الثلاثاء، 16 يوليو 2024

دعبل الخزاعي يرثي الإمام الحسين صلوات الله عليه

ثواب مَن قال في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبْكى

1 - وروي عن أبي عبدالله عليه ‌السلام أنه قال : لكل شيء ثواب إلا الدمعة فينا. وسائل الشيعة : ج 14 ص 597.

2 - رَأَيْت فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَات الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُ قَالَ حَكَى دِعْبِلٌ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَيَّامِ فَرَأَيْتُه جَالِسًا جِلْسَة الْحَزِين الْكَئِيب وَأَصْحَابِهِ مِنْ حَوْلَهُ فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا قَالَ لِي مَرْحَبًا بِك يَا دِعْبِلٌ مَرْحَبًا بناصرنا بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ ثُمَّ إنَّهُ وَسَّعَ لِي فِي مَجْلِسِهِ وَأَجْلَسَنِي إلَى جَانِبِهِ ثُمَّ قَالَ لِي يَا دِعْبِلٌ أُحِبُّ أَنْ تنشدني شِعْرًا فَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامِ أَيَّامُ حُزْن كَانَتْ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَأَيَّام سُرُور كَانَتْ عَلَى أَعْدَائِنَا خُصُوصًا بَنِي أُمَيَّةَ يَا دِعْبِلٌ مَنْ بَكَى وَأَبْكَى عَلَى مصابنا وَلَوْ وَاحِدًا كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ يَا دِعْبِلٌ مِن ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ عَلَى مصابنا وَبَكَى لِمَا أَصَابَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَنَا فِي زمرتنا يَا دِعْبِلٌ مَنْ بَكَى عَلَى مُصَابِ جَدِّي الْحُسَيْن غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ أَلْبَتَّة .

ثُمَّ إنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَهَض وَضَرَب سِتْرًا بَيْنَنَا وَبَيْنَ حُرْمَةِ وَأَجْلَس أَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ ليبكوا عَلَى مُصَابِ جَدِّهِم الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ لِي يَا دِعْبِلٌ إرْث الْحُسَيْن فَأَنْت نَاصِرُنَا ومادحنا مَا دُمْت حَيًّا فَلَا تُقْصَرُ عَنْ نَصَرْنَا مَا اسْتَطَعْت قَالَ دِعْبِلٌ فَاسْتَعْبَرْت وَسَأَلْت عَبْرَتِي وَأَنْشَأَت أَقُول :

أَفَاطِمُ لَوْ خَلَتْ الْحُسَيْن مجدلا

وَقَدْ مَاتَ عَطْشَانًا بِشَطّ فَرَأَت

إذَا للطمت الْخَدّ فاطم عِنْدَه

وَأُجْرِيَت دَمْعُ الْعَيْنِ فِي الوَجَنَات

أَفَاطِم قَوْمِي يَا ابْنَةَ الْخَيْر واندبي

نُجُوم سَمَاوَات بِأَرْضٍ فَلَاةٍ

قُبُور بكوفان وَأُخْرَى بِطِيبَة

وَأُخْرَى بِفَخ نَالَهَا صَلَوَاتِي

قُبُور بِبَطْن النَّهْرِ مِنْ جُنُبٍ كربلا

معرسهم فِيهَا بِشَطّ فَرَأَت

تَوَافَوْا [ توفوا ] عِطَاشًا بالعراء فليتني

تُوُفِّيَت فِيهِم قَبْل حِين وَفَاتِي

إلَى اللَّهِ أَشْكُو لَوْعَة عِنْدَ ذِكْرِهِمْ [1] [1]اللوعة : حَرْقِه الْحُزْن وَالْهَوَى وَالْوَجْد .

سقتني بِكَأْس الثّكْل والفضعات [الفظعات]

إذَا فَخَرُوا يَوْمًا أَتَوْا بِمُحَمَّد

وَجِبْرِيل وَالْقُرْآن والسورات

وَعَدُوا عَلِيًّا ذَا الْمَنَاقِب وَالْعُلَا

وَفَاطِمَة الزَّهْرَاء خَيْرٌ بَنَات

وَحَمْزَة وَالْعَبَّاس ذَا الدِّينِ وَالتُّقَى

وجعفرها الطَّيَّار فِي الحجبات

أُولَئِك مشئومون هِنْدًا وحربها

سُمِّيَّة مِن نَوْكَى وَمَن قَذِرَات

هُم مَنَعُوا الْآبَاءِ مَنْ أَخَذَ حَقِّهِم

وَهُم تَرَكُوا الْأَبْنَاء رَهَن شَتَاتٌ

سأبكيهم مَا حَجَّ لِلَّه رَاكِبٌ

وَمَا نَاح قَمَرِيٌّ عَلَى الشجرات

فَيَا عَيْن بكيهم وُجُودِيٌّ بِعَبْرَة

فَقَدْ آنَ للتسكاب والهملات

بَنَات زِيَادٍ فِي الْقُصُور مَصُونَة

وَآل رَسُولُ اللَّهِ منهتكات

وَآل زِيَادٍ فِي الْحُصُونِ مَنِيعَةٌ

وَآل رَسُولُ اللَّهِ فِي الْفَلَوَاتِ

دِيَار رَسُولُ اللَّهِ أَصْبَحْن بلقعا

وَآل زِيَاد تَسْكُن الْحُجُرَات

وَآل رَسُولُ اللَّهِ نَحُف جسومهم

وَآل زِيَاد غِلَظ القصرات [1] [1]جمع قصرة : أصل العنق إذا غلظت.

وَآل رَسُولُ اللَّهِ تَدْمَى نُحُورِهِم

وَآل زِيَاد رَبِّه الحجلات

وَآل رَسُولُ اللَّهِ تُسْبَى حَرِيمَهُم

وَآل زِيَاد آمَنُوا السربات

إذَا وتروا مَدُّوا إلَى واتريهم

أَكْفَأ مِنْ الْأَوْتَارِ منقبضات

سأبكيهم مَا ذَرَّ فِي الْأَرْضِ شَارِق

وَنَادَى مُنَادِي الْخَيْر لِلصَّلَوَات

وَمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَحَان غُرُوبِهَا

وَبِاللَّيْل أَبْكِيهِم والغدوات .

بحار الأنوار : 45 / 257 ـ الحديث (15).

زيارة الموقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التقوى وأثرها في تحقيق السعادة والاستقلالية

وجوب تقوى الله  1 ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن ع...