دعاء الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام في التوحيد لله تعالى
عن أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام أنه قال :(( إلهي تاهت أوهام المتوهمين وقصر طرف الطارفين وتلاشت أوصاف الواصفين ، واضمحلت أقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنك ، أو الوقوع بالبلوغ إلى علوك ، فأنت الذي لا تتناهي ، ولم يقع عليك عيون بإشارة ولا عبارة ، هيهات ثم هيهات يا أولي يا وحداني يافرداني ، شمخت في العلو بعز الكبر ، وارتفعت من وراء كل غورة نهاية بجبروت الفخر.
بيان : أوالوقوع أي عليك ، ويحتمل تعلق قوله : بالبلوغ بالوقوع بأن تكون الباء ظرفية ، ويحتمل أيضا تنازع الوقوع والبلوغ في قوله : إلى علوك.
فأنت الذي لا تتناهي أي ليس لمعرفتك ومعرفة صفاتك حدود تنتهي إليها ، أو لعلمك وقدرتك و رحمتك وغيرها نهاية تفف عندها.
والمراد بالعيون الجواسيس ، أو بالفتح بمعنى حديد البصر إن ساعده الاستعمال ، وإذا حمل على العيون ـ جمع العين بمعنى الباصرة – فإسناد العبارة إليها مجازي ، ويحتمل أن تكون العبارة متعلقة بقوله. لا تتناهي على اللف و النشر غيرالمرتب.
وشمخ : علا وطال.
والغور : القعر من كل شئ أي ارتفعت عن أن يدرك كنه ذاتك وصفاتك بالوصول إلى غور الافكار ونهايتها بسبب جبروت وعظمة ذاتية توجب الفخر)). بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث ج 3 ص: 298- 299.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق