دعاء الإمام الهادي عليه السلام للاحتراز من السباع وأعادي الجن والانس
حدثنا أبو السري سهل بن يعقوب بن اسحاق الملقب بأبي نواس مؤذن المسجد المعلق بصف شنيف. قال أبو الحسن : وكان يلقب بأبي نواس ، لانه كان يطيب ويكثر المزاح ويظهر التشيع على طريق الطيبة والتخالع ويسلم عند مخالفيه ، وكان مولانا الامام علي بن محمد صلوات الله عليه يقول له : « أنت أبو نواس الحق وذاك أبو نواس الغي والباطل » وكان يخدم سيد الانام عليه السلام. قال: فقلت له ذات يوم : يا سيدي عندي اختيارات الايام عن مولانا الصادق عليه السلام ، حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن سيدنا الصادق عليه السلام. وعرضته عليه وصححته بتصحيحه له فقلت : يا سيدي في هذه الايام أيام منحوسة تقطع عن الحوائج ، فاذا دعتني ضرورة الى السعي فيها لحاجة لا يمكنني تركها ، فعلمني ما احترز به منها لاسعى في جميعها في حوائجي.فقال : « يا سهل ، ان لشيعتنا بولايتنا عصمة ، لو سلكوا بها لجج البحار الغامرة وسباسب [1] البيداء الغابرة ، بين سباعٍ وذئابٍ وأعادي الجن والانس ، أمنوا من مخاوفهم بنا وبولايتنا ، فثق بالله تعالى ، واخلص الولاء لائمتك الطيبين ، الطاهرين ، وتوجه حيث شئت. يا سهل اذا أصبحتَ وقلتَ ثلاثاً :
أصبَحتُ اللّهُمَّ مُعتَصِماً بِذِمامِكَ وجوارِكَ المنِيعِ الذي لا يُطاوَلُ ولا يُحاوَلُ ، مِن شَرِّ كُلِّ طارِقٍ وغاشِمٍ مِن سائِرِ مَن خلَقَت وما خَلَقتَ مِن خَلقِكَ الصّامِتِ والنّاطِقِ ، في جُنَّةٍ من كُلِّ مخوفٍ ، بلِباسٍ سائِغَةٍ حصِينَةٍ ، وهيَ وَلاء أهلِ نَبيِّكَ ، مُحتَجِزاً من كلِّ قاصِدٍ لي إلى أذِيةٍ بجدارٍ حَصِين : الاخلاصُ في الاعتِرافِ بحَقِّهِم ، والتَمَسُّك بِحَبلِهِم جميعاً ، مُوقِناً أنَّ الحقَّ لَهُم وَمَعهُم وَمِنهُم وَفِيهم وَبهِم ، اُوالي مَن والَوا ، واُعادِي مَنْ عادَوا ، واُجانِبُ مَن جانبُوا ، فأعِذني اللّهُمَ بهم مِن شَرِّ كلِّ ما أتقيه ، إنّا ( جَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) [2] وقلتها عند المساء ثلاثاً امنت مخاوفك.
واذا أردت التوجه في يوم نحس وخفت ما فيه ، تقدم قراءة ( الحَمدُ ) و ( المعوّذتين ) و ( آية الكرسي ) وسورة ( القدر ) وآخر ( آل عمران ) وقل :
اللّهُمَّ بِكَ يَصُولُ الصائِلُ ، وبكَ يَطُولُ الطائِلُ ، ولا حَولَ لِكُلِ ذي حَولٍ الاّ بِكَ ، ولا قُوّةَ يمتارها ذو قُوةٍ الاّ مِنكَ ، اسألُكَ بِصَفوَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وخِيرتِكَ من بَريتِكَ ، محمدٍ نَبيِّكَ وعترَتِهِ وسُلالَتِهِ عليهِ وعليهِمُ السلامُ ، صَلِّ عليهِم ، واكفِني شَرَّ هذا اليوم وضرهُ ، وارزُقني خَيرَهُ ويمنَهُ ، واقضِ لي في مُنصرفاتي بِحُسنِ العاقِبَةِ ، وبُلوغِ المحبَّةِ ، وَالظَفرِ بالامنيَةِ ، وكِفايةِ الطاغِيَةِ الغَويّة ، وكُلّ ذي قُدرةٍ لي على أذِيَةٍ ، حتى أكونَ في جُنَّةٍ وَعصمَةٍ ، من كُلّ بلاءٍ ونَقَمَةٍ ، وأبدِلني من المَخاوفِ فيهِ أمناً ، وَمِنَ العَوائِقِ فيهِ يُسراً ، حتى لا يَصُدَّني صادٌ عنِ المُرادِ ، وَلا يحِلُ بي طارقٌ مِن أذى العِبادِ ، انَّكَ على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ ، والامورَ اليك تَصِيرُ ، يا مَن ليسَ كمثلِهِ شيءٌ وهوَ السمِيع البَصيرُ » . المصدر : الدروع الواقية : ص 47-49.
[1] السبسب : المفازة : يقال بلد سبسب وبلد سباسب، والمفازة هي الأرض المقفرة الموحشة التي لا ماء فيها. انظر الصحاح ـ سبب ـ 1 : 145 ، ولسان العرب ـ فوز ـ 5 : 392.
[2] يس : 36 : 9.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق