الثلاثاء، 14 يناير 2025

تواضع علي بن ابي طالب صلوات الله عليه

 ( تواضعه صلوات الله عليه ) 

1 - عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام على أصحابه وهو راكب ، فمشوا خلفه فالتفت إليهم فقال : لكم حاجة؟ فقالوا : لا يا أمير المؤمنين ، ولكنا نحب أن نمشي معك ، فقال لهم : انصرفوا فإن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي ،
 قال : وركب مرة اخرى فمشوا خلفه ، فقال : انصرفوا فإن خفق النعال خلف أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النوكى [1]. المحاسن
[1]لم نجده في المصدر المطبوع. والنوكى جمع الانواك : الاحمق.

2 -  بالاسناد إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام ) أنه قال : أعرف الناس بحقوق إخوانه وأشدهم قضاء لها أعظمهم عندالله شأنا ، ومن تواضع في الدنيا لاخوانه فهو عند الله من الصديقين ومن شيعة علي بن أبي طالب  عليه السلام حقا ، ولقد ورد على  أمير المؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان أب وابن ، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه ، وجلس بين أيديهما ، ثم أمر بطعام فأحضر ، فأكلا منه ، ثم جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل ليلبس [1]. وجاء ليصب على يد الرجل [2] فوثب أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ الابريق ليصب على يد الرجل ، فتمرغ الرجل في التراب وقال : يا أمير المؤمنين الله يراني وأنت تصب على يدي؟! قال : اقعد واغسل [3] فإن الله عزوجل يراك ، وأخوك الذي لا يتميز منك ولا ينفصل عنك [4] يخدمك ، يريد بذلك في خدمته في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا ، وعلى حسب ذلك في مماليكه فيها ، فقعد الرجل فقال له علي عليه السلام : أقسمت [5] بعظيم حقي الذي عرفته ونحلته وتواضعك لله حتى جازاك عنه بأن تدنيني لما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئنا كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا ففعل الرجل ذلك ، فلما فرغ ناول الابريق محمد بن الحنفية وقال : يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصبيت على يده ، ولكن الله عزوجل يأبى أن يسوي. بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان لكن قد صب الاب على الاب فليصب الابن على الابن فصب محمد بن الحنفية على الابن ، ثم قال الحسن بن علي العسكري عليه السلام : فمن اتبع عليا على ذلك فهو الشيعي حقا . الاحتجاج : 256 و 257.

[1]في المصدر : ليبس. [2]في المصدر : على يد الرجل ماء. [3]في المصدر : اقعد واغسل يدك. [4]في المصدر : ولا يتفضل عنك. [5]في المصدر : أقسمت عليك. 

3 ـ  الباقر عليه السلام  في خبر أنه رجع علي عليه السلام  إلى داره في وقت القيظ فإذا امرأة قائمة تقول : إن زوجي ظلمني وأخافني وتعدى علي وحلف ليضربني فقال : يا أمة الله اصبري حتى يبرد النهار ثم أذهب معك إن شاء الله ، فقالت : يشتد غضبه وحرده علي ، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول : لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع ، أين منزلك؟ فمضى إلى بابه فوقف فقال :
 السلام عليكم ، فخرج شاب ، فقال علي عليه السلام  : يا عبدالله اتق الله فإنك قد أخفتها وأخرجتها ، فقال الفتى : وما أنت وذاك؟ والله لاحرقنها لكلامك ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام  : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف؟ قال : فأقبل الناس من الطرق ويقولون : سلام عليكم يا أمير المؤمنين ، فسقط الرجل في يديه فقال : يا أمير المؤمنين أقلني [ في ] عثرتي ، فوالله لاكونن لها أرضا تطأني ، فأغمد علي سيفه فقال : يا أمة الله ادخلي منزلك ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه.

 وروى الفنجكردي في سلوة الشيعة له :
 ودع التجبر والتكبر يا أخي       إن التكبر للعبيد وبيل 
 واجعل فؤادك للتواضع منزلا    إن التواضع بالشريف جميل .مناقب آل أبي طالب 1 : 311.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جواز القراءة سرّاً وجهراً ، واختيار السر

  جواز القراءة سرّاً وجهراً ، واختيار السر 1 -  عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  ) يجهر ...