أوصافه صلى الله عليه واله
1 - عن علي بن موسى ، عن أبيه موسى ابن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم السلام: أنهم قالوا : يا علي صف لنا نبينا (صلى الله عليه واله وسلم ) كأننا نراه ، فإنا مشتاقون إليه ، فقال : كان نبي الله (صلى الله عليه واله وسلم ) أبيض اللون ، مشربا حمرة ، أدعج العين ، سبط الشعر ، كثف[2] اللحية ، ذا وفرة ، دقيق المسربة ، كأنما عنقه إبريق فضة ، يجري في تراقيه الذهب ، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة ، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره ، شثن الكفين والقدمين ، شثن الكعبين ، إذا مشى كأنما يتقلع من صخر ، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب ، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله ، ليس بالقصير المتردد ، ولا بالطويل المتمعط[3] ، وكان في الوجه تدوير[4] ، إذا كان في الناس غمرهم ، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ ، عرفه أطيب من ريح المسك ، ليس بالعاجز ولا باللئيم ، أكرم الناس عشرة[5] ، وألينهم عريكة ، وأجودهم كفا ، من خالطه بمعرفة أحبه ، ومن رآه بديهة هابه ، عزه بين عينيه ، يقول باغته[6] : لم أر قبله ولا بعده مثله ، (صلى الله عليه واله وسلم ) تسليما[7].[2]كث خ ل. أقول : هو الموجود في المصدر. والمعنى واحد.
[3]المنمغط خ ل. أقول : هكذا في النسخة ، والمصدر مثل المتن ، وظاهر ما يأتى في البيان أنه الممغط. فعلى أى فالمعنى واحد.
[4]تداوير خ ل.
[5]استظهر المصنف أن الصحيح : عشيرة. أقول : كلاهما يصحان والمصدر مثل المتن.
[6]في المصدر : ناعته.
[7]أمالى ابن الشيخ : 217.
وقال الجزري في صفته صلى الله عليه واله وسلم : في عينيه دعج ، يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد ، وقيل : الدعج : شدة سواد العين في شدة بياضها ، وقال : السبط من الشعر : المنبسط المسترسل. وقال : الوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شجمة الاذن.
قوله : المتردد ، قال الجزري أي المتناهي في القصر ، كأنه تردد بعض خلقه على بعض وتداخلت أجزاؤه ، وقال في صفته صلى الله عليه واله وسلم : لم يكن بالطويل الممغط ، وهو بتشديد الميم الثانية : المتناهي في الطول ، وامغط النهار : إذا امتد ، وممغطت الحبل وغيره : إذا مددته ، وأصله منمغط ، والنون للمطاوعة فقلبت ميما ، وادغمت في الميم ، ويقال : بالعين المهملة بمعناه. قوله (صلى الله عليه واله وسلم ): غمرهم ، قال الجزري : أي كان فوق كل من كان معه ، و العريكة : الطبيعة ، قوله (صلى الله عليه واله وسلم ): من رآه بديهة هابه ، قال الجزري : أي مفاجاة وبغتة ، يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه ، وإذا جالسه وخالطه بان حسن خلقه ، قوله : عزه بين عينيه ، تأكيد للسابق ، ويفسره اللاحق ، أي يظهر العز في وجهه أولا قبل أن يعرف ، يقول : باغته بالباء الموحدة والغين المعجمة أي من رآه بغتة ، وفي بعض النسخ غرة بالغين المعجمة والراء المهملة ، ولعله من الغر بالفتح بمعنى حد السيف ، فيرجع إلى الاول ، أو هو بالضم بمعنى الغرة وهي البياض في الجبهة ، وفي بعض النسخ ناعته بالنون والعين المهملة ، ولا يخفى توجيهه ، وسيأتي شرح سائر الفقرات في الاخبار الآتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق