الاثنين، 24 يونيو 2019

الشاعر المستبصر السيد الحميري في مدح الإمام جعفربن محمد الصادق صلوات الله عليه

مدح الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه
عن حيان السراج قال سمعت السيد ابن محمد الحميري يقول كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ابن الحنفية رضي الله عنه قد ضللت في ذلك زمانا فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وأنقذني به من النار وهداني إلى سواء الصراط فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه وأنه الإمام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به ـ
فقلت له يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن يقع فقال عليه السلام ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه واله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض وصاحب الزمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قال السيد فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه وقلت قصيدة أولها:

فلما رأيت الناس في الدين قد غووا      تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا

تجعفرت باسم الله والله أكبر               وأيقنت أن الله يعفو ويغفر

ودنت بدين غير ما كنت دينا             به ونهاني واحد الناس جعفر

فقلت فهبني قد تهودت برهة              وإلا فديني دين من يتنصر

وإني إلى الرحمن من ذاك تائب         وإني قد أسلمت والله أكبر

فلست بغال ما حييت وراجع           إلى ما عليه كنت أخفي وأظهر

ولا قائلا حي برضوى محمد        وإن عاب جهال مقالي فأكثروا

ولكنه ممن مضى لسبيله             على أفضل الحالات يقفى ويخبر

مع الطيبين الطاهرين الأولى لهم      من المصطفى فرع زكي وعنصر
إلى آخر القصيدة وقلت بعد ذلك :

أيا راكبا نحو المدينة حسرة       عذافرة يطوي بها كل سبسب

إذا ما هداك الله عاينت جعفرا     فقل لولي الله وابن المهذب

ألا يا أمين الله وابن أمينه         أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي

إليك من الأمر الذي كنت مبطنا     أحارب فيه جاهدا كل معرب

وما كان قولي في ابن خولة مطنبا    معاندة مني لنسل المطيب

ولكن روينا عن وصي محمد          وما كان فيما قال بالمتكذب

بأن ولي الله يفقد لا يرى               سنين كفعل الخائف المترقب

فتقسم أموال الفقيد كأنما                تغيبه بين الصفيح المنصب

فيمكث حينا ثم ينبع نبعة              كنبعة جدي من الأفق كوكب

يسير بنصر الله من بيت ربه       على سؤدد منه وأمر مسبب

يسير إلى أعدائه بلوائه               فيقتلهم قتلا كجران مغضب

فلما روي أن ابن خولة غائب     صرفنا إليه قولنا لم نكذب

وقلنا هو المهدي والعالم الذي     يعيش به من عدله كل مجدب

فإذ قلت لا فالحق قولك والذي     أمرت فحتم غير ما متعصب

وأشهد ربي أن قولك حجة        على الناس طرا من مطيع ومذنب

بأن ولي الأمر والعالم الذي      تطلع نفسي نحوه بتطرب

له غيبة لا بد من أن يغيبها        فصلى عليه الله من متغيب

فيمكث حينا ثم يظهر حينه        فيملأ عدلا كل شرق ومغرب

بذاك أدين الله سرا وجهرة       ولست وإن عوتبت فيه بمعتب

وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية .
كمال الدين وتمام النعمة ج1 ص 112 ـ 115.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعاء اليوم التاسع والعشرون من الشهرمن كتاب ( العدد القوية لدفع المخاوف اليومية)

(اليوم التَّاسِع والعشرون) 1 - قَالَ مَوْلَانَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِق (عليه السلام) : أَنَّهُ م...