فضائل الإمام محمد الجواد ( عليه السلام)
1 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : لمامات أبوالحسن الرضا (عليه السلام ) حججنا فدخلنا على أبي جعفر (عليه السلام ) وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر (عليه السلام ) فدخل عمه عبدالله بن موسى [1] وكان شيخا كبيرا نبيلا عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة ، فجلس وخرج أبوجعفر (عليه السلام ) من الحجرة ، وعليه قميص قصب ، ورداء قصب ، ونعل حذو [2] بيضاء. فقام عبدالله واستقبله وقبل بين عينيه وقامت الشيعة وقعد أبوجعفر (عليه السلام ) على كرسي ونظر الناس بعضهم إلى بعض تحيرا لصغر سنه.
فانتدب رجل من القول فقال لعمه : أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال : تقطع يمينه ويضرب الحد ، فغضب أبوجعفر (عليه السلام ) ثم نظر إليه فقال : يا عم اتق الله اتق الله إنه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي الله عزوجل فيقول لك : لم أفتيت الناس بما لاتعلم؟ فقال له عمه : يا سيدي أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه؟ فقال أبوجعفر(عليه السلام ) : إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها فقال : أبي تقطع يمينه للنبش ويضرب حد الزناء فان حرمة الميتة كحرمة الحية ، فقال : صدقت يا سيدي وأنا أستغفرالله .
فتعجب الناس فقالوا : يا سيدنا أتأذن لنا أن نسألك؟ فقال : نعم ، فسألوا في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين .الاختصاص : ص 102.
[1]كان من اصحاب الرضا والجواد عليهما السلام ، وهوصاحب الكتاب إلى ابن ابى داود حين كتب اليه في خلق القرآن ، قال ابونصر البخارى : انه ولد موسى بن عبدالله ابن موسى بن جعفر ، ما اعقب الامنه ، فجميع اولاد عبدالله بن موسى من موسى بن عبدالله .
[2] في المصدر : نعل جدد.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وإن مالك من عملك ما أحسنت فيه ، فأحسن إلى إخوانك واعلم أن الله عزوجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل.
قال : فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبدالله النيسابوري وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على عينيه ، وقال لي : حاجتك؟ فقلت : خراج علي في ديوانك قال : فأمر بطرحه عني وقال :
لا تؤد خراجا مادام لي عمل ، ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم ، فأمر لي ولهم بمايقوتنا وفضلا ، فما أديت في عمله خراجا مادام حيا ، ولا قطع عني صلته حتى مات.الكافى ج 5 ص 111 و 112.
[1]بست ـ بالضم ـ بلد بسجستان ، وسجستان معرب سكستان ( سكزاستان ) و « سكز » قوم من الاعاجم كانوا يسكنون هذه البلاد وجبالها ، والنسبة اليها سجزى على الاصل « سكزى » لا غير واما الاعاجم فيقولون اليوم سيستان وسيستانى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق