تبليغ الامام علي سورة براءة اول ذي الحجة
عن حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام قَالَ: لَمَّا سَرَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَبَا بَكْرٍ بِأَوَّلِ سُورَةِ بَرَاءَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ لَا تَبْعَثَ هَذَا وَ أَنْ تَبْعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أَنْ [أَنَّهُ] لَا يُؤَدِّيَهَا عَنْكَ غَيْرُهُ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام )فَلَحِقَهُ وَ أَخَذَ مِنْهُ وَ قَالَ ارْجِعْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَلْ حَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام سَيُخْبِرُكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنْتَ تَرَى أَنِّي مُؤَدٍّ عَنْكَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله أَبَى اللَّهُ أَنْ يُؤَدِّيَهَا إِلَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَكْثَرَ أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِ مِنَ الْكَلَامِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله كَيْفَ تُؤَدِّيهَا وَ أَنْتَ صَاحِبِي فِي الْغَارِ قَالَ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ عليه السلام حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ثُمَّ وَافَى عَرَفَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى جَمْعٍ ثُمَّ إِلَى مِنَى وَ [ثُمَ] ذَبَحَ وَ حَلَقَ وَ صَعِدَ عَلَى الْجَبَلِ الْمُشْرِفِ الْمَعْرُوفِ بِالشِّعْبِ فَأَذَّنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَ لَا تَسْمَعُونَيَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِلَيْكُمْ ثُمَّ قَالَ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ تِسْعُ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِهَا ثُمَّ بَلَّغَ [لَمَعَ] بِسَيْفِهِ وَ أَسْمَعَ [فَأَسْمَعَ] النَّاسَ وَ كَرَّرَهَا فَقَالَ النَّاسُ مَنْ هَذَا الَّذِي يُنَادِي فِي النَّاسِ فَقَالُوا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ قَالَ مَنْ عَرَفَهُ مِنَ النَّاسِ هَذَا ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ وَ مَا كَانَ يَجْتَرِئُ [لِيَجْتَرِئَ] عَلَى هَذَا غَيْرُ عَشِيرَةِ مُحَمَّدٍ فَأَقَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ ثَلَاثَةً يُنَادِي بِذَلِكَ وَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً فَنَادَتْهُ النَّاسُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَبْلِغْ ابْنَ عَمِّكَ أَنْ لَيْسَ لَهُ عِنْدَنَا إِلَّا ضَرْباً بِالسَّيْفِ وَ طَعْناً بِالرِّمَاحِ ثُمَّ انْصَرَفَ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَ يَقْصِدُ فِي السَّيْرِ وَ أَبْطَأَ الْوَحْيُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِي أَمْرِ عَلِيٍّ (عليه السلام )
وَ مَا كَانَ مِنْهُ فَاغْتَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله لِذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَ كَفَّ عَنِ النِّسَاءِ مِنَ الْهَمِّ وَ الْغَمِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لَعَلَّ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ أَوْ عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ فَقَالُوا لِأَبِي ذَرٍّ قَدْ نَعْلَمُ مَنْزِلَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَ قَدْ تَرَى مَا بِهِ فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ [نعلم] لَنَا أَمْرُهُ فَسَأَلَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله مَا نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَ إِنِّي لَمَيِّتٌ وَ مَا وَجَدْتُ فِي أُمَّتِي إِلَّا خَيْراً وَ مَا بِي مِنْ مَرَضٍ وَ لَكِنْ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِي لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ إِبْطَاءِ الْوَحْيِ عَنِّي فِي أَمْرِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَعْطَانِي فِي عَلِيٍّ [بِعَلِيٍ] تِسْعَ خِصَالٍ ثَلَاثَةً لِدُنْيَايَ وَ اثْنَتَانِ لآِخِرَتِي وَ اثْنَتَانِ أَنَا مِنْهُمَا آمِنٌ وَ اثْنَتَانِ أَنَا مِنْهُمَا خَائِفٌ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
إِذَا صَلَّى الْغُدْوَةَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِهِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَتَقَدَّمُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام ) خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَ يَسْتَقْبِلُ النَّاسَ بِوَجْهِهِ فَيَسْتَأْذِنُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ وَ بِذَلِكَ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَلَمَّا تَوَجَّهَ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى ذَلِكَ الْوَجْهِ لَمْ يَجْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَكَانَ عَلِيٍّ لِأَحَدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إِذَا صَلَّى وَ سَلَّمَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِهِ فَأَذِنَ لِلنَّاسِ فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِي حَاجَةٌ قَالَ انْطَلِقْ فِي حَاجَتِكَ فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ مِنَ الْمَدِينَةِ يَسْتَقْبِلُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا هُوَ بِرَاكِبٍ مُقْبِلٍ عَلَى نَاقَتِهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ عليه السلام فَاسْتَقْبَلَهُ وَ الْتَزَمَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ قَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي اقْصِدْ فِي مَسِيرِكَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُبَشِّرُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ( صلى الله عليه وآله) مِنْ أَمْرِكَ فِي غَمٍّ شَدِيدٍ وَ هَمٍّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام نَعَمْ فَانْطَلَقَ أَبُو ذَرٍّ مُسْرِعاً حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ ( صلى الله عليه وآله) فَقَالَ الْبُشْرَى قَالَ وَ مَا بُشْرَاكَ يَا بَا ذَرٍّ قَالَ قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ لَكَ بِذَلِكَ الْجَنَّةُ ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ عليه السلام ( صلى الله عليه وآله) وَ رَكِبَ مَعَهُ النَّاسُ أَنَاخَ نَاقَتَهُ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ( صلى الله عليه وآله) فَتَلَقَّاهُ وَ الْتَزَمَهُ وَ عَانَقَهُ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى مَنْكِبِ عَلِيٍّ وَ بَكَى النَّبِيُّ عليه السلام ( صلى الله عليه وآله)فَرَحاً بِقُدُومِهِ وَ بَكَى عَلِيٌّ (عليه السلام ) مَعَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا صَنَعْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي فَإِنَّ الْوَحْيَ أَبْطَأَ عَلَيَّ فِي أَمْرِكَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا صَنَعَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْلَمُ بِكَ مِنِّي حِينَ أَمَرَنِي بِإِرْسَالِكَ.
إقبال الأعمال( ط- القديمة): ص319-320
سورة التوبة 9 :1-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق