الأحد، 9 مارس 2025

وصية خديجة بنت خويلد عليها السلام عند وفاتها


قال السيد الكفائي في ذكر خديجة:
... لما اشتدّ مرض خديجة، قالت: يا رسول اللّه! اسمع وصاياي أولا، فإني قاصرة في حقك، فاعفني يا رسول اللّه. قال: حاشا وكلا، ما رأيت منك تقصيرا فقد بلغت جهدك و تعبت في ولدي غاية التعب، و لقد بذلت أموالك و صرفت في سبيل اللّه مالك.

قالت: يا رسول اللّه، الوصية الثانية، أوصيك بهذه- أشارت إلى فاطمة (عليها السلام)- فإنها يتيمة غريبة من بعدي، فلا يؤذينها أحد من نساء قريش و لا يلطمن خدّها و لا يصحن في وجهها و لا يرينها مكروها.

و أما الوصية الثالثة، فإني أقولها لابنتى فاطمة (عليها السلام) و هي تقول لك، فإني مستحية منك يا رسول اللّه. فقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و خرج من الحجرة، فدعت بفاطمة (عليها السلام) و قالت: يا حبيبتي‌ و قرة عيني، قولي لأبيك: إن أمي تقول: إني خائفة من القبر، أريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي؛ تكفنني فيه.

فخرجت فاطمة (عليها السلام) و قالت لأبيها ما قالت أمها خديجة. فقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الرداء إلى فاطمة، و جاءت به إلى أمها، فسرّت به سرورا عظيما.

فلما توفّيت خديجة، أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في تجهيزها و غسلها و حنطها. فلما أراد أن يكفنها، هبط الأمين جبرئيل و قال: يا رسول اللّه، إن اللّه يقرؤك السلام و يخصّك بالتحية و الإكرام و يقول لك: يا محمد، إن كفن خديجة من عندنا، فإنها بذلت مالها في سبيلنا. فجاء جبرئيل بكفن و قال: يا رسول اللّه، هذا كفن خديجة و هو من أكفان الجنة، أهداه اللّه إليها.

فكفّنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بردائه الشريف أولا، و بما جاء به جبرئيل ثانيا، فكان لها كفنان؛ كفن من اللّه و كفن من رسوله صلّى اللّه عليه و آله. ثم صلّى عليها و نزل في قبرها، و لم يكن يومئذ سنة الجنائز. و حزن النبي صلّى اللّه عليه و آله عليها حزنا شديدا، و حزنت فاطمة (عليها السلام) لفراقها؛ فجعلت تلوذ بأبيها و تقول: أين أمي؟ و ألحفت عليه بالقول: أين أمي أين أمي؟

فنزل جبرئيل و قال: إن ربك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام و تقول لها: أمك  في بيت من قصب؛ كعابه من ذهب و عمده من ياقوت أحمر، بين آسية امرأة فرعون و مريم بنت عمران. فقالت فاطمة (عليها السلام): إن اللّه هو السلام و منه السلام و إليه السلام.

و بقيت صورة خديجة في ذاكرة النبي صلّى اللّه عليه و آله مدة حياته، ما نسيها قط. فكان يترحّم عليها.....

المصادر:الزهراء (عليها السلام) في الكتاب و السنة و الأدب: ج 1 ص 100.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب ترتيل القرآن وكراهة العجلة فيه

استحباب ترتيل القرآن وكراهة العجلة فيه 1 -  عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : (  ...