استحباب الصّدقة ولو على غير المؤمن ، حتّى دواب البّرّ والبحر ، وعلى الذّمّي عند ضرورته ، كشدّة العطش
1- عن أبي شريع ، قال : سمعت جعفراً ( عليه السلام ) وهو يقول لأزوي غلام أبي بكر : « يا أزوي ، هل عندك شيء تتصدّق به ؟ » قال : يا سيدي ما نلت من صدقة علّمها من أين أصدّق ؟ قال : « قصدني رجل إلى المسجد ، ذكر أنّه ما طعم طعاماً منذ يومين ولا عياله » قال أزوي : فخرجت فرأيت رجلاً من موالي آل تيم ، ممّن كان يفتري على آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخلت وقلت له : رأيتك مغموماً بهذا السّائل ، ألا أبشّرك ؟ قال لي : « قل » قلت : أنّه من أعدائكم ، فلا تغتم عليه ، فصاح : « يا محمد ـ فخرج عليه مسرعاً ـ فقال : هلمّ بخاتمي ـ فجاء بخاتمين ـ وقال : أدخله عليّ فأدخلته » فأخذ الخاتمين ودفعهما إليه ، ثم قال لي : « يا أزوي ، إن الصدقة فريضة من الله حين وجودها ، ولا سيّما من يظنّ بك الخير » . التعازي :
2- عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : دخلت الجنّة ، فرأيت فيها صاحب الكلب الذي أرواه من الماء » .الجعفريات ص 142 .
3- عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتوضّأ إذ لاذ به هرّ البيت ، فعرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه عطشان ، فأصغى إليه الإِناء ، حتّى شرب منه الهرّ ، ثم توضأ بفضله » مستدرك الوسائل ج7 ص 191- ح 8003..
4 ـ الشيخ المفيد في الاختصاص :عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « كان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) مع أصحابه في طريق مكّة ، فمرّ به ثعلب وهم يتغدّون ، فقال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) لهم : هل لكم أن تعطوني موثقاً من الله لا تهيّجون هذا الثّعلب ، حتى أدعوه فيجيء إلينا ؟ فحلفوا له ، فقال : يا ثعلب تعال ـ أو قال : ائتنا ـ فجاء الثّعلب حتّى وقع بين يديه ، فطرح إليه عراقاً [1] فولّى به ليأكله ، فقال : هل لكم أن تعطوني موثقاً من الله وأدعوه أيضاً فيجيء ؟ فأعطوه ، فدعا فجاء ، ( فكلح رجل ) [2] في وجهه ، فخرج يعدو ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( من الذي حفر ) [3] ذمّتي ؟ فقال رجل منهم : يا ابن رسول الله ، كلحت [4] في وجهه ولم أدر ، فاستغفر الله ، فسكت » . الاختصاص ص 297 .
[1] العراق : العظام إذا لم يكن عليها شيء من اللحم . . . وإذا جردت من اللحم ( لسان العرب ج 10 ص245) .
[2] في المصدر : كلح رجل منهم .
[3] في المصدر : أيكم الذي خفر .
[4] وفيه : أنا كلحت .
5- عن نجيح قال : رأيت الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يأكل ، وبين يديه كلب ، كلّما أكل لقمة طرح للكلب مثلها ، فقلت له : ياابن رسول الله ، ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك ؟ قال : « دعه ، إنّي لأستحي من الله تعالى ، أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ، ثمّ لا أطعمه » . البحار ج 43 ص 352 ح 29 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق