ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين عليه السلام
عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: يا علي أوصيك بوصية فاحفظها عني، فقال له علي: يا رسول الله أوص فكان في وصيته أن قال:إن اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فان الرزق لا يجره حرص حريص ولا يصرفه كراهية كاره: إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر.
يا علي آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، و آفة الظرف الصلف [1] وآفة السماحة المن، وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر.
يا علي إنك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي أنت مع الحق والحق معك. المحاسن ص 16 و 17.
[1] الظرف - بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء ككتف - أي البليغ. والصلف - بفتح الصاد واللام - هو الغلو في الظرف والزيادة على المقدار مع تكبر. قال المناوي: الصلف - بالتحريك - مجاوزة القدر، يعنى عاهة براعة اللسان وذكاء الجنان التطاول على الاقران والتمدح بما ليس في الانسان، والمراد ان الظرف من الصفات الحسنة لكن له آفة رديئة كثيرا ما تعرض له فإذا عرضت له أفسدته فليحذر ذو الظرافة تلك الآفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق