السبت، 23 نوفمبر 2024

التعقيب بعد الفراغ من الصلوات للإمام الحسن العسكري عليه السلام

 و من المهمات بعد فراغه من الصلوات لتلافي ما يكون حصل فيها من الغفلات و الجنايات 

عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ عَرَضَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَانِبَةَ كِتَابَهُ عَلَى مَوْلَانَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْعَسْكَرِيِّ الْآخَرُ فَقَرَأَهُ وَ قَالَ صَحِيحٌ فَاعْمَلُوا بِهِ‌:
  فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ خَانِبَةَ فِي كِتَابِهِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ فِي الدُّعَاءِ وَ الْمُنَاجَاةِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الصَّلَاةِ يَقُولُ :

اللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ وَ إِيَّاكَ دَعَوْتُ، وَ فِي صَلَاتِي وَ دُعَائِي مَا عَلِمْتَ مِنَ النُّقْصَانِ وَ الْعَجَلَةِ وَ السَّهْوِ وَ الْغَفْلَةِ وَ الْكَسَلِ وَ الْفَتْرَةِ وَ النِّسْيَانِ وَ الْمُدَافَعَةِ وَ الرِّيَاءِ وَ السُّمْعَةِ وَ الرَّيْبِ وَ الْفِكْرِ وَ الشَّكِّ وَ الْمَشْغَلَةِ وَ اللَّحْظَةِ الْمُلْهِيَةِ عَنْ إِقَامَةِ فَرَائِضِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْعَلْ مَكَانَ نُقْصَانِهَا تَمَاماً ، وَ عَجَلَتِي تَثْبِيتاً وَ تَمَكُّناً، وَ سَهْوِي تَيَقُّظاً وَ غَفْلَتِي تَذَكُّراً، وَ كَسَلِي نَشَاطاً، وَ فُتُورِي قُوَّةً، وَ نِسْيَانِي مُحَافَظَةً، وَ مُدَافَعَتِي مُوَاظَبَةً، وَ رِيَائِي إِخْلَاصاً وَ سُمْعَتِي تَسَتُّراً، وَ رَيْبِي بَيَاناً‌ وَ فِكْرِي خُشُوعاً ، وَ شَكِّي يَقِيناً، وَ تَشَاغُلِي فَرَاغاً، وَ لِحَاظِي خُشُوعاً، فَإِنِّي لَكَ صَلَّيْتُ وَ إِيَّاكَ دَعَوْتُ وَ وَجْهَكَ أَرَدْتُ، وَ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَ مَا عِنْدَكَ طَلَبْتُ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِي فِي صَلَاتِي وَ دُعَائِي رَحْمَةً وَ بَرَكَةً تُكَفِّرُ بِهَا سَيِّئَاتِي وَ تُضَاعِفُ بِهَا حَسَنَاتِي وَ تَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِي وَ تُكْرِمُ بِهَا مَقَامِي وَ تُبَيِّضُ بِهَا وَجْهِي وَ تَحُطُّ بِهَا وِزْرِي، وَ اجْعَلْ مَا عِنْدَكَ خَيْراً لِي مِمَّا يَنْقَطِعُ عَنِّي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي صَلَاتِي (( إِنَّ الصَّلٰاةَ كٰانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰاباً مَوْقُوتاً))( 1) يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .( 1) النساء 4 : 103.
 الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لٰا أَنْ هَدٰانَا ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَ وَجْهِي عَنِ السُّجُودِ إِلَّا لَهُ اللَّهُمَّ كَمَا أَكْرَمْتَ وَجْهِي عَنِ السُّجُودِ إِلَّا لَكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ صُنْهُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَّا لَكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَقَبَّلْهَا مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ، وَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِنُقْصَانِهَا وَ مَا سَهَا عَنْهُ قَلْبِي مِنْهَا فَتَمِّمْهُ لِي، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أُولِي الْأَمْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ، وَ أُولِي الْأَرْحَامِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِصِلَتِهِمْ، وَ ذَوِي الْقُرْبَى الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَ أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ، وَ الْمَوَالِي الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمُوَالاتِهِمْ وَ مَعْرِفَةِ حَقِّهِمْ ، وَ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ ثَوَابَ صَلَاتِي وَ ثَوَابَ مَنْطِقِي وَ ثَوَابَ مَجْلِسِي رِضَاكَ وَ الْجَنَّةَ، وَ اجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ خَالِصاً مُخْلِصاً يُوَافِقُ (يُوَافِيَ) مِنْكَ رَحْمَةً وَ إِجَابَةً، وَ افْعَلْ فِي جَمِيعِ مَا سَأَلْتُكَ مِنْ خَيْرٍ وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ، إِنِّي إِلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا ذَا الْمَنِّ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ أَبَداً، يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ أَبَداً، يَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِي لَا تُحْصَى أَبَداً، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ آمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ، وَ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ، وَ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ‌، وَ رَغِبَ إِلَيْكَ فَأَرْضَيْتَهُ، وَ أَخْلَصَ لَكَ فَأَنْجَيْتَهُ.
 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَحْلِلْنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ لٰا يَمَسُّنٰا فِيهٰا نَصَبٌ وَ لٰا يَمَسُّنٰا فِيهٰا لُغُوبٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْفَقِيرِ الذَّلِيلِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ ، وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيعَ ذُنُوبِي وَ تَقْلِبَنِي بِقَضَاءِ جَمِيعِ حَوَائِجِي إِلَيْكَ، إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ ،
اللَّهُمَّ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتِي وَ عَجَزَتْ عَنْهُ قُوَّتِي وَ لَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتِي مِنْ أَمْرٍ تَعْلَمُ فِيهِ صَلَاحُ أَمْرِ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْهُ بِي يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ فِي عَافِيَةٍ، مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. فلاح السائل و نجاح المسائل: 326 - 329.

 وَ رُوِيَ هَذَا الدُّعَاءُ عَنْ مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فِي الدُّعَاءِ كٰانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰاباً مَوْقُوتاً ثُمَّ قَالَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ فِي الرِّوَايَتَيْنِ اخْتِلَافٌ‌.

  ثُمَّ قُلْ يَا اللَّهُ الْمَانِعُ قُدْرَتُهُ خَلْقَهُ وَ الْمَالِكُ بِهَا سُلْطَانَهُ، وَ الْمُتَسَلِّطُ بها [بِمَا فِي يَدَيْهِ- كُلُّ مَرْجُوٍّ دُونَكَ يُخَيِّبُ رَجَاءَ رَاجِيهِ وَ رَاجِيكَ مَسْرُورٌ لَا يَخِيبُ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ رِضًا لَكَ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ أَنْتَ فِيهِ وَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ تُحِبُّ أَنْ تُذْكَرَ بِهِ، وَ بِكَ يَا اللَّهُ فَلَيْسَ يَعْدِلُكَ شَيْ‌ءٌ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَحُوطَنِي وَ إِخْوَانِي وَ وُلْدِي وَ تَحْفَظَنِي بِحِفْظِكَ وَ أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتِي فِي كَذَا وَ كَذَا وَ تَذْكُرُ مَا تُرِيدُ.

 فَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ قُضِيَتْ حَاجَتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَزُولَ‌ .فلاح السائل و نجاح المسائل: 329 - 330.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب الصلاة في أوّل الوقت

  استحباب الصلاة في أوّل الوقت 1 -عن  ابي الحسن موسى ( عليه السلام  ) قال : الصلوات المفروضات في أوّل وقتها إذا أُقيم حدودها أطيب ريحاً من ق...