استحباب المزاح والضحك ، من غير إكثار ولا فحش
1 - عن الحسن بن الحسين ، قال : حدّثنا الحسين بن زيد ، قال : قلت لجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : جعلت فداك ، هل كانت في النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) مداعبة؟ فقال : « لقد وصفه الله بخلق عظيم في المداعبة ، وأنّ الله تعالى بعث أنبياءه فكانت فيهم كزازة [1] ، وبعث محمداً ( صلّى الله عليه وآله ) بالرأفة والرحمة وكان من رأفته لأُمّته مداعبته لهم ، لكيلا يبلغ بأحد منهم التعظيم حتّى لا ينظر إليه.
ثم قال : حدّثني أبي محمد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي ( عليهم السلام ) ، قال : كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ليسر الرجل من أصحابه إذا رآه مغموماً ، بالمداعبة ».الأربعين لابن زهرة ص 23 ح 39.
[1] جاء في هامش المخطوط : « أي انقباض » منه قدّه.
2 - عن الصادق ( عليه السلام ) ، إنّه قال : « ما من مؤمن إلّا وفيه دعابة ، وكان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، يداعب ولا يقول إلّا حقّاً ». السرائر ص 478 .
3 - عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « أبصر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، امرأة عجوزاً درداء ، فقال : ( صلّى الله عليه وآله ) : أما إنّه لا يدخل [1] الجنّة عجوز درداء ، فبكت ، فقال : ما يبكيك؟ فقالت : يا رسول الله إنّي درداء ، فضحك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، لا تدخلين على حالك هذه ». الجعفريات ص 191. [1] في المصدر : تدخل.
4 ـ قال : ونظر ( صلّى الله عليه وآله ) إلى امرأة رمصاء [1] العينين ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « أما إنّه لا يدخل الجنّة رمصاء العينين ، فبكت وقالت : يا رسول الله ، فإنّي في النار؟ فقال : لا ، ولكن لا تدخلين الجنّة على مثل صورتك هذه ، ثمّ قال ( صلّى الله عليه وآله ) : لا يدخل الجنّة أعور ولا أعمى ». الجعفريات ص 191.
[1] الرمص : وسخ يجتمع في موق العين ، والأنثى : رمصاء ( مجمع البحرين ص 4 ح 172 ).
5 ـ محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب : كان النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، يمزح ولا يقول إلّا حقّاً.
قال أنس : مات نغير لأبي عمير ـ وهو ابن لأُمّ سليم ـ فجعل النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : « يا أبا عمير ، ما فعل النغير [1]؟! ». المناقب لابن شهرآشوب ج 1 ص 147.
[1] النغير : هو تصغير النُّغَر ، وهو طائر يشبه العصفور احمر المنقار ويجمع على : نغران ( النهاية ج 5 ص86 ).
6 - ـ وقال رجل : أحملني يا رسول الله ، فقال : « أنا حاملوك على ولد ناقة » فقال : ما أصنع بولد ناقة؟ قال ( صلّى الله عليه وآله ) : « وهل يلد الإبل إلّا النوق ». واستدبر ( صلّى الله عليه وآله ) رجلاً من ورائه ، وأخذ بعضده ، وقال : « من يشتري هذا العبد؟ » يعني إنّه عبد الله.
7 - ـ وعن زيد بن أسلم : إنّه ( صلّى الله عليه وآله ) قال لامرأة وذكرت زوجها : « أهذا الذي في عينيه بياض؟ » فقالت : لا ما بعينيه بياض ، وحكت لزوجها ، فقال : أما ترين بياض عيني أكثر من سوادها؟.
8 ـ ورأي ( صلّى الله عليه وآله ) جملاً وعليه حنطة فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « تمشي الهريسة ».
9 ـ وقالت عجوز من الأنصار للنبي ( صلّى اله عليه وآله ) : أُدع لي بالجنّة ، فقال : « إنّ الجنّة لا يدخلها العجوز [1] » فبكت المرأة ، فضحك النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، وقال : « أما سمعت قول الله تبارك وتعالى : ( إنا أنشأناهن انشاء فجعلناهن أبكارا ) [2] ».
[1] في المصدر : العجز. [2] الواقعة 56 : 35 ، 36.
10 - ـ وقال ( صلّى الله عليه وآله ) للعجوز الأشجعية : « يا أشجعيّة ، لا تدخل العجوز الجنّة » فرآها بلال باكية ، فوصفها للنبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « الأسود كذلك » فجلسا يبكيان ، فرآهما العباس فذكرهما له فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « والشيخ كذلك » ثمّ دعاهم وطيّب قلوبهم ، وقال : « ينشئهم الله كأحسن ما كانوا » وذكر أنّهم يدخلون الجنّة شبانا [1] منورين ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « إنّ أهل الجنّة جرد مرد مكحلون ». [1] في المصدر : شبابا.
11 ـ وجاء اعرابي فقال : يا رسول الله بلغنا أنّ المسيح ـ يعني الدجال ـ يأتي الناس بالثريد ، وقد هلكوا جميعاً جوعاً ، أفترى بأبي أنت وأمي أن أكفّ من ثريده تعفّفاً وتزهداً! فضحك ( صلّى الله عليه وآله ) ثمّ قال : « بل يغنيك الله بما يغني به المؤمنين ».
12 ـ وقبّل جدّ خالد القسري امرأة ، فشكت إلى النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، فأرسل إليه فاعترف ، وقال : إن [ شئت أن ] [1] تقصّ [2] فلتقصّ [3] ، فتبسم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأصحابه ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « أولا تعود؟ » فقال : لا والله يا رسول الله ، فتجاوز عنه. [1] أثبتناه من المصدر. [2] في المصدر : تقتص. [3] في المصدر : فلتقتص.
13 ـ ورأى ( صلّى الله عليه وآله ) صهيباً يأكل تمراً ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « أتأكل التمر وعينك رمدة؟ » فقال : يا رسول الله ، إنّي أمضغه من هذا الجانب ، وتشتكي عيني من هذا الجانب.
14 ـ ونهى ( صلّى الله عليه وآله ) أبا هريرة عن مزاح العرب ، فسرق نعل النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، ورهن بالتمر ، وجلس بحذائه يأكل ، فقال : « يا أبا هريرة ما تأكل؟ » فقال : نعل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ).
15 ـ وقال سويبط المهاجري لنعيمان البدري [1] : أطعمني ، وكان على الزاد في سفر ، فقال حتّى تجيء الأصحاب ، فمروا بقوم فقال سويبط : تشترون [2] عبداً لي؟ قالوا : نعم ، قال : إنّه عبد له كلام ، وهو قائل لكم إنّي حرّ ، فإن سمعتم مقاله تفسدوا عليَّ عبدي ، فاشتروه بعشرة قلائص [3] ، ثمّ جاؤوا فوضعوا في عنقه حبلاً ، فقال نعيمان : هذا يستهزئ بكم وإنّي حرّ ، فقالوا : قد عرفنا خبرك ، وانطلقوا به حتّى أدركهم القوم وخلّصوه ، فضحك النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) من ذلك حينا. [1] جاء في هامش الطبعة الحجرية ما نصه : « ونعيمان هذا هو الذي دلّ مخرمة بن نوفل الأعمى حتّى بال في المسجد ، ثمّ دله على عثمان فضربه ، وكان مَزاحاً » ( منه قدّه ).
[2] في المصدر زيادة : منّي.
[3] القلوص : الناقة الشابة ، والجمع : قلائص ( مجمع البحرين ج 4 ص 181 ).
16 ـ ورأي نعيمان مع أعرابي عكّة عسل ، فاشتراها منه وجاء بهاإلى بيت عائشة في يومها فقال : خذوها فتوهم النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) [1] إنّه أهداها له ، ومرّ نعيمان ، والأعرابي على الباب ، فلمّا طال قعوده قال : يا هؤلاء ردّوها عليَّ إن لم تحضروا قيمتها ، فعلم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) القصة ، فوزن له الثمن ، وقال لنعيمان : « ما حملك على ما فعلت؟ » فقال : رأيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يحب العسل ، ورأيت الأعرابي معه عكّة فضحك النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، ولم يظهر له نكراً.
[1] استظهر المصنّف ( قدّه ) : « فتوهّمت عائشة »5 - 6 -7 -8 - 9 -10 -11 -12 13 -14 -15 - 16 - مستدرك الوسائل : ج 8 ص 409 - 413 .
17 ـ الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق : عن ابن عباس : أنّ رجلاً سأله : أكان النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) يمزح؟ فقال : كان النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) يمزح.مكارم الأخلاق ص 21.
18 ـ القطب الراوندي في قصص الأنبياء : عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « كان عيسى ( عليه السلام ) يبكي ويضحك ، وكان يحيى ( عليه السلام ) يبكي ولا يضحك ، وكان الذي يفعل عيسى ( عليه السلام ) أفضل ». قصص الأنبياء ص 282.
19 ـ مجموعة الشهيد : نقلاً من كتاب معاذ بن ثابت أبي الحسن الجوهري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : « إياكم وكثرة المزاح ، فإنّه يذهب بالبهاء عن الوجوه ، ويذهب بالمروّة ». مجموعة الشهيد :
20 ـ عوالي اللآلي : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « ما أنا من الدّد [1] ولا الدّد منّي » ومع ذلك كان يمزح ولا يقول إلّا حقّاً ، فلا يكون ذلك المزاح من الدّد ، لأنّ الحقّ ليس من الدّد.عوالي اللآلي ج 1 ص 69 ح 124.
[1] جاء في هامش المخطوط ما نصّه : « الدّد : هو المزاح بالباطل » ( منه قدّه ).