الثلاثاء، 9 يونيو 2020

من معجزاته صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله في غزوة أحد


من معجزاته صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله في غزوة أحد

 من معجزاته صلى‌الله‌عليه‌ وآله أنه لما كانت وقعة بدر قتل المسلمون من قريش سبعين رجلا ، وأسروا منهم سبعين ، فحكم رسول الله بقتل الاسارى وحرق الغنائم فقال جماعة من المهاجرين :
 إن الاسارى هم قومك وقد قتلنا منهم سبعين فأطلق لنا أن نأخذ الفداء من الاسارى والغنائم فنقوى(1) بها على جهادنا ، فأوحى الله إليه : إن لم تقتلوا يقتل منكم في العام المقبل في مثل هذا اليوم عدد الاسارى ، فأنزل الله « (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا )(2) » فلما كان في العام المقبل وقتل من المسلمين سبعون بعدد الاسارى (3) قالوا : يا رسول الله قد وعدتنا النصر فما هذا الذي وقع بنا؟ ونسوا الشرط ببدر فأنزل الله : « أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا » يعني ما كانوا أصابوا من قريش ببدر وقبلوا الفداء من الاسرى «قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ  » يعني بالشرط الذي شرطوه على انفسهم ان يقتل منهم بعدد الاسارى إذا هو أطلق لهم الفداء منهم والغنائم ، فكان الحال في ذلك على حكم الشرط ، ولما انكشفت الحرب يوم أحد سار(4) أولياء المقتولين ليحملوا قتلاهم إلى المدينة فشدوهم على الجمال ، وكانوا إذا توجهوا بهم نحو المدينة بركت الجمال ، وإذا توجهوا بهم نحو المعركة أسرعت ، فشكوا الحال إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌ وآله) فقال : ألم تسمعوا قول الله : « قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ(5) » فدفن كل رجلين في قبر إلا حمزة فإنه دفن وحده .

 وكان أصاب عليا عليه‌ السلام في حرب أحد أربعون جراحة ، فأخذ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌ وآله) الماء على فمه فرشه على الجراحات ، فكأنها لم تكن من وقتها .

وكان أصاب عين قتادة (6) سهم من المشركين فسالت الحدقة ، فأمسكها النبي صلى‌الله‌عليه ‌وآله بيده فعادت كأحسن ما كانت.

ومنها :
أن عليا عليه ‌السلام قال : انقطع سيفي يوم أحد فرجعت إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌ وآله) فقلت : إن المرأ يقاتل بسيفه ، وقد انقطع سيفي ، فنظر إلى جريدة نخل عتيقة يابسة مطروحة فأخذها بيده ، ثم هزها فصارت سيفه ذا الفقار فناولنيه ، فما ضربت به أحدا إلا وقده بنصفين.

ومنها :
 أن جابرا قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه ‌وآله بمكة ورجل من قريش يربي(7) مهرا ، كان إذا لقى محمدا والمهر معه يقول : يامحمد على هذا المهر أقتلك ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقتلك عليه ، قال : بل أقتلك. فوافى أحدا فأخذ النبي (صلى‌الله‌عليه‌ وآله) حربة رجل وخلع سنانه ورمى به فضربها على عنقه ، فقال : النار النار ، وسقط ميتا.

ومنها :
أن رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله انتهى إلى رجل قد فوق سهما ليرمي بعض المشركين فوضع صلى‌الله‌عليه‌ وآله يده فوق السهم وقال :
ارمه(8) ، فرمى ذلك المشرك به فهرب المشرك من السهم ، وجعل يروغ من السهم يمنة ويسرة ، والسهم يتبعه حيثما راغ حتى سقط السهم في رأسه ، فسقط المشرك ميتا. فأنزل الله « فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ »(9).

وكان أبوغرة(10) الشاعر حضر مع قريش يوم بدر [ و ] يحرض قريشا بشعره على القتال ، فأسر في السبعين الذين أسروا ، فلما وقع الفداء على القوم قال أبوغرة(11) : يا أبا القاسم تعلم أني رجل فقير فامنن على بناتي ، فقال : أطلقك(12) بغير فداء ألا تكثر علينا بعدها ، قال : لا والله ، فعاهده على أن لا يعود ، فلما كان حرب أحد دعته قريش إلى الخروج معها ليحرض الناس بشعره على القتال ، فقال إني عاهدت محمدا أن لا أكثر عليه بعد ما من علي ، قالوا : ليس هذا من ذلك ، إن محمدا لا يسلم منا في هذه الدفعة ، فغلبوه على رأيه (13) ، فلم يؤسر يوم أحد من قريش غيره ، فقال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌ وآله) : ألم تعاهدني؟ قال : إنهم (14) غلبوني على رأيي فامنن على بناتي ، قال : « لا ، تمشي بمكة وتحرك كتفيك وتقول : سخرت من محمد مرتين » [ قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌ وآله) ] : « المؤمن لا يلسع من حجر مرتين » ياعلي اضرب عنقه (15).الخرائج والجرائح:ج 1 ص 147.

(2) الانفال 8: 67.
(3) عدد خ ل.
(4) ساروا خ ل.
(5) آل عمران 3: 154.
(6) عم قتادة خ ل. أقول : الصواب ما في المتن وهو قتادة بن النعمان.
(7) كان يربى خ ل. أقول : المهر : ولد الفرس. والرجل هو ابى بن خلف. وقد تقدم خبره.
(8) ارم خ ل.
(9) الانفال 8: 17.
(10 و 11) هكذا في النسخ ، والصحيح : ابوعزة. وقد تقدم.
(12) ان اطلقك خ ل.
(13) فخرج يسير في تهامة ويدعو بنى كنانة ويقول :
(14) انما غلبونى خ ل.
(15) لم نجد الحديث في الخرائج ، وقد ذكرنا سابقا أن الخرائج المطبوع كأنه مختصر من الخرائج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى طينة خبال

  معنى طينة خبال   1 - عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من باهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما حبسه الله عزوجل يوم القيامة في طينة خبال حت...