قال أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) : عليكم بالدعاء فإن الدعاء لله والطلب إلى الله يردّ البلاء وقد قدّر وقضي ولم يبق إلاّ إمضاؤه ، فإذا دُعي الله عزّ وجلّ وسئل صرف البلاء صرفه.وسائل الشيعة : ج 7 ص 36.
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَرْضَاتُهُ فِي الطَّلَبِ إِلَيْهِ وَ الْتِمَاسِ مَا لَدَيْهِ وَ سَخَطُهُ فِي تَرْكِ الْإِلْحَاحِ فِي الْمَسْأَلَةِ عَلَيْهِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ شَاهِدِ كُلِّ نَجْوَى بِعِلْمِهِ وَ مُبَايِنِ كُلِّ جِسْمٍ بِنَفْسِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الَّذِي لَا يُدْرَكُ بِالْعُيُونِ وَ الْأَبْصَارِ وَ لَا يُجْهَلُ بِالْعُقُولِ وَ الْأَلْبَابِ وَ لَا يَخْلُو مِنَ الضَّمِيرِ وَ يَعْلَمُ خٰائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ مٰا تُخْفِي الصُّدُورُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ الْمُتَجَلِّلُ عَنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ الْمُطَّلِعُ عَلَى مَا فِي قُلُوبِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنْ لَا يَمَلُّ دُعَاءَ رَبِّهِ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ تَضَرُّعَ غَرِيقٍ يَرْجُو كَشْفَ كَرْبِهِ وَ أَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهَالَ تَائِبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الَّذِي مَلَكْتَ الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ وَ فَطَّرْتَهُمْ أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتِ الْأَلْوَانِ وَ الْأَقْدَارِ عَلَى مَشِيَّتِكَ قَدَّرْتَ آجَالَهُمْ وَ أَرْزَاقَهُمْ فَلَمْ يَتَعَاظَمْكَ خَلْقُ خَلْقٍ حَتَّى كَوَّنْتَهُ كَمَا شِئْتَ مُخْتَلِفاً مِمَّا شِئْتَ فَتَعَالَيْتَ وَ تَجَبَّرْتَ عَنِ اتِّخَاذِ وَزِيرٍ وَ تَعَزَّزْتَ مِنْ مُؤَامَرَةِ شَرِيكٍ وَ تَنَزَّهْتَ عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ
وَ تَقَدَّسْتَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ فَلَيْسَتِ الْأَبْصَارُ بِمُدْرِكَةٍ لَكَ وَ لَا الْأَوْهَامُ وَاقِعَةٌ عَلَيْكَ وَ لَيْسَ لَكَ شَرِيكٌ وَ لَا نِدٌّ وَ لَا عَدِيلٌ وَ لَا نَظِيرٌ أَنْتَ الْفَرْدُ الْوَاحِدُ الدَّائِمُ الْأَوَّلُ الْآخِرُ وَ الْعَالِمُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْقَائِمُ الَّذِي لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ لَا تُوصَفُ بِوَصْفٍ وَ لَا تُدْرَكُ بِوَهْمٍ وَ لَا يُغَيِّرُكَ فِي مَرِّ الدُّهُورِ صَرْفٌ كُنْتَ أَزَلِيّاً لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ وَ عِلْمُكَ بِالْأَشْيَاءِ فِي الْخَفَاءِ كَعِلْمِكَ بِهَا فِي الْإِجْهَارِ وَ الْإِعْلَانِ فَيَا مَنْ ذَلَّ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَمَاءُ
وَ خَضَعَتْ لِعِزَّتِهِ الرُّؤَسَاءُ وَ مَنْ كَلَّتْ عَنْ بُلُوغِ ذَاتِهِ أَلْسُنُ الْبُلَغَاءِ وَ مَنْ أَحْكَمَ تَدْبِيرَ الْأَشْيَاءِ وَ اسْتَعْجَمَتْ عَنْ إِدْرَاكِهِ عِبَارَةُ عُلُومِ الْعُلَمَاءِ أَ تُعَذِّبُنِي بِالنَّارِ وَ أَنْتَ أَمَلِي أَوْ تُسَلِّطُهَا عَلَيَّ بَعْدَ إِقْرَارِي لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَ خُضُوعِي وَ خُشُوعِي لَكَ بِالسُّجُودِ أَوْ تَلَجْلُجِ لِسَانِي فِي الْمَوْقِفِ وَ قَدْ مَهَّدْتَ لِي بِمَنِّكَ سُبُلَ الْوُصُولِ إِلَى التَّحْمِيدِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّمْجِيدِ فَيَا غَايَةَ الطَّالِبِينَ وَ أَمْنَ الْخَائِفِينَ وَ عِمَادَ الْمَلْهُوفِينَ وَ غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ
وَ جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ وَ كَاشِفَ ضُرِّ الْمَكْرُوبِينَ وَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تُبْ عَلَيَّ وَ أَلْبِسْنِي الْعَافِيَةَ وَ ارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً وَاسِعاً وَ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي شَقِيّاً عِنْدَكَ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ وَ بِالْكِبْرِيَاءِ وَ الْعَظَمَةِ الَّتِي لَا يُقَاوِمُهَا مُتَكَبِّرٌ وَ لَا عَظِيمٌ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُحَوِّلَنِي سَعِيداً فَإِنَّكَ تَجْرِي الْأُمُورُ عَلَى إِرَادَتِكَ وَ تُجِيرُ وَ لَا يُجَارُ عَلَيْكَ
يَا قَدِيرُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ الْخَبِيرُ تَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِي وَ لٰا أَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلّٰامُ الْغُيُوبِ فَالْطُفْ بِي فَقَدِيماً لَطُفْتَ بِمُسْرِفٍ عَلَى نَفْسِهِ غَرِيقٍ فِي بُحُورِ خَطِيئَتِهِ أَسْلَمَتْهُ لِلْحُتُوفِ كَثْرَةُ زَلَلِهِ وَ تَطَوَّلْ عَلَيَّ يَا مُتَطَوِّلًا عَلَى الْمُذْنِبِينَ بِالْعَفْوِ وَ الصَّفْحِ فَإِنَّكَ لَمْ تَزَلْ آخِذاً بِالْفَضْلِ وَ الصَّفْحِ عَلَى الْعَاثِرِينَ وَ مَنْ وَجَبَ لَهُ بِاجْتِرَائِهِ عَلَى الْآثَامِ حُلُولُ دَارِ الْبَوَارِ يَا عَالِمَ الْخَفِيَّاتِ وَ الْأَسْرَارِ يَا جَبَّارُ يَا قَهَّارُ وَ مَا أَلْزَمْتَنِيهِ مَوْلَايَ مِنْ فَرْضِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَ وَاجِبِ حُقُوقِهِمْ مَعَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَخَوَاتِ فَاحْتَمِلْ ذَلِكَ عَنِّي إِلَيْهِمْ وَ أَدِّهِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
المصدر: البلد الامين والدرع الحصين ص 187-189.
احسنتم واجدتم وسلمتم وجعلها الله في ميزان حسناتكم بفض الصلاة على محمد وال محمد
ردحذف