الجمعة، 21 يوليو 2023

زيارة الحسين (ع) قبر جدّه رسول الله (ص ) ووداعه

 رُؤيَا النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ عِندَ وَداعِ قَبرِهِ

1 - الأمالي للصدوق :
عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه [زين العابدين ]عليهم السلام : لَمّا أقبَلَ اللَّيلُ راحَ [الحُسَينُ عليه السلام ]إلى‌ مَسجِدِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله لِيُودِّعَ القَبرَ ، فَلَمّا وَصَلَ إلَى القَبرِ سَطَعَ لَهُ نورٌ مِنَ القَبرِ ، فَعادَ إلى‌ مَوضِعِهِ . فَلَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الثّانِيَةُ راحَ لِيُوَدِّعَ القَبرَ ، فَقامَ يُصَلّي فَأَطالَ ، فَنَعَسَ وهُوَ ساجِدٌ ، فَجاءَهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله وهُوَ في مَنامِهِ ، فَأَخَذَ الحُسَينَ عليه السلام وضَمَّهُ إلى‌ صَدرِهِ ، وجَعَلَ يُقَبِّلُ بَينَ عَينَيهِ ، ويَقولُ : بِأَبي أنتَ ، كَأَنّي أراكَ مُرَمَّلاً[1] بِدَمِكَ بَينَ عِصابَةٍ مِن هذِهِ الاُمَّةِ ، يَرجونَ شَفاعَتي ، ما لَهُم عِندَ اللَّهِ مِن خَلاقٍ‌[2] . يا بُنَيَّ ، إنَّكَ قادِمٌ عَلى‌ أبيكَ واُمِّكَ وأخيكَ ، وهُم مُشتاقونَ إِلَيكَ ، وإنَّ لَكَ فِي الجَنَّةِ دَرَجاتٍ لا تَنالُها إلّا بِالشَّهادَةِ . فَانتَبَهَ الحُسَينُ عليه السلام مِن نَومِهِ باكِياً ، فَأَتى‌ أهلَ بَيتِهِ فَأَخبَرَهُم بِالرُّؤيا ووَدَّعَهُم . الأمالي للصدوق : ص 216 ح 239 .
[1] رَمَلَ الثوبَ : لطخه بالدم (القاموس المحيط : ج 3 ص 386 «رمل») .
[2] الخَلاق - بالفتح - : الحظّ والنصيب (النهاية : ج 2 ص 70 «خلق») .

2 - المناقب لابن شهر آشوب :
كانَ الحُسَينُ عليه السلام يُصَلّي يَوماً إذ وَسِنَ‌[1] ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِهِ يُخبِرُهُ بِما يَجري عَلَيهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا فَخُذني إلَيكَ ، فَيَقولُ : لا بُدَّ مِنَ الرُّجوعِ حَتّى‌ تَذوقَ الشَّهادَةَ .المناقب لابن شهرآشوب : ج 4 ص 88 .
[1] الوَسَنُ : أوَّلُ النوم (النهاية : ج 5 ص 186 «وسن») .

قَالَ الرَّاوِي : فَجَعَل الْحُسَيْن عليه ‌السلام يَبْكِي ، وَيَقُول : يَا جَدَاه لَا حَاجَةَ لِي بِالرُّجُوعِ إلَى الدُّنْيَا ، خُذْنِي إلَيْك وَأَدْخِلْنِي مَعَك فِي قَبْرَك :
ضِمْنِيٌّ عِنْدَكَ يَا جَدَاه فِي هَذَا الضَّرِيح

عَلِيٌّ يَا جَدٍّ مِنْ بَلْوَى زَمَانِي أَسْتَرِيح

ضَاق بِي يَا جَدٍّ مِنْ فَرَّطَ الْأَسَى كُلّ فَسِيح

فَعَسَى طَوْد الْأَسَى يندك بَيْن الدكتين

جدُ صَفْو الْعَيْش مِنْ بَعْدِك بالأكدار شِيب

وأشاب الْهَمّ رَأْسِي قَبْل أَبَان الْمَشِيب

فَعَلَى مَنْ دَاخِلِ الْقَبْرِ بُكَاء ونحيب

وَنِدَاء بافتجاع يَا حَبِيبِي يَا حُسَيْن

أَنْتَ يَا رَيْحَانَة الْقَلْب حَقِيقٌ بالبلا

إنَّمَا الدُّنْيَا أُعِدَّت لبلاء النبلا

لَكِن الْمَاضِي قَلِيلٌ بِاَلَّذِي قَدْ أَقْبَلَا

فَاتَّخَذ دِرْعَيْنِ مِنْ حَزَمَ وَعَزَم سابغين

ستذوق الْمَوْت ظلماً ظامِئا فِي كَرْبَلاء

وستبقى فِي ثراها ثاوياً مُنْجَدِلًا

وَكَان بلئيم الْأَصْل شِمْر قَدْ عَلا

صَدْرِك الطَّاهِر بِالسَّيْف يَحُزّ الوجدين

وَكَأَنِّي بالأيامي مِن بَنَاتِي تَسْتَغِيث

لغباً تستعطف الْقَوْمِ وَقَدْ عَزّ الْمُغِيث [1]

قَد بَرَى اجسامهن الضَّرْب وَالسَّيْر الحَثِيث

بَيْنَهَا السجَّاد فِي الْأَصْفَاد مَغْلُول الْيَدَيْن  .
 ثمرات الأعواد : ج1 ص 80.

[1] لغب : «وتلغّب السيرُ فلاناً» أتعبه أشد التعب. انظر : مجمع البحرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة للمغرب والصبح

     تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة للمغرب والصبح   1  - عن  أبي جعفر عليه‌السلام  ، أنّه قال : أدنى ما يجزي من الأَذان أن تفتتح الليل بأذا...