الأحد، 26 سبتمبر 2021

الجواب عما ظهر في أن رد رأس مولانا الحسين عليه السلام كان يوم العشرين من صفر

فيما نذكره من الجواب عما ظهر في أن رد رأس مولانا الحسين عليه السلام كان يوم العشرين من صفر

اعلم أن إعادة رأس مقدس مولانا الحسين صلوات الله عليه إلى جسده الشريف يشهد به لسان القرآن العظيم المنيف حيث قال الله جل جلاله‌ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‌ فهل بقي شك حيث أخبر الله أنه من حيث استشهد حي عند ربه مرزوق مصون فلا ينبغي أن يشك في هذا العارفون

و أما كيفية إحيائه بعد شهادته و كيفية جمع رأسه الشريف إلى جسده بعد مفارقته فهذا سؤال يكون فيه سوء أدب من العبد على الله جل جلاله أن يعرفه كيفية تدبير مقدوراته و هو جهل من العبد و إقدام ما لم يكلف العلم به و لا السؤال عن صفاته

و أما تعيين الإعادة يوم الأربعين من قتله و الوقت الذي قتل فيه الحسين صلوات الله وسلامه عليه و نقله الله جل جلاله إلى شرف فضله كان الإسلام مقلوبا و الحق مغلوبا و ما تكون الإعادة بأمور دنيوية و الظاهر أنها بقدرة الإله [الإلهية] لكن وجدت نحو عشر روايات مختلفات في حديث الرأس الشريف كلها منقولات و لم أذكر إلى الآن أنني وقفت و لا رويت تسمية أحد ممن كان من الشام حتى أعادوه إلى جسده الشريف بالحائر عليه أفضل السلام و لا كيفية لحمله من الشام إلى الحائر على صاحبه أكمل التحية و الإكرام و لا كيفية لدخول حرمه المعظم و لا من حفر ضريحه المقدس المكرم حتى عاد إليه و هل وضعه موضعه من الجسد أو في الضريح مضموما إليه فليقتصر الإنسان على ما يجب عليه من تصديق القرآن من أن الجسد المقدس تكمل عقيب‌ الشهادة و أنه حي يرزق في دار السعادة ففي بيان الكتاب العزيز ما يغني عن زيادة دليل و برهان.

تعيين في فضل زيارة الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر .

رُوِّينَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِيمَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مَوْلَانَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ صلوات الله عليه أَنَّهُ قَالَ: عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ صَلَوَاتُ [صلاة] إِحْدَى وَ خَمْسِينَ وَ زِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ وَ التَّخَتُّمُ في اليمين [بِالْيَمِينِ‌] وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ وَ الْجَهْرُ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌.

أقول فإن قيل كيف يكون يوم العشرين من صفر يوم الأربعين إذا كان قتل الحسين  صلوات الله عليه يوم عاشر من محرم فيكون يوم العاشر من جملة الأربعين فيصير أحدا و أربعين فيقال لعله قد كان شهر محرم الذي قتل فيه  صلوات الله عليه  ناقصا و كان يوم عشرين من صفر تمام أربعين يوما فإنه حيث ضبط يوم الأربعين بالعشرين من صفر فإما أن يكون الشهر كما قلنا ناقصا أو يكون تاما و يكون يوم قتله  صلوات الله عليه  غير محسوب من عدد الأربعين لأن قتله كان في أواخر نهاره فلم يحصل ذلك اليوم كله في العدد و هذا تأويل كاف للعارفين و هم أعرف بأسرار رب العالمين في تعيين أوقات الزيارة للطاهرين.

 وَ وَجَدْتُ فِي الْمِصْبَاحِ‌:
أَنَّ حَرَمَ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَصَلُوا الْمَدِينَةَ مَعَ مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام  يَوْمَ الْعِشْرِينَ مِنْ صَفَرٍ وَ فِي غَيْرِ الْمِصْبَاحِ أَنَّهُمْ وَصَلُوا كَرْبَلَاءَ أَيْضاً فِي عَوْدِهِمْ مِنَ الشَّامِ يَوْمَ الْعِشْرِينَ مِنْ صَفَرٍ.

و كلاهما مستبعد لأن عبيد الله بن زياد لعنه الله كتب إلى يزيد يعرفه ما جرى و يستأذنه في حملهم و لم يحملهم حتى عاد الجواب إليه و هذا يحتاج إلى نحو عشرين يوما أو أكثر منها و لأنه لما حملهم إلى الشام روي أنهم أقاموا فيها شهرا في موضع لا يكنهم من حر و لا برد و صورة الحال يقتضي أنهم تأخروا أكثر من أربعين يوما من يوم قتل عليه السلام  إلى أن وصلوا العراق أو المدينة و أما جوازهم في عودهم على كربلاء فيمكن ذلك و لكنه ما يكون وصولهم إليها يوم العشرين من صفر لأنهم اجتمعوا على ما روى جابر بن عبد الله الأنصاري فإن كان جابر وصل زائرا من الحجاز فيحتاج وصول الخبر إليه و مجيئه أكثر من أربعين يوما و على أن يكون جابر وصل من غير الحجاز من الكوفة أو غيرها .
 المصدرإقبال الأعمال - ط القديمة. ص 588-589.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب الدعاء بين الأَذان الإِقامة بالمأثور وغيره

  اسْتِحْبَاب الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذان الإِقامة بِالْمَأْثُور وَغَيْرِه    1  - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمّد بْن يَقْظَان [ 1 ] ، رَفْعِه  إلَي...