السبت، 8 سبتمبر 2018

روايات عن قتل الإمام الحسين عليه السلام من حين ولادته


ولادة الامام الحسين (عليه السلام)
كان مولد الحسين عليه السلام لخمس ليال خلون من شعبان أرب من الهجرة وقيل اليوم الثالث منه وقيل في أواخر شهر ربيع الأول سنة ثلاثة من الهجرة.
وروى غير ذلك ولما ولد هبط جبرائيل عليه السلام ومعه ألف ملك يهنون النبي صلى الله عليه واله وسلم بولادته وجاءت به فاطمة عليه السلام الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فسر به وسماه حسينا.

قال ابن عباس: قال قالت أم الفضل زوجة العباس رضوان الله عليه، رأيت في منامي قبل مولده كأن قطعة من لحم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قطعت فوضعت في حجري ففسرت ذلك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فقال:

 يا أم الفضل رأيت خيرا إن صدقت رؤياك فإن فاطمة ستلد غلاما وأدفعه إليك لترضعيه. قالت: فجرى الأمر على ذلك فجئت به يوما إليه فوضعته في حجره فبينما هو يقبله فبال فقطرت من بوله قطرة على ثوب النبي صلى الله عليه واله وسلم فقر صته فبكى، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم كالمغضب مهلا يا أم الفضل فهذا ثوبي يغسل وقد أوجعت إبنى، قالت: فتركته في حجره وقمت لآتيه بماء فجئت فوجدته صلى الله عليه واله وسلم يبكى، فقلت:

 مم بكائك يا رسول الله فقال صلى الله عليه واله وسلم: إن جبرائيل أتانى فأخبرني إن أمتى تقتل ولدى هذا لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة.
قال رواة الحديث. فلما أتت على الحسين عليه السلام من مولده سنة كاملة هبط على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إثنى عشر ملكا أحد هم على صورة الأسد، والثانى على صورة الثور، والثالث على صورة التنين، والرابع على صورة ولد آدم، والثمانية الباقون على صور شتى محمرة وجوههم باكية عيونهم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون، يا محمد صلى الله عليه واله وسلم سينزل بولدك الحسين عليه السلام ابن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطي مثل أجر هابيل ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ولم يبق في السموات ملك مقرب إلا ونزل إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم كل يقرئه السلام ويعزيه

في الحسين عليه السلام ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته والنبى صلى الله عليه واله وسلم يقول: اللهم اخذل من خدله واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. قال فلما أتى على الحسين عليه السلام من مولده سنتان خرج النبي صلى الله عليه واله وسلم في سفر له فوقف في بعض الطريق وإسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك. فقال: هذا جبرائيل عليه السلام يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء يقتل عليها ولدي الحسين ابن فاطمة عليه السلام فقيل له: من يقتله يا رسول الله ؟ فقال: رجل إسمهه يزيد لعنه الله وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه، ثم رجع من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ويده اليسرى على رأس الحسين، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: (اللهم إن محمدا عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي. وأرومتى ومن أخلفهما في امتى وقد اخبرني جبرائيل عليه السلام أن ولدي هذا مقتول مخذور. اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله.) قال:
 فضج الناس في المسجد بالبكاء والنحيب، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم أتبكونه ولا

تنصرونه ثم رجع صلى الله عليه واله وسلم وهو متغير اللون محمر الوجه فخطب خطبة اخرى موجزة وعينا تنهملان دموعا، ثم قال: (أيها الناس إنى قد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتى وأرومتى ومزاج مائى وثمرة فؤادى ومهجتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ألا وإنى انتظر هما وإنى لا أسئلكم في ذلك إلا ما أمرنى ربى، أمرنى ربى أن أسئلكم المودة في القربى فانظروا كيف تلقوني غدا على الحوص وقد أبغضتم عترتي وظلمتوهم ألا وإنه سترد على يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة. الاولى:

سوداء مظلمة قد فزعت له الملائكة فتقف على فأقول: من أنتم ؟ فينسون ذكرى، ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب فأقول لهم: أنا أحمد بنى العرب والعجم فيقولون: نحن من أمتك يا أحمد فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدى في أهلى وعترتي وكتاب ربى ؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعناه وأما عترتك فحرصنا على أن نبيد هم عن آخر هم عن جديد الأرض فأولى عنهم وجهى فيصدرون ظما عطاشا مسودة وجوههم.

 ثم ترد على راية أخرى أشد سوادا من الاولى فاقول لهم: كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر كتاب ربى وعترتي ؟ فيقولون: أما الأكبر فخالفنا وأما الأصغر فخذلنا هم ومزقنا هم كل ممزق فأقول: إليكم عنى: فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم.

ثم برد على راية اخرى تلمع وجوههم نورا فأقول لهم: من أنتم ؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمة محمد صلى الله عليه واله وسلم ونحن بقية أهل الحق حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه وأحببنا ذرية نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم فنصرنا هم من كل ما نصرنا منه أنفسنا وقاتلنا معهم من ناواهم فأقول لهم: إبشروا فأنا نبيكم محمد صلى الله عليه واله وسلم ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم ثم أسقيهم من حوض فيصدرون مرويين مستبشرين ثم يدخلون الجنة خالدين فيها أبد الابدين.
اللهوف في قتلى الطفوف: ص 12-16.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعاء اليوم التاسع والعشرون من الشهرمن كتاب ( العدد القوية لدفع المخاوف اليومية)

(اليوم التَّاسِع والعشرون) 1 - قَالَ مَوْلَانَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِق (عليه السلام) : أَنَّهُ م...