استحباب قناعة السائل ودعائه لمن أعطاه ، وزيادة إعطاء القانع الشاكر وردّ غير القانع
1 - عن مسمع بن عبد الملك قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام بمنى وبين يدينا عنب نأكله ، فجاء سائل فسأله فأمر له بعنقود فأعطاه ، فقال السائل : لا حاجة لي في هذا ، إن كان درهم ، فقال : يسع الله لك [1] ، فذهب ثمّ رجع ، فقال : ردّوا العنقود ، فقال : يسع الله لك ولم يعطه شيئاً فذهب [2] ، ثمّ جاء سائل آخر فأخذ أبو عبد الله عليهالسلام ثلاث حبّات عنب فناولها إيّاه فأخذها [3] السائل من يده ثم قال : الحمد لله ربّ العالمين الذي رزقني فقال : أبو عبد الله عليهالسلام : مكانك فحثا [4] ملء كفّيه عنباً فناولها إيّاه ، فأخذها السائل من يده ثمّ قال : الحمد لله ربّ العالمين ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : مكانك ، يا غلام ، أي شيء معك من الدراهم ؟ فإذا معه نحو من عشرين درهماً فيما حرزناه أو نحوها ، فناولها إيّاه فأخذها ثم قال : الحمد لله ، هذا منك وحدك لا شريك لك ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : مكانك ، فخلع قميصاً كان عليه فقال : البس هذا ، فلبس ثم قال : الحمد لله الذي كساني وسترني يا أبا عبد الله ـ أو قال : جزاك الله خيراً ، لم يدع لأبي عبد الله ( عليهالسلام ) إلاّ بذا ـ ثمّ انصرف فذهب ، قال : فظننّا أنّه لو لم يدعُ له لم يزل يعطيه لأنّه كلّما كان [5] يعطيه حمد الله أعطاه. وسائل الشيعة : ج 9 ص 391 ح 12310.
[1] في المصدر : عليك. [2] ليس في المصدر. [3] في المصدر : فأخذ. [4] في المصدر : فحشا. [5] في نسخة : لأنه كان كلّما. ( هامش المخطوط ).
2 ـ مجموعة الشهيد : بخطّ الشيخ شمس الدّين محمد بن عليّ الجباعي ، ـ ورفع إسناده إلى غوث السّينسي ـ قال : مرّ بنا جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض أخطاره ، فاستنزلناه فنزل فبات بنا وأصبح ، فلمّا علمت أنّه أنس الرّاحة ، قلت له : يا جابر ، هلّا أخبرتنا شيئاً من مكارم أخلاق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ فقال : كنت أنا وقنبر وعليّ ( عليه السلام ) ، فبينا نحن قعود إذ هدف إلينا أعرابي ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال علي ( عليه السلام ) : « عليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا أخا العرب » فقال الاعرابي : يا أمير المؤمنين ، إنّ لي إليك حاجة ، قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أذنت بقضائها حمدنا الله وشكرناك ، وإن لم تقضها شكرنا الله وعذرناك ، فقال علي ( عليه السلام ) :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق