الخرائج والجرائح
1- عن أبي عبد اللَّه [الصادق] عليه السلام : لَمّا اُتِيَ بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ومَن مَعَهُ إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ - عَلَيهِمَا لَعائِنُ اللَّهِ - جَعَلوهُم في بَيتٍ خَرابٍ واهِي الحيطانِ .[1] فَقالَ بَعضُهُم : إنَّما جُعِلنا في هذَا البَيتِ لِيَقَعَ عَلَينا . فَقالَ المُوَكَّلونَ بِهِم مِنَ الحَرَسِ بِالقِبطِيَّةِ[2] : اُنظُروا إلى هؤُلاءِ يَخافونَ أن يَقَعَ عَلَيهِم هذَا البَيتُ ، وهُوَ أصلَحُ لَهُم مِن أن يَخرُجوا غَداً ، فَتُضرَبَ أعناقُهُم واحِداً بَعدَ واحِدٍ صَبراً . فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام بِالقِبطِيَّةِ : لا يَكونانِ جَميعاً بِإِذنِ اللَّهِ . فَقالَ : وكانَ كَذلِكَ .
الخرائج والجرائح : ج 2 ص 753 ح 71.
[1] وَهَى الحائِطُ : إذا ضَعُفَ وهَمَّ بالسقوط (الصحاح : ج 6 ص 2531 «وهي») .
[2] القِبطُ : أهلُ مِصر (الصحاح : ج 3 ص 1150 «قبط») .
الخرائج والجرائح
2- عن داوود بن فرقد : ذُكِرَ عِندَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام قَتلُ الحُسَينِ ، وأمرُ عَلِيٍّ - ابنِهِ عليهما السلام في حَملِهِ إلَى الشّامِ ، فَقالَ : إنَّهُ لَمّا رُدَّ إلَى السِّجنِ ، قالَ بَعضُ أصحابِهِ لِبَعضٍ : ما أحسَنَ بُنيانَ هذَا الجِدارِ ! وعَلَيهِ كِتابَةٌ
بِالرّومِيَّةِ ، فَقَرَأَها عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَتَراطَنَ[1] الرّومُ بَينَهُم ، وقالوا : ما في هؤُلاءِ مَن هُوَ أولى بِدَمِ المَقتولِ - ابنِ نَبِيِّهِم - مِن هذا ، يَعنونَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام .
الخرائج والجرائح : ج 2 ص 754 ح 72 .
[1] التَّراطُنُ : كلام لا يفهمه الجمهور ، وإنّما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة ، والعرب تخصّ بها غالباً كلام العجم (النهاية : ج 2 ص 233 «رطن») .
3- عن فاطمة بنت عليّ عليه السلام : إنَّ يَزيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ أمَرَ بِنِساءِ الحُسَينِ عليه السلام فَحُبِسنَ مَعَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام في مَحبِسٍ ، لا يَكُنُّهُم[1] مِن حَرٍّ ولا قَرٍّ ، حَتّى تَقَشَّرَت وُجوهُهُم . الأمالي للصدوق : ص 231 ح 243.
[1] لا يَكُنُّهُم: أي لا يقيهم ولا يمنعهم من حرّ ولا قرّ (انظر: لسان العرب: ج 13 ص 360 «كنن»).
مثير الأحزان :
4- كانَتِ النِّساءُ مُدَّةَ مُقامِهِنَّ بِدِمَشقَ يَنُحنَ عَلَيهِ [أي عَلَى الحُسَينِ عليه السلام] بِشَجوٍ وأنَّةٍ ، ويَندُبنَ بِعَويلٍ ورَنَّةٍ ، ومُصابُ الأَسرى عَظُمَ خَطبُهُ ، وَالأَسى لِكَلمِ[1] الثَّكلى[2] عالَ طَبُّهُ . واُسكِنَّ في مَساكِنَ لا تَقيهِنَّ مِن حَرٍّ ولا بَردٍ ، حَتّى تَقَشَّرَتِ الجُلودُ ، وسالَ الصَّديدُ ، بَعدَ كَنِ[3] الخُدورِ[4] وظِلِّ السُّتورِ ، وَالصَّبرُ ظاعِنٌ ، وَالجَزَعُ مُقيمٌ ، وَالحُزنُ لَهُنَّ نَديمٌ .مثير الأحزان : ص 102 .
[1] الكَلمُ : الجَرحُ (النهاية : ج 4 ص 199 «كلم») .
[2] الثَّكَلُ : فَقدُ الوَلَدِ ، امرأة ثاكل وثكلى (النهاية : ج 1 ص 217 «ثكل») .
[3] الكَنّ : الصَّوْن ؛ يقال : كَنَّهُ يَكُنُّهُ ؛ أي صانَهُ (راجع : لسان العرب : ج 13 ص 361 «كنن») .
[4] في المصدر : «الخدود» ، وهو تصحيف .
شرح الأخبار :
5- قيلَ : ... أجلَسَهُنَّ في مَنزِلٍ لا يَكُنُّهُنَّ مِن بَردٍ ولا حَرٍّ . فَأَقاموا فيهِ شَهراً ونِصفٍ ، حَتّى أقشَرَت وُجوهُهُنَّ مِن حَرِّ الشَّمسِ ، ثُمَّ أطلَقَهُم .شرح الأخبار : ج 3 ص 269 الرقم 1172 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق