الأحد، 24 مارس 2024

مواعظ الامام الحسن بن علي عليهما السلام

  مَوَاعِظ الْإِمَامِ الْحَسَنِ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ 

 عَنِ الْحَسَنِ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌ السَّلَامُ قَالَ : لَا أَدَبَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ ، وَلَا مُرُوه لِمَنْ لَا هَمُّه لَه ، وَلاَ حَيَاءَ لِمَنْ لَا دَيْنَ لَهُ ، وَرَأْس الْعَقْل مُعَاشَرَةِ النَّاسِ بِالْجَمِيل ، وبالعقل تُدْرَك الدَّارَان جَمِيعًا ، وَمَنْ حَرَّمَ مِنْ الْعَقْلِ حَرَّمَهُمَا جَمِيعًا . 

 وَقَال عليه‌ السَّلَام : عَلَّمَ النَّاسَ عِلْمَك وَتَعَلَّمْ عِلْمَ غَيْرِك فَتَكُونُ قَدْ أَتْقَنْت عِلْمُك وَعَلِمْت مَالَم تَعْلَم . 

 وَسُئِل عليه‌ السَّلَامُ عَنْ الصَّمْتِ فَقَال : هُوَ سِتْرٌ الْعَمَى ، وَزَيْنٌ الْعَرْض ، وَفَاعِلُه فِي رَاحَةٍ وَجَلِيسُه آمَن . 

 وَقَال عليه‌ السَّلَام : هَلَاك النَّاسُ فِي ثَلَاثٍ : الْكِبْر وَالْحِرْص وَالْحَسَد ، فَالْكِبَر هَلَاك الدِّينِ وَبِهِ لَعَن إبْلِيس ، وَالْحِرْص عَدُوّ النَّفْس وَبِه أَخْرَجَ آدَمَ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَالْحَسَد رَائِد السُّوء وَمِنْه قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ . 

 وَقَال عليه‌ السَّلَام : لَا تَأْتِ رَجُلًا إلَّا أَنْ تَرْجُو نَوَالُه وَتَخَاف يَدِه ، أَوْ يَسْتَفِيدُ مِنْ عِلْمِهِ ، أَو تَرْجُو بَرَكَة دُعَائِه ، أَوْ تَصِلْ رَحِمًا بَيْنَك وَبَيْنَهُ .

 وَقَال عليه‌ السَّلَام : دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌ السَّلَامِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ لِمَا ضَرَبَهُ ابْنِ مُلْجِمٍ فَجَزِعَت لِذَلِكَ فَقَالَ لِي : أتجزع فَقُلْت : وَكَيْفَ لَا أَجْزَع وَأَنَا أَرَاك عَلَى حَالِكِ هَذِهِ فَقَالَ عليه‌ السَّلَام : أَلَا أُعَلِّمُكَ خِصَالًا أَرْبَعٍ إنْ أَنْتَ حَفِظْتُهُنّ نِلْت بِهِنّ النَّجَاة وَإِنْ أَنْتَ ضيعتهن فَاتَك الدَّارَان ، يَا بُنَيَّ لَا غِنَى أَكْبَرُ مِنْ الْعَقْلِ ، وَلَا فَقْر مِثْل الْجَهْل ، وَلَا وَحْشَةٌ أَشَدُّ مِنْ الْعُجْبِ ، وَلَا عَيْش أَلَذُّ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ .

 وَقَال عليه‌ السَّلَام : مَا رَأَيْت ظَالِمًا أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ مِنْ حَاسِدٍ .

 وَقَال عليه‌ السَّلَام : اجْعَلْ مَا طَلَبْت مِنْ الدُّنْيَا فَلَن تَظْفَر بِهِ بِمَنْزِلَةِ مَا لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِك ، وَاعْلَمْ أَنَّ مُرُوه الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا أَكْثَرَ مِنْ مُرُوه الْإِعْطَاء ، وَتَمَام الصَّنِيعَة خَيْرٌ مِنْ ابْتِدَائِهَا . كَشْف الْغُمَّة ج 2 ص 196 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب زيارة أبي جعفر الثاني محمد الجواد والدعاء عنده

 استحباب زيارة أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) والدعاء عنده ، واستحباب اختيار زيارة الكاظم والجواد ( عليهما السلام ) معا على زيارة الح...