الخميس، 10 يوليو 2025

استحباب قناعة السائل ودعائه لمن أعطاه

  استحباب قناعة السائل ودعائه لمن أعطاه ، وزيادة إعطاء القانع الشاكر وردّ غير القانع 

1 -  عن مسمع بن عبد الملك قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام بمنى وبين يدينا عنب نأكله ، فجاء سائل فسأله فأمر له بعنقود فأعطاه ، فقال السائل : لا حاجة لي في هذا ، إن كان درهم ، فقال : يسع الله لك [1] ، فذهب ثمّ رجع ، فقال : ردّوا العنقود ، فقال : يسع الله لك ولم يعطه شيئاً فذهب [2] ، ثمّ جاء سائل آخر فأخذ أبو عبد الله عليه‌السلام ثلاث حبّات عنب فناولها إيّاه فأخذها [3] السائل من يده ثم قال : الحمد لله ربّ العالمين الذي رزقني فقال : أبو عبد الله عليه‌السلام : مكانك فحثا [4] ملء كفّيه عنباً فناولها إيّاه ، فأخذها السائل من يده ثمّ قال : الحمد لله ربّ العالمين ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : مكانك ، يا غلام ، أي شيء معك من الدراهم ؟ فإذا معه نحو من عشرين درهماً فيما حرزناه أو نحوها ، فناولها إيّاه فأخذها ثم قال : الحمد لله ، هذا منك وحدك لا شريك لك ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : مكانك ، فخلع قميصاً كان عليه فقال : البس هذا ، فلبس ثم قال : الحمد لله الذي كساني وسترني يا أبا عبد الله ـ أو قال : جزاك الله خيراً ، لم يدع لأبي عبد الله ( عليهالسلام ) إلاّ بذا ـ ثمّ انصرف فذهب ، قال : فظننّا أنّه لو لم يدعُ له لم يزل يعطيه لأنّه كلّما كان [5] يعطيه حمد الله أعطاه. وسائل الشيعة : ج 9 ص 391 ح 12310.

 [1] في المصدر : عليك. [2] ليس في المصدر. [3] في المصدر : فأخذ. [4] في المصدر : فحشا. [5] في نسخة : لأنه كان كلّما. ( هامش المخطوط ). 

 2 ـ مجموعة الشهيد : بخطّ الشيخ شمس الدّين محمد بن عليّ الجباعي ، ـ ورفع إسناده إلى غوث السّينسي ـ قال : مرّ بنا جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض أخطاره ، فاستنزلناه فنزل فبات بنا وأصبح ، فلمّا علمت أنّه أنس الرّاحة ، قلت له : يا جابر ، هلّا أخبرتنا شيئاً من مكارم أخلاق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ فقال : كنت أنا وقنبر وعليّ ( عليه السلام ) ، فبينا نحن قعود إذ هدف إلينا أعرابي ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال علي ( عليه السلام ) : « عليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا أخا العرب » فقال الاعرابي : يا أمير المؤمنين ، إنّ لي إليك حاجة ، قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أذنت بقضائها حمدنا الله وشكرناك ، وإن لم تقضها شكرنا الله وعذرناك ، فقال علي ( عليه السلام )
« خطّ حاجتك على الأرض فإنّي أري أثر الفقر عليك بيّناً » فكتب على الأرض أنا فقير ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : « يا قنبر أعطه حلّتي » فأحضرها وأفرغها عليه ، فأنشده :
 كسوتني حلّة تبلى محاسنها          فسوف أكسوك من حسن الغنا حللا 
 إن نلت حسن ثناء نلت مكرمة      ولست تبغي بما قد نلته بدلا
 إنّ الثّناء ليحيى ذكر صاحبه        كالغيث يحيي نداه السّهل والجبلا
 قال : فلمّا سمع كلام الاعرابي ، قال : « يا أخا العرب ، أما إذا كان معك هذا فادن إلى هاهنا » فلمّا دنا منه ، قال : « أعطه يا قنبر من بيت مال المسلمين خمسين ديناراً » قال جابر : فقلت : يا أمير المؤمنين ، أمرته أن يخطّ بين يديك ، فكتب أنا فقير ، فأمرت له بحلتك فافرغت عليه ، فأنشد أبياتاً فرفعت منزلته إليك ، وأمرت له بخمسين ديناراً ، فقال علي ( عليه السلام ) : « نعم يا جابر ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : أنزلوا النّاس منازلهم » .أمالي الصدوق ص 225 ح 10 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وصية الإمام الباقر (ع) لابنه جعفر الصادق(ع)

وصايا الإمام محمد الباقرعليه السلام 1 - وعن الأصمعي قال محمد بن علي عليهما السلام لابنه: يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر، إنك...