تَسْمِيَةِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَلِيّا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَقًّا لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى
1 - عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم) :
لَمَّا أُسْرِىَ بِى إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءِ ثُمَّ إلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى أَوْقَفْت بَيْنَ يَدَىْ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ : لَبَّيْك رَبِّى وَسَعْدَيْكِ قَالَ : قَدْ بَلَوْتُ خَلْقِي فَأَيُّهُم وُجِدَت أَطْوَعُ لَك ؟ قُلْت : رَبّ عَلِيًّا قَالَ : صَدَقْت يَا مُحَمَّدُ فَهَل اتَّخَذَت لِنَفْسِك خَلِيفَة يُؤَدَّى عَنْك وَيَعْلَم عِبَادِي مِنْ كِتَابِي مَا لَا يَعْلَمُونَ ؟ قَال : قُلْت : اخْتَرْ لِي . قَال قَدْ اخْتَرْت لَكَ عَلِيًّا فَاِتَّخِذْهُ لِنَفْسِك خَلِيفَة وَوَصِيًّا وتجليه (1) عِلْمِي وَحِلْمِي وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَقًّا لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَلَا أَحَدٌ بَعْدَهُ .
يَا مُحَمَّدُ عَلَى رَأْيِهِ الْهُدَى وَإِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِي وَنَوَّر أَوْلِيَائِي وَهِي الْكَلِمَةُ الَّتِي الزمتها الْيَقِين . مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ ابغضنى فَبَشَّرَه بِذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم) : رَبّ فَقَد بَشَرَتَه . فَقَالَ عَلَي (عليه السلام) : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَفِي قَبَضَتْهُ إنْ يعذبنى فبذنوبي لَم يظلمني شَيْئًا وَإِنْ يُتِمَّ لِي مَا وَعَدَنِي فَاَللَّهُ أَوْلَى بِى . فَقَال : اللَّهُمّ أَجْل قَلْبِه وَاجْعَل رَبِيعَة الْإِيمَانِ بِكَ قَالَ : قَدْ فَعَلْت ذَلِكَ بِهِ يَا مُحَمَّدُ غَيْر إِنِّى مُخْتَصَّة بشئ مِنْ الْبَلَاءِ لَم اخْتَصَّ بِهِ أَحَدًا مِنْ أَوْلِيَائِي . قَال : قُلْت : رَبّ آخَى وَصَاحِبِى ؟ ! قَال : أَنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمَيْ أَنَّهُ مُبْتَلًى ومبتلى بِهِ وَلَوْلَا عَلَى لَمْ يَعْرِفْ لَا أَوْلِيَائِي وَلَا أَوْلِيَاء رُسُلِي . التحصين : ج 1 باب 6 ص 542 - 543.
(1) في الأصل بالجيم والظاهر أنه بالحاء. وفي البحار : (نحلته)
فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَفِي قَبَضَتْه ، أَن يُعَاقِبَنِي فبذنوبي لَم يظلمني شَيْئًا وَإِنْ تَمَّم لِي وَعَدِي فَاَللَّه مَوْلَاي . قَال : [ اللَّهُمّ ] أَجْل [ قَلْبِه ] وَاجْعَل رَبِيعَة الْإِيمَانُ بِهِ (2) .
قَال : قَدْ فَعَلْت ذَلِكَ بِهِ يَا مُحَمَّدُ ، غَيْرَ أَنِّي مخصه (3) بشئ مِنْ الْبَلَاءِ لَم أَخَصَّ بِهِ أَحَدًا مِنْ أَوْلِيَائِي . قَال : قُلْت : رَبِّي أَخِي وَصَاحِبِي ! قَال : قَدْ سَبَقَ فِي عَمَلِي أَنَّه مُبْتَلِي ، لَوْلَا عَلَيَّ لَمْ يَعْرِفْ حِزْبِي وَلَا أَوْلِيَائِي وَلَا أَوْلِيَاء رُسُلِي . اليقين : ج 1 باب 22 ص 159 - 160.
(1) م : فَإِن جَبْرَئِيل خَبِّرْنِي .
(2) فِي الْمَصْدَرِ : قَال : أَجْل . قُلْت : يَا رَبِّ وَاجْعَل رَبِيعَة الْإِيمَان .
(3) فِي الْمَصْدَرِ : مُخْتَصٌّ لَه ، وَفِي الْبِحَار : مُخْتَصَّة ، وَفِي المبطوع : محصته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق