الأحد، 16 مارس 2025

غزوة بدر وفضل علي ابن ابي طالب عليه السلام في انتصار المسلمين

غزوة بدر وفضله عليه السلام في انتصار المسلمين

فأما الجهاد الذي ثبت به قواعد الاسلام، واستقرت بثبوتها شرائع الملة والأحكام،
فقد تخصص منه أمير المؤمنين عليه السلام بما اشتهر ذكره في الأنام،

فمن ذلك ما كان منه عليه السلام في غزاة بدر المذكورة في القرآن، وهي أول حرب كان بها الامتحان،
وملأت رهبتها صدور المعدودين من المسلمين في الشجعان، وراموا التأخر عنها لخوفهم منها وكرامتهم لها،
على ما جاء به محكم الذكر في البيان، حيث يقول - جل جلاله - فيما قص به من نبأهم على الشرح والبيان

﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ  *
 يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ 
الأنفال ٨: ٥ - ٦.
في الآية المتصلة بذلك إلى قوله تعالى:
﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ الأنفال ٨: 47.

وكان من جملة خبر هذه الغزاة، أن المشركين حضروا بدرا مصرين على القتال، مستظهرين فيه بكثرة الأموال، والعدد والعدة والرجال، والمسلمون إذ ذاك نفر قليل عددهم هناك، حضرته طوائف منهم بغير اختيار، وشهدته على الكره منها له والاضطرار،

فتحدتهم قريش بالبراز ودعتهم إلى المصافة والنزال ، واقترحت في اللقاء منهم الأكفاء، وتطاولت الأنصار
لمبارزتهم فمنعهم النبي صلى الله عليه وآله من ذلك، وقال لهم: " إن القوم دعوا الأكفاء منهم "

 ثم أمر عليا أمير المؤمنين عليه السلام بالبروز إليهم، ودعا حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث - رضي الله عنهما - أن يبرزا معه.
فلما اصطفوا لهم لم يثبتهم القوم، لأنهم كانوا قد تغفروا  فسألوهم: من أنتم، فانتسبوا لهم، فقالوا. أكفاء كرام. ونشبت الحرب بينهم، وبارز الوليد أمير المؤمنين عليه السلام فلم يلبثه  حتى قتله، وبارز عتبة حمزة - رضي الله عنه - فقتله حمزة،

 وبارز شيبة عبيدة - رحمه الله - فاختلفت بينهما ضربتان، قطعت إحداهما فخذ عبيدة،
فاستنقذه أمير المؤمنين عليه السلام بضربة بدر بها شيبة فقتله،

وشركه في ذلك حمزة - رضوان الله عليه - فكان قتل هؤلاء الثلاثة أول وهن لحق المشركين، وذل دخل عليهم،
 ورهبة اعتراهم بها الرعب من المسلمين، وظفر بذلك أمارات نصر المسلمين.

ثم بارز أمير المؤمنين عليه السلام العاص بن سعيد بن العاص، بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبثه أن قتله.
وبرز إليه حنظلة ابن أبي سفيان فقتله، وبرز بعده طعيمة بن عدي فقتله، وقتل بعده نوفل بن خويلد -

وكان من شياطين قريش - ولم يزل عليه السلام يقتل واحدا منهم بعد واحد، حتى أتى على شطر المقتولين منهم،
 وكانوا سبعين قتيلا  تولى كافة من حضر بدرا من المؤمنين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين قتل الشطر منهم،

وتولى أمير المؤمنين قتل الشطر الآخر وحده، بمعونة الله له وتوفيقه وتأييده ونصره، وكان الفتح له بذلك وعلى يديه،
وختم الأمر بمناولة النبي صلى الله عليه وآله كفا من الحصى، فرمى بها في وجوههم وقال. " شاهت الوجوه "

 فلم يبق أحد منهم إلا ولى الدبر لذلك منهزما، وكفى الله المؤمنين القتال بأمير المؤمنين عليه السلام وشركائه
 في نصرة الدين من خاصة الرسول عليه وآله السلام - ومن أيدهم به من الملائكة الكرام عليهم التحية والسلام

كما قال الله عز وجل: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا الأحزاب33: 25.
الخبر
المصدر: الارشاد ص 51-52.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب الإكثار من قراءة الإخلاص وتكرارها ألف مرة

 استحباب الإكثار من قراءة الإخلاص وتكرارها ألف مرة في كلّ يوم وليلة وكراهة تركها 1 - عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من قرأ ( قل هو ا...