الجمعة، 14 مارس 2025

معاجز الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام

معاجز الْإِمَامِ الْحَسَنِ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ .

1 -  عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه‌السلام قَال : خَرَج الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهما‌السلام فِي بَعْضِ عُمْرَة وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ كَانَ يَقُولُ بِإِمَامَتِه ، قَال : فَنَزَلُوا فِي مَنْهَلٍ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاهِلَ قَال : نَزَلُوا تَحْتَ نَخْلٍ يَابِس قَدْ يَبِسَ مِنْ الْعَطَشِ : قَال : ففرش لِلْحَسَن عليه‌السلام تَحْت نَخْلَة وللزبيري بِحِذَائِه تَحْت نَخْلَة أُخْرَى قَالَ : فَقَالَ الزُّبَيْرِيُّ وَرَفَعَ رَأْسَهُ : لَوْ كَانَ فِي هَذَا النَّخْلَ رَطْب لاكلنا مِنْه ، قَال : فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عليه‌السلام : وَإِنَّك لتشتهي الرَّطْب ؟ قَال : نَعَم فَرَفَع الْحَسَن عليه‌السلام يَدِهِ إلَى السَّمَاءِ فَدَعَا بِكَلَام لَمْ يَفْهَمْهُ الزُّبَيْرِيّ فَاخْضَرَّت النَّخْلَة ثُمَّ صَارَتْ إلَى حَالِهَا فأورقت وَحَمَلَت رَطْبًا قَال : فَقَالَ لَهُ الْجَمَال الَّذِي اكتروا مِنْه : سحروالله ، قَال : فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : وَيْلَك لَيْس بِسَحَر وَلَكِن دَعْوَة ابْنُ النَّبِيِّ مجابة ، قَال : فَصَعِدُوا إلَى النَّخْلَة حَتَّى صرموا مِمَّا كَانَ فِيهَا مَا كَفَاهُم  .الكافى ج 1 ص 462 .

 بَيَان : قَالَ الْجَوْهَرِيُّ : الْمَنْهَل الْمَوْرِدِ وَهُوَ عَيْنُ مَاءٍ تَرِدُهُ الْإِبِلُ فِي الْمَرَاعِي وَتُسَمَّى الْمَنَازِل الَّتِي فِي الْمَفَاوِزِ عَلَى طُرُقٍ السِّفار مَنَاهِل ، لِأَنَّ فِيهَا مَاءٌ ، قَوْلُه « إلَى حَالِهَا » أَيْ قَبْلَ الْيُبْسِ وَفِي الخرائج فَاخْضَرَّت النَّخْلَة وأورقت . 

2 -  رُوِيَ عَنْ الصَّادِقِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام أَنَّ الْحَسَنَ عليه‌السلام قَالَ يَوْمًا لِأَخِيه الْحُسَيْن وَلِعَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ : أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَث إلَيْكُم بجوائزكم وَهِيَ تَصِلُ إلَيْكُم يَوْمَ كَذَا لمستهل الْهِلَال ، وَقَد أضاقا ، فَوَصَلَت فِي السَّاعَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا لِمَا كَانَ رَأْسُ الْهِلَالِ فَلَمَّا وافاهم الْمَالِ كَانَ عَلَى الْحَسَنِ عليه‌السلام دَيْنٌ كَثِير فَقَضَاه مِمَّا بَعَثَهُ إلَيْهِ فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَفَرَّقَهَا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَوَالِيه ، وَقَضَى الْحُسَيْن عليه‌السلام دِينِه وَقِسْمٌ ثُلُثِ مَا بَقِيَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَوَالِيه وَحَمَل الْبَاقِي إلَى عِيَالِهِ ، وَأَمَّا عَبْداللَّه فَقَضَى دَيْنَهُ وَمَا دَفَعَهُ إلَى الرَّسُولِ لِيَتَعَرَّف مُعَاوِيَة مِنْ الرَّسُولِ مَا فَعَلُوا ، فَبَعَثَ إِلَى عَبْداللَّه أَمْوَالًا حَسَنَة . الخرائج والجرائح.
 بَيَان : قَالَ الْجَوْهَرِيُّ : ضَاق الرَّجُلُ أَيْ بَخِلَ وأضاق أَيْ ذَهَبَ مَالُهُ .

3 - عن عَبْداللَّه ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مرمت بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام بَقَرَةً فَقَالَ : هَذِه حُبْلَى بِعَجَلَة أُنْثَى لَهَا غَرَّهُ فِي جَبِينَهَا وَرَأْس ذَنَبِهَا أَبْيَض ، فَانْطَلَقْنَا مَع الْقَصَّاب حَتَّى ذَبَحَهَا فَوَجَدْنَا الْعَجَلَةِ كَمَا وُصِفَ عَلَى صُورَتِهَا ، فَقُلْنَا : أَوَلَيْسَ اللَّهُ عزوجل يَقُول : « وَيَعْلَمُ ما فِي الأرْحامِ » (1) فَكَيْف عَلِمْت ؟ فَقَال : مايعلم الْمَخْزُون الْمَكْنُون الْمَجْزُوم الْمَكْتُوم الَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ غَيْرِ مُحَمَّدِ وَذُرِّيَّتِه . . لقمان 31 : 34.
 بَيَان : رَدّ اسْتِبْعَادِه عليه‌السلام بِأَبْلَغ وَجْه ، وَلَمْ يُبَيِّنْ وَجْهَ الْجَمْعِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ماهُو ظَاهِرِ الْآيَةِ مِنْ اخْتِصَاصِ الْعِلْمِ بِذَلِكَ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَقَدْ مَرَّ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ أَحَدٌ إلَّا بِتَعْلِيمِه تَعَالَى وَوَحْيُه وَإِلْهَامِه وَأَنَّهُم عليهم‌السلام إنَّمَا يَعْلَمُون بِالْوَحْي وَالْإِلْهَام . 

 4 - : مِنْ كِتَابِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ومولدالاصفياء عليهم‌السلام تَأْلِيفُ الشَّيْخِ الْمُفِيد رحمه‌الله بِإِسْنَادِهِ إلَى جَابِرِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه ‌السلام قَال . جَاءَ النَّاسُ إلَى الْحَسَنِ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام فَقَالُوا : أَرِنَا مِنْ عَجَائِبِ أَبِيك الَّتِي كَانَ يُرِينَا ! فَقَال : وَتُؤْمِنُون بِذَلِك ؟ قَالُوا : نَعَم نُؤْمِن وَاَللَّه بِذَلِك ، قَال : أَلَيْس تَعْرِفُون أَبِي ؟ قَالُوا جَمِيعًا : بَل نَعْرِفُه ، فَرَفَع لَهُم جَانِب السَّتْر فَإِذَا أميرالمؤمنين عليه‌السلام قَاعِدٌ ، فَقَال : تَعْرِفُونَه ؟ قَالُوا بِأَجْمَعِهِم : هَذَا أميرالمؤمنين عليه‌السلام وَنَشْهَد إِنَّك وَلِيُّ اللَّهِ حَقًّا وَالْإِمَامُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَلَقَد أَرَيْتَنَا أميرالمؤمنين عليه‌السلام بَعْدَ مَوْتِهِ كَمَا أَرَى أَبُوك أبابكر رَسُولُ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله فِي مَسْجِدِ قُبَا بَعْد مَوْتِهِ فَقَالَ الْحَسَنُ عليه‌السلام وَيُحْكَم أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عزوجل « وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ » (1) فَإِذَا كَانَ هَذَا نَزَل فِيمَنْ قَتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ماتقولون فِينَا ؟ قَالُوا : آمَنَّا وصدقنا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ . (1)  الْبَقَرَة 2: 154 . 

5 ـ  عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه‌السلام : لَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام مُعَاوِيَة جَلَسَا بالنخيلة فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله كَان يُخْرَصُ النَّخْلُ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ ذَلِكَ عُلِمَ ، فَإِن شيعتكم يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَا يَعْزُبُ عَنْكُم عَلِم شَيّ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ عليه‌السلام : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله كَان يُخْرَص كَيْلًا وَأَنَا أَخْرِص عَدَدًا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : كَمْ فِي هَذِهِ النَّخْلَةِ ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ عليه‌السلام : أَرْبَعَةُ آلَافٍ بُسْرَة وَأَرْبَعٌ بسرات .
أَقُول : وَوَجَدْت قَدْ انْقَطَعَ مِنْ الْمُخْتَصَرِ الْمَذْكُورُ كَلِمَات فَوَجَدْتُهَا فِي رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْجَوْهَرِيّ : 
فَأَمَر مُعَاوِيَة بِهَا فصرمت وَعَدْت فَجَاءَت أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَثَلَاثٌ بسرات . ثُمَّ صَحَّ الْحَدِيثُ بِلَفْظِهَا فَقَال : وَاَللَّه ماكذبت وَلَا كُذِبْتُ فَنَظَرَ فَإِذَا فِي يَدِ عَبْداللَّه بْنِ عَامِرٍ بْنِ كُرَيْزٍ بُسْرَة ثُمَّ قَالَ : يامعاوية أَمَا وَاَللّهِ لَوْ لَا إِنَّك تَكْفُر لاخبرتك بِمَا تَعْمَلُه وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ فِي زَمَانِ لَا يَكْذِبُ وَأَنْت تَكَذَّب وَتَقُول : مَتَى سَمِعَ مِنْ جُدَّةَ عَلَى صِغَرِ سِنِّهِ ، وَاَللَّه لتدعن زِيَادٍ أَوِ لَتُقْتَلَن حَجَرًا ولتحملن إلَيْك الرُّؤُوس مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ فَادَّعَى زِيَادًا وَقَتْل حَجَرًا وَحَمَل إلَيْهِ رَأْسَ عمروبن الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ .( 3- 4 - 5- ) بحار الانوار : ج 43 ص 328 - 330. 

-  عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه‌السلام قَال : أَنَّ الْحَسَنَ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام كَانَ عِنْدَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا : إِنَّك حَدَثَت الْبَارِحَة فُلَانًا بِحَدِيث كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَّه لِيَعْلَم ماكان ، وَعَجِبَ مَنْ ذَلِكَ فَقَالَ عليه‌السلام : أَنَا لِنَعْلَم مايجري فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ثُمَّ قَالَ : إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلِم رَسُولِه صلى‌الله‌عليه‌وآله الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، وَالتَّنْزِيل وَالتَّأْوِيل ، فَعُلِم رَسُولُ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيًّا عِلْمَهُ كُلَّهُ . الخرائج والجرائح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب اهداء ثواب قراءة القران إلى النبي والأئمة ( عليهم السلام )

اسْتِحْبَاب إهْدَاء ثَوَاب الْقِرَاءَةِ إلَى النَّبِيِّ وَالْأَئِمَّة ( عَلَيْهِم السَّلامُ ) وَإِلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْأَحْيَاءِ...