كرامة النبي صلى الله عليه وآله واجلاله في قبض روحه
عن عبدالله بن ميمون المكي قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهم السلام انه دخل عليه رجلان من قريش فقال : ألا احدثكما عن رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقالا : بلى حدثنا عن أبي القاسم قال : سمعت أبي عليه السلام يقول :لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك يا محمد؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : أجدني يا جبرئيل
مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا ، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له : اسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل عليه السلام فقال : يا أحمد إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة
يسألك عما هو أعلم به منك ، فقال : كيف تجدك يا محمد؟ قال : أجدني يا جبرئيل مغموما ، وأجدني يا جبرئيل مكروبا ، فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ، لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك ، قال :
ائذن له ، فأذن له جبرئيل عليها السلام ، فأقبل حتى وقف بين يديه فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك ، و أمرني أن اطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها ، وإن كرهت تركتها فقال النبي صلى الله عليه وآله : أتفعل ذلك يا ملك الموت؟
قال نعم بذلك امرت أن اطيعك فيما تأمرني ، فقال له جبرئيل : يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا ملك الموت امض لما أمرت به ، فقال جبرئيل عليه السلام : هذا آخر وطئي الارض ،
إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فلما توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب وعلى آله الطاهرين جآءت التعزية جآءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، (1) كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون اجوركم يوم القيامة ،
إن في الله عزآء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله(2) ، قال علي بن أبي طالب عليه السلام : هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام.
(1 و 2) في المصدر : ورحمة الله وبركاته
امالى الصدوق : 165 و 166.
بحار الانوار :ج 22 ص 504
بيان : قوله عليه السلام : هذا آخر وطئي الارض ، لعل المراد آخر نزولي لتبليغ الرسالة ، فلا ينافي في الاخبار الدالة على نزوله عليه السلام بعد ذلك ، ويمكن أن يكون بعد ذلك لم يطأ الارض ، بل وقف في الهوآء ، أو مراده أني لا اريد بعد ذلك نزولا إلا أن يشآء الله ، قوله : إن في الله ، أي في ذاته تعالى ، فإنه تعالى أنفع للباقي من كل هالك ، أو في إطاعة أمر الله ، حيث أمر بالصبر ، أو في التفكر في ثواب الله وما أعد للصابرين من عظيم الاجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق