دعاء علي بن الحسين (عليه السلام) لدفع العدو
عن الحسين بن زيد ، عن عمه عمر بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام إنه كان يقول : لم أر مثل التقدم في الدعاء ، فإن العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت وكان مما حفظ عنه عليه السلام من الدعاء حين بلغه توجه مسرف به عقبة إلى المدينة« رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري ، فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، وقل عند بلائه صبري فلم يخذلني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ، ويا ذا النعماء التي لاتحصى عددا ، صل على محمد وآل محمد وادفع عني شره فاني أدرء بك في نحره وأستعيذ بك من شره »
فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال لايريد غير علي بن الحسين عليه السلام فسلم منه وأكرمه وحباه ووصله ، وجاء الحديث من غير وجه أن مسرف بن عقبة لما قدم المدينة أرسل إلى علي بن الحسين عليه السلام فأتاه فلما صار إليه قربه وأكرمه وقال له : أوصاني أميرالمؤمنين تبرك وتمييزك من غيرك فجزاه خيرا ثم قال : أسرجوا له بغلتي وقال له : انصرف إلى أهلك فاني أرى أن قد أفزعناهم وأتعبناك بمشيك إلينا ، ولو كان بأيدينا ما نقوى به على صلتك بقدر حقك لوصلناك ، فقال له علي بن الحسين عليه السلام : ما أعذرني للامير ، وركب ، فقال مسرف بن عقبة لجلسائه : هذا الخير الذي لاشر فيه مع موضعه من رسول الله صلى الله عليه واله ومكانه منه [٢].
الارشاد ص 277 وفيه : « ثم قال لمن حوله : أسرجوا له بغلتي ».
بيان : مسرف هو مسلم بن عقبة الذي بعثه يزيد.... لوقعة الحرة فسمي بعدها مسرفا لاسرافه في إهراق الدماء ، وقوله : ما أعذرني للامير : الظاهر أن كلمة ما للتعجب أي ما أظهر عذره في؟ ويحتمل أن تكون نافية من قولهم أعذر إذا قصر أي ما قصر الامير في حقي ، والاول أظهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق