الأربعاء، 22 أبريل 2015

معجزة الامام علي بن محمد الهادي عليه السلامA

ليس من الارض بقعة إلا وهي قبر أو سيكون قبرا

روي يحيى بن هرثمة ، قال :
دعاني المتوكل قال : اختر ثلاث مائة رجل ممن تريد واخرجوا إلى الكوفة ، فخلفوا أثقالكم فيها ، واخرجوا إلى طريق البادية إلى المدينة ، فأحضروا علي بن محمد بن الرضا إلى عندي مكرما معظما مبجلا.

قال : ففعلت وخرجنا وكان في أصحابي قائد من الشراة (٢) وكان لي كاتب يتشيع وأنا على مذهب الحشوية وكان ذلك الشاري يناظر ذلك الكاتب وكنت أستريح إلى مناظر تهما لقطع الطريق.

(٢) هم الخوارج ، الواحد شار ، سموا بذلك لقولهم شرينا انفسنا في طاعة الله.


فلما صرنا إلى وسط الطريق قال الشاري للكاتب : أليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب أنه ليس من الارض بقعة إلا وهي قبر أو سيكون قبرا؟ فانظر إلى هذه التربة (البرية) أين من يموت فيها حتى يملا ها الله قبورا كما يزعمون؟ قال :

(١) في المصدر « البرية » بدل التربة ، وهو الظاهر.

 فقلت للكاتب : هذا من قولكم؟ قال : نعم : قلت : صدق أين يموت في هذه التربة العظيمة حتى يمتلئ قبورا وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا.

قال : وسرنا حتى دخلنا المدينة ، فقصدت باب أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهم ‌السلام فدخلت عليه فقرأ كتاب المتوكل فقال : انزلوا وليس من جهتي خلاف قال : فلما صرت إليه من الغد وكنا في تموز أشد ما يكون من الحر فاذا بين يديه ،

خياط وهويقطع من ثياب غلاظ خفاتين له (٢) ولغلمانه ، ثم قال للخياط : أجمع عليها جماعة من الخياطين ، واعمد على الفراغ منها يومك هذا وبكربها إلي في هذا الوقت ثم نظر إلي وقال :

 يا يحيى اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم واعمد على الرحيل غدا في هذا الوقت.
(٢) الخفاتين جمع خفتان وهو الدرع من اللبد.

قال : فخرجت من عنده وأنا أتعجب من الخفاتين وأقول في نفسي : نحن في تموز وحر الحجاز وإنما بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيام فما يصنع بهذه الثياب؟ ثم قلت في نفسي : هذارجل لم يسافر ، وهو يقدر أن كل سفر يحتاج فيه إلى مثل هذه الثياب والعجب من الرافضة حيث يقولون بامامة هذا مع فهمه هذا.

فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت ، فاذا الثياب قد احضرت ، فقال لغلمانه : ادخلوا وخذوالنا معكم لبابيد وبرانس ثم قال :
 ارحل يا يحيى فقلت : في نفسي هذا أعجب من الاول أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتى أخذ معه اللبابيد والبرانس؟.


فخرجت وأنا أستصغر فهمه ، فعبرنا حتى إذا وصلنا ذلك الموضع الذي وقعت المناظرة في القبور ارتفعت سحابة واسودت وأرعدت وأبرقت حتى إذا صارت على رؤسنا أرسلت علينا بردا مثل الصخور (١) وقد شد على نفسه وعلى غلمانه الخفاتين ولبسوا اللبابيد

والبرانس ، قال لغلمانه ادفعوا إلى يحيى لبادة وإلى الكاتب برنسا وتجمعنا والبرد يأخذنا حتى قتل من أصحابي ثمانين رجلا وزالت ورجع الحر كما كان
(١) البرد ـ بالتحريك ـ حب الغمام فقد يكون كبيرا مثل الصخور.

فقال لي :
يا يحيى أنزل من بقي من أصحابك ليدفن من قد مات من أصحابك فهكذا يملا الله البرية قبورا قال : فرميت نفسي عن دابتي وعدوت إليه وقبلت ركابه ورجله وقلت : أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وأنكم خلفاء الله في أرضه ، وقد كنت كافرا وإنني الان قد أسلمت على يديك يا مولاي قال يحيى : وتشيعت ولزمت خدمته إلى أن مضى.


 الخرائج والجرائح ج 1 ص 393.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنّ أول وقت الصبح طلوع الفجر الثاني المعترض في الافق دون الفجر الأوّل المستطيل

   أنّ أول وقت الصبح طلوع الفجر الثاني المعترض في الافق دون الفجر الأوّل المستطيل  1 -  عن أبي بصير ليث المرادي قال : سألت أبا عبدالله عل...