .
مقتل الحسين - أبو مخنف الأزدي - ص 83


5- أخلاقيته مع أهل بيته :
قال عليه السلام ( اللهم إني لا أعرف أهل بيتٍ أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي ، ولا أصحاباً هم خير من أصحابي وقد نزل بي ما قد ترون وأنتم في حلٍ من بيعتي ، ليست لي في أعناقكم بيعة ولا لي عليكم ذمة ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً وتفرقوا في سواده فإن القوم إنما يطلبونني ، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري.
الأمالي للشيخ الصدوق ص220

فقالوا لا والله لا يكون هذا أبداَ.
قال : ( إنكم تقتلون غداً كذلك ( كلكم خ ل) لا يفلت منكم رجل)

وغير ذلك من السلوك الأخلاقي الذي لا يفسح المجال لذكره ، ونجد هذا السلوك في مختلف المسيرة منه ومن أصحابه ، خصوصاً موقفهم عندما استعرض عليه السلام رأيهم في ليلة عاشوراء وطلب منهم الاستفادة من الليل .

هذه الأمور وغيرها التي كانت ولا زالت تمثل دروساً في الأخلاق الإنسانية وتشكل خطاً واضحاً في حركة الحسين عليه السلام وفي أهداف نهضته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب الأَذان والإِقامة لكلّ صلاة فريضة

  استحباب الأَذان والإِقامة لكلّ صلاة فريضة  1 - عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أذّنت في أرض فلاة وأقمت صلّى خلفك صفّان من الملائ...