الخميس، 4 يوليو 2024

ابو هارون المكفوف يرثي الإمام الحسين صلوات الله عليه

ابو هارون المكفوف يرثي الإمام الحسين صلوات الله عليه

عن أبي هارون المكفوف قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال لي : أنشدني ، فأنشدته فقال : لا ، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره (أي بترنُّم ٍ حزين ولحن ٍ شجيّ)، فأنشدته امرر على جدث الحسين فقل لاعظمه الزكيه.

أُمْرُرْ عَلَىْ جَدَثِ الحُسَيْنِ وُقُلْ لِأَعْظُمِهِ الزَّكِيَّةْ...يَا أَعْظُمَاً لَا زِلْتِ مِنْ وَطْفَاءَ سَاكِبَةً رَوِيَّةْ
مَا لَذَّ عَيْشٌ بَعْدَ رَضِّكِ بِالجِيَادِ الأَعْوَجِيَّةْ...قَبـــــرٌ تَضِمّــــــنَ طيّبّـــاً آبـــاؤُهُ خَيـرُ البرِيّه
آباؤُهُ أهـــل الرياســـةِ والخِلافَــــــةِ وَالوصُيّه...وَالخَيرِ والشِّيــــمِ المهذَّبـــةِ المَطيّبةِ الرّضيّه
فإذا مَرَرْتَ بِقبــــــرِهِ فأطِـــل بِهِ وَقِفَ المَطيّة...وَابْكِ المُطَهّــرِ للمطهَّـــــرِ والمطَهَّرةِ الزكيَّة
كَبكــــاءِ مُعْــــوِلَةٍ غَدَتْ يَوماً بِواحِــدِها المنيَّة...وَالَعنْ صَــدى عُمَرَ بْنُ سَعْدٍ والمُلمّــــعِ بالنَقيّه
شِمْرِ بنِ جوشــــنٍ الذي طاحــت بهِ نَفْسٌ شقيّة...جَعَلوا ابنَ بنْتِ نَبَّيِهم غَرَضاً كما تُرْمى الذَّرِيّة
لمْ يَدْعُهُــــمْ لِقِتـــــالِـــهِ إلا الجعــــالةُ والعَطِيّة...لَمّا دَعــــوْهُ لِكــــي تُحّكّـــمَ فِيــــهِ أولادُ البغيّة
أوْلادُ أخْبثِ مَنْ مَشى مَرَحــــــاً وأخْبثهِم سَجِيّه...فَعَصــــــاهُمُ وأَبَتْ لَـــــــهُ نَفْسٌ مُعَــــزّزةٌ أبيّه
فغذو لهُ بالسابغاتِ عليهِمُ و المشرَفيّة...والبِيضِ واليَلَبِ اليمانيْ والطِــــوالِ السَّمْهَريَّة
وَهُم أُلـــــوفُ وَهْوَ في سَبْعينَ نَفْســــاً هاِشمِيِة...فَلَقـــــوْهُ في خَلَفٍ لأحمــــدَ مُقبِليِـــنَ مِنَ الثّنيِّة
مستيقنين بأنّهــــم سِيقــــوا لأسبــــــــابِ المنية...يا عَيْنُ فابْكِ ما حَيَيْتِ عَلى ذوِي الِذمـــمِ الوفيّة
لا عُذرَ في تَــــــرْكِ البُكاءِ دَمــاً وأنْتِ بهِ حَريّة

قال : فلما بكى أمسكت أنا فقال :مر(اي: استمر) فمررت ، قال : ثم قال : زدني [ زدني ] قال : فأنشدته :
يا مريم قومي واندبي مولاك....وعلى الحسين فأسعدي ببكاك

قال : فبكى وتهايج النساء قال : فلما أن سكتن قال لي : يا با هارون من أنشد في الحسين فأبكى عشرة [ فله الجنة ] ثم جعل ينتقص واحدا واحدا حتى بلغ الواحد فقال : من أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنة ثم قال : من ذكره فبكى فله الجنة.
وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لكل سر ثواب إلا الدمعة فينا .

بيان : لعل المعنى أن أسرار كل مصيبة والصبر عليها موجب للثواب إلا البكاء عليهم ، ويحتمل أن يكون تصحيف شئ  أي لكل شئ من الطاعة ثواب مقدر إلا الدمعة فيهم فانه لا تقدير لثوابها. كامل الزيارات: ص 106.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعاء اليوم الثامن والعشرون من الشهرمن كتاب ( العدد القوية لدفع المخاوف اليومية)

(اليوم الثَّامِن والعشرون) 1 - قَالَ مَوْلَانَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِق (عليه السلام) : أَنَّهُ يَوْم...