السبت، 31 أغسطس 2024

كرامة النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله واجلاله في قبض روحه

 كرامة النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله  واجلاله في قبض روحه

عن عبدالله بن ميمون المكي قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهم‌ السلام انه دخل عليه رجلان من قريش فقال : ألا احدثكما عن رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله؟ فقالا : بلى حدثنا عن أبي القاسم قال : سمعت أبي عليه‌ السلام يقول :

لما كان قبل وفاة رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك يا محمد؟ قال النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله  : أجدني يا جبرئيل

مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا ، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له : اسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل عليه‌ السلام فقال : يا أحمد إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة

يسألك عما هو أعلم به منك ، فقال : كيف تجدك يا محمد؟ قال : أجدني يا جبرئيل مغموما ، وأجدني يا جبرئيل مكروبا ، فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ، لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك ، قال :

ائذن له ، فأذن له جبرئيل عليها‌ السلام ، فأقبل حتى وقف بين يديه فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك ، و أمرني أن اطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها ، وإن كرهت تركتها فقال النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله  : أتفعل ذلك يا ملك الموت؟

قال نعم بذلك امرت أن اطيعك فيما تأمرني ، فقال له جبرئيل : يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله  : يا ملك الموت امض لما أمرت به ، فقال جبرئيل عليه‌ السلام : هذا آخر وطئي الارض ،

إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فلما توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب وعلى آله الطاهرين جآءت التعزية جآءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، (1) كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون اجوركم يوم القيامة ،

إن في الله عزآء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله(2) ، قال علي بن أبي طالب عليه‌ السلام : هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه‌ السلام.

(1 و 2) في المصدر : ورحمة الله وبركاته
امالى الصدوق : 165 و 166.
بحار الانوار :ج 22 ص 504

بيان : قوله عليه‌ السلام : هذا آخر وطئي الارض ، لعل المراد آخر نزولي لتبليغ الرسالة ، فلا ينافي في الاخبار الدالة على نزوله عليه‌ السلام بعد ذلك ، ويمكن أن يكون بعد ذلك لم يطأ الارض ، بل وقف في الهوآء ، أو مراده أني لا اريد بعد ذلك نزولا إلا أن يشآء الله ، قوله : إن في الله ، أي في ذاته تعالى ، فإنه تعالى أنفع للباقي من كل هالك ، أو في إطاعة أمر الله ، حيث أمر بالصبر ، أو في التفكر في ثواب الله وما أعد للصابرين من عظيم الاجر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعاء في اليوم السادس عشرمن شهر رمضان من مجموعة مولانا زين العابدين صلوات الله عليه

   دعاء آخر في اليوم السادس عشر من مجموعة مولانا زين العابدين صلوات الله عليه اللَّهُمَّ يَا رَحْمَانُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ...