السبت، 29 يوليو 2023

غاية القساوة بعد شهادة الإمام‌ الحسين عليه السّلام

  غاية القساوة بعد شهادة الإمام‌ الحسين عليه السّلام

سَلبُ الإِمامِ عليه السّلام !

1-تاريخ الطبري عن أبي مخنف
عن جعفر بن محمّد بن عليّ [الصّادق‌] عليه السلام : سُلِبَ الحُسَينُ عليه السلام ما كانَ عَلَيهِ ، فَأَخَذَ سَراويلَهُ بَحرُ بنُ كَعبٍ ، وأخَذَ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ قَطيفَتَهُ‌[1] - وكانَت مِن خَزٍّ، وكانَ يُسَمّى‌ بَعدُ قَيسَ قَطيفَةٍ - وأخَذَ نَعلَيهِ رَجُلٌ مِن بَني أودٍ ، يُقالُ لَهُ : الأَسوَدُ، وأخَذَ سَيفَهُ رَجُلٌ مِن بَني نَهشَلِ بنِ دارِمٍ ، فَوَقَعَ بَعدَ ذلِكَ إلى‌ أهلِ حَبيبِ بنِ بُدَيلٍ . تاريخ الطبري : ج 5 ص 453.
[1] القَطِيفَةُ : كساء له خَمْل (النهاية : ج 4 ص 84 «قطف») .

2- تاريخ الطبري عن حُميد بن مسلم :
 إنَّ رَجُلاً مِن كِندَةَ ، يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ النُّسَيرِ مِن بَني بَدّاءَ أتاهُ ، فَضَرَبَهُ عَلى‌ رَأسِهِ بِالسَّيفِ ، وعَلَيهِ بُرنُسٌ لَهُ ، فَقَطَعَ البُرنُسَ‌[1] وأصابَ السَّيفُ رَأسَهُ ، فَأَدمى‌ رَأسَهُ ، فَامتَلَأَ البُرنُسُ دَماً . فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا أكَلتَ بِها ولا شَرِبتَ ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ ! قالَ : فَأَلقى‌ ذلِكَ البُرنُسَ ، ثُمَّ دَعا بِقَلَنسُوَةٍ[2] ، فَلَبِسَها وَاعتَمَّ وقَد أعيا وبَلَّدَ[3] ، وجاءَ الكِندِيُّ حَتّى‌ أخَذَ البُرنُسَ - وكانَ مِن خَزٍّ - فَلَمّا قَدِمَ بِهِ بَعدَ ذلِكَ عَلَى امرَأَتِهِ اُمِّ عَبدِ اللَّهِ ابنَةِ الحُرِّ ، اُختِ حُسَينِ بنِ الحُرِّ البَدِّيِّ ، أقبَلَ يَغسِلُ البُرنُسَ مِنَ الدَّمِ . فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسَلَبَ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تُدخِلُ بَيتي ؟ ! أخرِجهُ عَنّي . فَذَكَرَ أصحابُهُ أنَّهُ لَم يَزَل فَقيراً بِشَرٍّ حَتّى‌ ماتَ .  تاريخ الطبري : ج 5 ص 448.

[1] البُرنُس : كلّ ثوب رأسه منه ملتزق به (النهاية : ج 1 ص 122 «برنس») .
[2] القَلَنْسُوَة : من ملابس الرؤوس معروف (لسان العرب : ج 6 ص 181 «قلس») .
[3] بَلَّدَ الرجل : إذا لم يتّجه لشي‌ء ، وبَلَّدَ : إذا نكّس في العمل وضعف حتّى في الجري (لسان العرب : ج 3 ص 96 «بلد») .

3-الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) 
لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام انتُهِبَ ثَقَلُهُ ، فَأَخَذَ سَيفَهُ القَلانِسُ النَهشَلِيُّ ، وأخَذَ سَيفاً آخَرَ جُمَيعُ بنُ الخلقِ الأَودِيُّ ، وأخَذَ سَراويلَهُ بَحرُ - المَلعونُ - ابنُ كَعبٍ التَّميمِيُّ ، فَتَرَكَهُ مُجَرَّداً ، وأخَذَ قَطيفَتَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ الكِندِيُّ ، فَكانَ يُقالُ لَهُ : قَيسُ قَطيفَةٍ ، وأخَذَ نَعلَيهِ الأَسوَدُ بنُ خالِدٍ الأَودِيُّ ، وأخَذَ عِمامَتَهُ جابِرُ بنُ يَزيدَ ، وأخَذَ بُرنُسَهُ - وكانَ مِن خَزٍّ - مالِكُ بنُ بَشيرٍ الكِندِيُّ .
الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج 1 ص 479 .

4-الإرشاد :
 ثُمَّ أقبَلوا عَلى‌ سَلبِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَ قَميصَهُ إسحاقُ بنُ حَيوَةَ الحَضرَمِيُّ ، وأخَذَ سَراويلَهُ أبجَرُ بنُ كَعبٍ ، وأخَذَ عِمامَتَهُ أخنَسُ بنُ مَرثَدٍ ، وأخَذَ سَيفَهُ رَجُلٌ مِن بَني دارِمٍ ، وَانتَهَبوا رَحلَهُ وإبِلَهُ وأثقالَهُ ، وسَلَبوا نِساءَهُ . الإرشاد : ج 2 ص 112.

5- مثير الأحزان : 
 لَمّا قُتِلَ [الحُسَينُ عليه السلام‌] مالَ النّاسُ إلى‌ سَلَبِهِ يَنهَبونَهُ ، فَأَخَذَ قَطيفَتَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ ، فَسُمِّيَ قَيسَ القَطيفَةِ ، وأخَذَ عِمامَتَهُ جابِرُ بنُ يَزيدَ ، وقيلَ : أخنَسُ بنُ مَرثَدِ بنِ عَلقَمَةَ الحَضرَمِيُّ ، فَاعتَمَّ بِها ، فَصارَ مَعتوهاً ، وأخَذَ بُرنُسَهُ مالِكُ بنُ بَشيرٍ الكِندِيُّ ، وكانَ مِن خَزٍّ ، وأتَى امرَأَتَهُ ، فَقالَت لَهُ : أسَلَبُ الحُسَينِ عليه السلام يُدخَلُ بَيتي ؟ ! وَاختَصَما . قيلَ : لَم يَزَل فَقيراً حَتّى‌ هَلَكَ . وأخَذَ قَميصَهُ إسحاقُ بنُ حُوَيَّةَ ، فَصارَ أبرَصَ . ورُوِيَ أنَّهُ وُجِدَ فِي القَميصِ مِئَةٌ وبِضعَ عَشَرَ ما بَينَ رَميَةٍ وطَعنَةٍ وضَربَةٍ .

 قالَ الصّادِقُ عليه السلام : وُجِدَ بِهِ ثَلاثٌ وثَلاثونَ طَعنَةً[1] وأربَعُ وثَلاثونَ ضَربَةً . وأخَذَ دِرعَهُ البَتراءَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، وأخَذَ خاتَمَهُ بَجدَلُ بنُ سُلَيمٍ الكَلبِيُّ ، وقَطَعَ إصبَعَهُ ، وأخَذَ سَيفَهُ القُلافِسُ النَّهشَلِيُّ ، وقيلَ : جُمَيعُ بنُ الحلقِ الأَودِيُّ .
مثير الأحزان : ص 76.
[1] هذه الكلمة سقطت من المصدر ، وأثبتناها من شرح الأخبار .

6- الملهوف :
 ثُمَّ أقبَلوا عَلى‌ سَلَبِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَ قَميصَهُ إسحاقُ بنُ حوبةَ[1] الحَضرَمِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ ، فَلَبِسَهُ ، فَصارَ أبرَصَ ، وَامتَعَطَ شَعرُهُ ... وأخَذَ سَراويلَهُ بَحرُ بنُ كَعبٍ التَّيمِيُ‌[2] لَعَنَهُ اللَّهُ ، ورُوِيَ أنَّهُ صارَ زَمِناً[3] مُقعَداً مِن رِجلَيهِ . وأخَذَ عِمامَتَهُ أخنَسُ بنُ مَرثَدِ بنِ عَلقَمَةَ الحَضرَمِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ ، وقيلَ : جابِرُ بنُ يَزيدَ الأَودِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ ، فَاعتَمَّ بِها ، فَصارَ مَعتوهاً ، وأخَذَ نَعلَيهِ الأَسوَدُ بنُ خالِدٍ . وأخَذَ خاتَمَهُ بَجدَلُ بنُ سُلَيمٍ الكَلبِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ ، فَقَطَعَ إصبَعَهُ عليه السلام مَعَ الخاتَمِ ، وهذا أخَذَهُ المُختارُ ، فَقَطَعَ يَدَيهِ ورِجلَيهِ ، وتَرَكَهُ يَتَشَحَّطُ[4] في دَمِهِ حَتّى‌ هَلَكَ . وأخَذَ قَطيفَةً لَهُ عليه السلام - كانَت مِن خَزٍّ - قَيسُ بنُ الأَشعَثِ لَعَنَهُ اللَّهُ . وأخَذَ دِرعَهُ البَتراءَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ ، فَلَمّا قُتِلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، وَهَبَهَا المُختارُ لِأَبي عَمرَةَ قاتِلِهِ . وأخَذَ سَيفَهُ جُمَيعُ بنُ الخلقِ الأَودِيُ‌[5] ، وقيلَ : رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ ، يُقالُ لَهُ : الأَسوَدُ بنُ حَنظَلَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ . وفي رِوايَةِ ابنِ سَعدٍ : أنَّهُ أخَذَ سَيفَهُ الفلافِسُ‌[6] النَّهشَلِيُّ ، وزادَ مُحَمَّدُ بنُ زَكَرِيّا : أنَّهُ وَقَعَ بَعدَ 
ذلِكَ إلى‌ بِنتِ حَبيبِ بنِ بُدَيلٍ ، وهذَا السَّيفُ المَنهوبُ لَيسَ بِذِي الفَقارِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ كانَ مَذخوراً ومَصوناً مَعَ أمثالِهِ مِن ذَخائِرِ النُّبُوَّةِ وَالإِمامَةِ ، وقَد نَقَلَ الرُّواةُ تَصديقَ ما قُلناهُ وصورَةَ ما حَكَيناهُ . الملهوف : ص 177 .

[1] في بحار الأنوار : «حويّة» بدل «حوبة» .
[2] في بحار الأنوار : «أبجر بن كعب التميمي» .
[3] الزمانة : العاهة . يقال : زَمِن الشخص زَمَناً وزَمانةً : أي مرض مرضاً يدوم زماناً طويلاً (مجمع البحرين : ج 2 ص 782 «زمن») .
[4] يتشحّط في دمه : أي يتخبّط فيه ويضطرب ويتمرّغ (لسان العرب : ج 7 ص 328 «شحط») .
[5] في بحار الأنوار : «الأزدي» بدل «الأودي» .
[6] في بحار الأنوار : «القلافس» بدل «الفلافس» .

7- مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : 
ثُمَّ تَقَدَّمَ الأَسوَدُ بنُ حَنظَلَةَ ، فَأَخَذَ سَيفَهُ ، وأخَذَ جَعوَنَةُ الحَضرَمِيُّ قَميصَهُ ، فَلَبِسَهُ فَصارَ أبرَصَ ، وسَقَطَ شَعرُهُ ... وأخَذَ سَراويلَهُ بَحيرُ بنُ عَمرٍو الجَرمِيُّ ، فَصارَ زَمِناً مُقعَداً مِن رِجلَيهِ ، وأخَذَ عِمامَتَهُ جابِرُ بنُ يَزيدَ الأَزدِيُّ ، فَاعتَمَّ بِها ، فَصارَ مَجذوماً ، وأخَذَ مالِكُ بنُ نَسرٍ الكِندِيُّ دِرعَهُ ، فَصار مَعتوهاً ... وأخَذَ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ قَطيفَةً لِلحُسَينِ عليه السلام كانَ يَجلِسُ عَلَيها ، فَسُمِّيَ لِذلِكَ قَيسَ قَطيفَةٍ ، وأخَذَ نَعلَيهِ رَجُلٌ مِنَ الأَزدِ ، يُقالُ لَهُ : الأَسوَدُ ... . وقالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عَمّارٍ : رَأَيتُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام سَراويلَ تَلمَعُ ساعَةَ قُتِلَ ، فَجاءَ أبجَرُ بنُ كَعبٍ ، فَسَلَبَهُ وتَرَكَهُ مُجَرَّداً ، وذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ : أنَّ يَدَي أبجَرَ بنِ كَعبٍ كانَتا يَنضَحانِ الدَّمَ فِي الشِّتاءِ ، ويَيبَسانِ فِي الصَّيفِ كَأَنَّهُما عودٌ .مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج 2 ص 37 و38.

8- المناقب لابن شهرآشوب : 
سُلِبَ الحُسَينُ عليه السلام ما كانَ عَلَيهِ ، فَأَخَذَ عِمامَتَهُ جابِرُ بنُ يَزيدَ الأَزدِيُّ ، وقَميصَهُ إسحاقُ بنُ حُوَيٍّ ، وثَوبَهُ جَعوَنَةُ بنُ حَوِيَّةَ الحَضرَمِيُّ ، وقَطيفَتَهُ مِن خَزٍّ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ الكِندِيُّ ، وسَراويلَهُ بَحيرُ بنُ عُمَيرٍ الجَرمِيُّ ، ويُقالُ : أخَذَ سَراويلَهُ أبحَرُ بنُ كَعبٍ التَّميمِيُّ ، وَالقَوسَ وَالحُلَلَ الرُّحَيلُ بنُ خَيثَمَةَ الجُعفِيُّ ، وهانِئُ بنُ شَبيبٍ الحَضرَمِيُّ ، وجَريرُ بنُ مَسعودٍ الحَضرَمِيُّ ، ونَعلَيهِ الأَسوَدُ الأَوسِيُّ ، وسَيفَهُ رَجُلٌ مِن بَني نَهشَلٍ مِن بَني دارِمٍ ، ويُقالُ : الأَسوَدُ بنُ حَنظَلَةَ ، فَأَحرَقَهُمُ المُختارُ بِالنّارِ .
المناقب لابن شهرآشوب : ج 4 ص 111 .

9-المنتظم :
 اِنتَهَبوا سَلَبَهُ [أي سَلَبَ الحُسَينِ عليه السلام‌] ، فَأَخَذَ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ عِمامَتَهُ ، وأخَذَ آخَرُ سَيفَهُ ، وأخَذَ آخَرُ نَعلَيهِ ، وآخَرُ سَراويلَهُ ، ثُمَّ انتَهَبوا مالَهُ . فَقالَ عُمَرُ[1] بنُ سَعدٍ : مَن أخَذَ شَيئاً فَليَرُدَّهُ ، فَما مِنهُم مَن رَدَّ شَيئاً .المنتظم : ج 5 ص 341 .
[1] في المصدر : «عمرو» بدل «عمر» ، وهو تصحيف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به

   وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به    1 -  عن صفوان بن مهران قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما المؤمن الذي إذا غضب ل...