من معاجز الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام
فقلت : تعرفه؟ فقال لي : ما أعرفه ولا رأيته قط ، قال : فقصدناه ، قال أبي وهو في طريقه : ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمس مائة درهم : مائتي درهم للكسوة ، ومائتي درهم للدقيق ، ومائة درهم للنفقة ، وقلت في نفسي : ليته أمرلي بثلاث مائة درهم : مائة أشتري بها حمارا ومائة للنفقة ، ومائة للكسوة ، وأخرج إلى الجبل. [1].
فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه ، وقال : يدخل علي بن إبراهيم وابنه محمد فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لابي : يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟ قال : يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال ، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة وقال : هذه خمس مائة مائتان للكسوة ، ومائتان للدقيق ، ومائة للنفقة ، وأعطاني صرة وقال : هذه ثلاث مائة درهم فاجعل مائة في ثمن حمار ومائة للكسوة ، ومائة للنفقة ، ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سورا [2].
قال : فصارإلى سورا وتزوج امرأة منها فدخله اليوم أربعة آلاف دينار ومع هذا يقول بالوقف.
قال محمد بن إبراهيم الكردي : أتريد أمرا أبين من هذا؟ فقال : صدقت ولكنا على أمر قد جرينا عليه .الارشاد ص 320.
[1]يعنى بالجبل بلاد الجبل ، وهى همدان وقزوين وقرمسيين وما والاها ، وحدودها آذربيجان ، وعراق العرب ، وخوزستان ، وفارس وبلاد الديلم.
[2] سورى كطوبى موضع بالعراق وهو من بلد السريانين, وموضع من اعمال بغداد, وقد يمد, راجع ج 2 ص 54 من القاموس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق