مواعظ الإمام الصادق عليه السلام في قصار هذه المعاني
1 ـ قال صلوات الله عليه : من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.2 ـ وقال عليهالسلام : إذا كان الزمان زمان جوز وأهله أهل غدر فالطمأنينة إلى كل أحد عجز (1).
(1) في بعض النسخ «فلا طمأنينة إلى كل أحد».
3 ـ وقال عليهالسلام : إذا اضيف البلاء كان من البلاء عافية.
4 ـ وقال عليهالسلام : إذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فاغضبه فإن ثبت لك على المودة فهو أخوك وإلا فلا.
5 ـ وقال عليهالسلام : لا تعتد بمودة أحد حتى تغضبة ثلاث مرات.
6 ـ وقال عليهالسلام : لا تثقن بأخيك كل الثقة ، فإن صرعة الاسترسال لا تستقال (1).
(1) الصرعة ـ بالفتح : المرة من صرع. ـ وبالضم ـ المبالغ في الصرع أى من يصرعه الناس كثيرا. والاسترسال : الطمأنينة والاستيناس إلى الغير والثقة فيما يحدثه وأصل الاسترسال : السكون والثبات. وقد مضى نظير هذا الكلام فيما تقدم. وفى بعض نسخ الحديث «فان سرعة الاسترسال».
7 ـ وقال عليهالسلام : الاسلام درجة ، والايمان على الاسلام درجة ، واليقين
على الايمان درجة (1). وما أوتي الناس أقل من اليقين.
(1) كذا وفى الكافى «والتقوى على الايمان درجة واليقين على التقوى درجة».
8 ـ وقال عليهالسلام : إزالة الجبال أهون من إزالة قلب عن موضعه.
9 ـ وقال عليهالسلام : الايمان في القلب واليقين خطرات.
10 ـ وقال عليهالسلام : الرغبة في الدنيا تورث الغم والحزن (1) والزهد في الدنيا راحة القلب والبدن.
(1) في بعض النسخ «تورث النقم والحزن».
11 ـ وقال عليهالسلام : من العيش دار يكرى ، خبز يشرى.
12 ـ وقال عليهالسلام: لرجلين تخاصما بحضرته : أما إنه لم يظفر بخير من ظفر بالظلم. ومن يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء إذا فعل به.
13 ـ وقال عليهالسلام : التواصل بين الاخوان في الحضر التزاور ، والتواصل في السفر المكاتبة.
14 ـ وقال عليهالسلام : لا يصلح المؤمن إلا على ثلاث خصال : التفقه في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة.
15 ـ وقال عليهالسلام : المؤمن لا يغلبه فرجه ، ولا يفضحه بطنه.
16 ـ وقال عليهالسلام : صحبة عشرين سنة قرابة.
17 ـ وقال عليهالسلام : لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، وما أقل من يشكر المعروف.
18 ـ وقال عليهالسلام : إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ ، أو جاهل فيتعلم. فأما صاحب سوط وسيف فلا (1).
(1) لانه لا يؤثر فيهما كثيرا لانهما صاحبا قدرة وسلطنة ومغروران بما في أيديهما.
19 ـ وقال عليهالسلام : إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عالم بما يأمر ، عالم بما ينهى. عادل فيما يأمر ، عادل فيما ينهى ، رفيق بما يأمر ، رفيق بما ينهى.
20 ـ وقال عليهالسلام : من تعرض لسلطان (1) جائر فأصابته منه بلية لم يؤجر عليها ولم يرزق الصبر عليها.
(1) أى تصدى لطلب فضله واحسانه.
21 ـ وقال عليهالسلام : إن الله أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروه فصارت عليهم وبالا ، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فكانت عليهم نعمة.
22 ـ وقال عليهالسلام : صلاح حال التعايش والتعاشر ملء مكيال (1) ثلثاه فطنة ، وثلثه تغافل.
(1) في بعض النسخ «على مكيال» وتعايش القوم : عاشوا مجتمعين على الفة ومودة وتعاشر القوم : تخالطوا وتصاحبوا.
23 ـ وقال عليهالسلام : ما أقبح الانتقام بأهل الاقدار (1).
(1) الظاهر أن المراد من يقدر عليهم الرزق والمعيشة أى الضعفاء : والاقدار :
جمع قدر.
24 ـ وقيل له : ما المروة؟ فقال عليهالسلام : لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك من حيث أمرك.
25 ـ وقال عليهالسلام : اشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنه لا إزالة للنعم إذا شكرت ، ولا إقامة لها إذا كفرت. والشكر زيادة في النعم.وأمان من الفقر.
26 ـ وقال عليهالسلام : فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها ، وأشد من المصيبة سوء الخلق منها.
27 ـ وسأله رجل : أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا والاخرة ولا يطول عليه ؟ فقال عليهالسلام : لا تكذب.
28 ـ وقيل له : ما البلاغة؟ فقال عليهالسلام : من عرف شيئا قل كلامه فيه ، وإنما سمي البليغ لانه يبلغ حاجته بأهون سعيه.
29 ـ وقال عليهالسلام : الدين غم بالليل ، وذل بالنهار.
30 ـ وقال عليهالسلام ، إذا صلح أمر دنياك فاتهم دينك.
31 ـ وقال عليهالسلام : بروا آبائكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم.
32ـ وقال عليهالسلام : من ائتمن خائنا على أمانة لم يكن له على الله ضمان (1).
(1) الضمان ـ بالفتح ـ : ما يلتزم بالرد.
33 ـ وقال عليهالسلام : لحمران بن أعين : يا حمران انظر من هو دونك في المقدرة (1) ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإن ذلك أقنع لك بما قسم الله لك ، وأحرى أن تستوجب الزيادة منه عزوجل. واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عندالله من العمل الكثير على غير يقين واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم. ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القناعة باليسير المجزئ ، ولا جهل أضر من العجب.(1) المقدرة ـ بتثليث الدال ـ : القوة والغنى.
34 ـ وقال عليهالسلام : الحياء على وجهين فمنه ضعف ، ومنه قوة وإسلام وإيمان.
35 ـ وقال عليهالسلام : ترك الحقوق مذلة ، وإن الرجل يحتاج إلى أن يتعرض فيها للكذب.
36 ـ وقال عليهالسلام : إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم. وإذا رد واحد من القوم أجزأ عنهم.
37 ـ وقال عليهالسلام : السلام تطوع والرد فريضة (1).
(1) تطوع : تبرع ، والمراد أن السلام تطوع ابتداء.
38ـ وقال عليهالسلام : من بدأ بكلام قبل سلام فلا تجيبوه (1).
(1) في الكافى «من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه».
39ـ وقال عليهالسلام : إن تمام التحية للمقيم المصافحة ، وتمام التسليم على المسافر المعانقة.
40 ـ وقال عليهالسلام : تصافحوا ، فانها تذهب بالسخيمة (1).(1) السخيمة : الضغينة والحقد في النفس.
41 ـ وقال عليهالسلام : اتق الله بعض التقى وإن قل ، ودع بينك وبينه سترا وإن رق.
42 ـ وقال عليهالسلام : من ملك نفسه إذا غضب وإذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى حرم الله جسده على النار.
43 ـ وقال عليهالسلام : العافية نعمة خفية (1) إذا وجدت نسيت ، وإذا عدمت ذكرت.
(1) وفى بعض النسخ : «خفيفة».
44 ـ وقال عليهالسلام : لله في السراء نعمة التفضل ، وفي الضراء نعمة التطهر (1).
(1) التفضل : النيل من الفضل. والتطهر : التنزه عن الادناس أى المعاصى.
45 ـ وقال عليهالسلام : كم من نعمة لله على عبده في غير أمله ، وكم من مؤمل أملا الخيار في غيره ، وكم من ساع إلى حتفه وهو مبطئ عن حظه.
46 ـ وقال عليهالسلام : قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ، ولكل نعمة شكرا ولكل عسر يسرا. اصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد أو في مال ، فإن الله إنما يقبض عاريته وهبته ليبلو شكرك وصبرك.
47ـ وقال عليهالسلام : مامن شئ إلا وله حد. قيل : فما حد اليقين؟ قال عليهالسلام : أن لا تخاف شيئا.
48 ـ وقال عليهالسلام : ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال : وقور عند الهزاهز (1) ، صبور عند البلاء ، شكور عند الرخاء ، قانع بما رزقه الله ، لا يظلم الاعداء ، ولا يتحمل الاصدقاء (2) ، بدنه منه في تعب ، والناس منه في راحة.
(1) الوقور ـ للمذكر والمؤنث ـ : ذووقار. الهزاهز : الفتن التى يهز الناس. و تطلق على الشدائد والحروب.
(2) «يتحمل» أى ولا يحمل على الاصدقاء ولا يتكلف عليهم وفى الكافى ج 2 ص 232 «لا يتحامل للاصدقاء» أى ما يشق عليهم ويضر بحالهم.
49 ـ وقال عليهالسلام : إن العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والصبر أمير جنوده ، والرفق أخوه ، واللين والده.
50 ـ وقال أبوعبيدة (1) : ادع الله لي أن لا يجعل رزقي على أيدي العباد.
فقال عليهالسلام : أبى الله عليك ذلك إلا أن يجعل أرزاق العباد بعضهم من بعض ، ولكن أدع الله أن يجعل رزقك على أيدي خيار خلقه ، فإنه من السعادة ، ولا يجعله على أيدي شرار خلقه ، فإنه من الشقاوة.
(1) الظاهر أنه أبوعبيدة الحذاء زياد بن عيسى الكوفى من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام ومات في زمان الصادق عليهالسلام.
51ـ وقال عليهالسلام : العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق ، فلا تزيده سرعة السير إلا بعدا.
52 ـ وقال عليهالسلام في قول الله عزوجل : « اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ (1)» قال :
يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر. (1) آل عمران 3: 102.
53 ـ وقال عليهالسلام : من عرف الله خاف الله ، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا (1).
(1) سخيت نفسى عنه اى تركته ولم تنازعنى اليه نفسى.
54 ـ وقال عليهالسلام : الخائف من لم تدع له الرهبة لسانا ينطق به.
55 ـ وقيل له عليهالسلام : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون : نرجو ، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت. فقال : هؤلاء قوم يترجحون في الاماني كذبوا ليس يرجون (1) إن من رجا شيئا طلبه ، ومن خاف من شئ هرب منه.
(1) كذا وفى الكافى «كذبوا ليسوا براجين». ترجح في القول : تميل فيه
56 ـ وقال عليهالسلام : إنا لنحب من كان عاقلا عالما فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا (1) ، إن الله خص الانبياء عليهمالسلام بمكارم الاخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فليتضرع إلى الله وليسأله إياها وقيل له : وما هي؟ قال عليهالسلام : الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة وصدق الحديث والبر وأداء الامانة واليقين وحسن الخلق والمروة.
(1) الوفى : الكثير الوفاء. وأيضا الذى يعطى الحق ويأخذ الحق والجمع اوفياء كأصدقاء.
57ـ وقال عليهالسلام : من أوثق عرى الايمان أن تحب في الله وتبغض في الله وتعطي في الله وتمنع في الله.
58 ـ وقال عليهالسلام : لا يتبع الرجل بعد موته إلا ثلاث خلال : صدقة أجراها الله له في حياته فهي تجري له بعد موته ، وسنة هدى يعمل بها ، وولد صالح يدعو له.
59 ـ وقال عليهالسلام : إن الكذبة لتنقض الوضوء إذا توضأ الرجل للصلاة ، وتفطر الصيام فقيل له : إنا نكذب فقال عليهالسلام : ليس هو باللغو ولكنه الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة صلوات الله عليهم ، ثم قال : إن الصيام ليس من الطعام ولا من الشراب وحده ، إن مريم عليهاالسلام قالت : «إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا (1)» أى صمتا ، فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ، ولا تحاسدوا ولا تنازعوا ، فإن الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب. (1) مريم 19: 26.
60 ـ وقال عليهالسلام : من أعلم الله ما لم يعلم اهتز له عرشه (1).
(1) في بعض النسخ «من اعلم الله ما لا يعلم اهتز عرشه».
التحف ص 357.
بحار الانوار : ج 75 ص 239-246.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق