الثلاثاء، 4 يونيو 2024

فضائل الإمام محمد الجوادعليه السلام

 فضائل الإمام محمد الجواد ( عليه السلام)

1 -  علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : لمامات أبوالحسن الرضا  (عليه السلام ) حججنا فدخلنا على أبي جعفر (عليه السلام ) وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر  (عليه السلام ) فدخل عمه عبدالله بن موسى [1] وكان شيخا كبيرا نبيلا عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة ، فجلس وخرج أبوجعفر (عليه السلام ) من الحجرة ، وعليه قميص قصب ، ورداء قصب ، ونعل حذو [2] بيضاء.

 فقام عبدالله واستقبله وقبل بين عينيه وقامت الشيعة وقعد أبوجعفر (عليه السلام ) على كرسي ونظر الناس بعضهم إلى بعض تحيرا لصغر سنه. 
 فانتدب رجل من القول فقال لعمه : أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال : تقطع يمينه ويضرب الحد ، فغضب أبوجعفر (عليه السلام ) ثم نظر إليه فقال : يا عم اتق الله اتق الله إنه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي الله عزوجل فيقول لك : لم أفتيت الناس بما لاتعلم؟ فقال له عمه : يا سيدي أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه؟ فقال أبوجعفر(عليه السلام ) : إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها فقال : أبي تقطع يمينه للنبش ويضرب حد الزناء فان حرمة الميتة كحرمة الحية ، فقال : صدقت يا سيدي وأنا أستغفرالله .

  فتعجب الناس فقالوا : يا سيدنا أتأذن لنا أن نسألك؟ فقال : نعم ، فسألوا في مجلس عن ثلاثين ألف  مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين .الاختصاص : ص 102. 

[1]كان من اصحاب الرضا والجواد عليهما السلام ، وهوصاحب الكتاب إلى ابن ابى داود حين كتب اليه في خلق القرآن ، قال ابونصر البخارى : انه ولد موسى بن عبدالله ابن موسى بن جعفر ، ما اعقب الامنه ، فجميع اولاد عبدالله بن موسى من موسى بن عبدالله .
[2] في المصدر : نعل جدد.

2 - عن أحمد بن زكريا الصيد لاني ، عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان [1] قال : رافقت أبا جعفر (عليه السلام ) في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم ، فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان : إن والينا جعلت فداك رجل يتولا كم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج ، فان رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالاحسان إلي ، فقال لا أعرفه ، فقلت : جعلت فداك إنه على ماقلت من محبيكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده فأخذ القرطاس فكتب : 
 بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وإن مالك من عملك ما أحسنت فيه ، فأحسن إلى إخوانك واعلم أن الله عزوجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل. 
 قال : فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبدالله النيسابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه ، وقال لي : حاجتك؟ فقلت : خراج علي في ديوانك قال : فأمر بطرحه عني وقال : 
لا تؤد خراجا مادام لي عمل ، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم ، فأمر لي ولهم بمايقوتنا وفضلا ، فما أديت في عمله خراجا مادام حيا ، ولا قطع عني صلته حتى مات.الكافى ج 5 ص 111 و 112.
[1]بست ـ بالضم ـ بلد بسجستان ، وسجستان معرب سكستان ( سكزاستان ) و « سكز » قوم من الاعاجم كانوا يسكنون هذه البلاد وجبالها ، والنسبة اليها سجزى على الاصل « سكزى » لا غير واما الاعاجم فيقولون اليوم سيستان وسيستانى.

3 - روي أنه جئ بأبي جعفر (عليه السلام ) إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله بعد موت أبيه ، وهو طفل ، وجآء إلى المنبر ورقا منه درجة ثم نطق فقال : أنا محمد بن علي الرضا ، أنا الجواد ، أنا العالم بأنساب الناس في الاصلاب ، أنا أعلم بسرائر كم وظواهر كم ، وما أنتم صائرون إليه ، علم منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين ، وبعد فناء السماوات والارضين ، ولولا تظاهر أهل الباطل ، ودولة أهل الضلال ، ووثوب أهل الشك ، لقلت قولا تعجب منه الا ولون والاخرون ثم وضع يده الشريفة على فيه ، وقال : يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل. بحار الانوار : ج 50 ص 108.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب الدعاء بين الأَذان الإِقامة بالمأثور وغيره

  اسْتِحْبَاب الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذان الإِقامة بِالْمَأْثُور وَغَيْرِه    1  - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمّد بْن يَقْظَان [ 1 ] ، رَفْعِه  إلَي...