عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُمْ اخْتِيَارَاتٌ الْأَيَّام ودعاءها ، والتحاذر فِيهَا بِالْقُرْآنِ والتمجيد وَالتَّحْمِيد لِلَّهِ تَعَالَى ، وَذَكَر ثَلَاثِين دعاءً وتحميداً وتمجيداً ، لِكُلِّ يَوْمٍ دُعَاءٌ جَدِيد ، وَذَكَرَ مَا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى آخِرِ الشَّهْرِ ، فَمَن وَفْق لِلدُّعَاء بِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ شكراً لِلَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ ، وَآمَن بِمَشِيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فوادح الْمَحْذُور ، وبوائق الْأُمُور ، وحلّت بِه السَّلَامَة ، وَكَان جديراً أَنْ لَا يَمَسُّهُ سُوء أَيَّامَ حَيَاتِهِ ، ومحِّصت عَنْه سَائِر ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ ، حَتَّى يَكُونَ مِنْ جَمِيعِهَا كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ اُمه .
الْيَوْمِ الرَّابِعِ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليهالسلام :
« هَذَا يَوْمُ وُلِدَ ( فِيه ) هَابِيل بْنُ آدَمَ عليهالسلام . وَهُوَ يَوْمُ صَالِحٍ لِلصَّيْد وَالزَّرْع ، وَيُكْرَهُ فِيهِ السَّفَرُ ، وَيَخَافُ عَلَى الْمُسَافِرِ فِيهِ الْقَتْلُ وَالسَّلْب وَبَلَاءٌ يُصِيبُه . وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ الْبِنَاءُ وَاِتِّخَاذ الْمَاشِيَة ، وَمَنْ هَرَبَ فِيهِ عُسْرٌ طَلَبَه ، ولجأ إلَى مَنْ يَمْنَعُهُ . وَمَنْ وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ صالحاً مباركاً مَا عَاشَ ، وَمَنْ سَافَرَ فِيهِ نَالَهُ مَشَقَّةٌ الطَّرِيق » .
قَالَ سَلْمَانُ : اسْمُ هَذَا الْيَوْمِ رَوْز شهريور ، اسْمُ الْمَلِكِ الَّذِي خُلِقَتْ فِيه الْجَوَاهِر ووكّل بِهَا ، وَهُو مُوَكَّلٌ بِبَحْر التّوَم .
دُعَاءُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليهالسلام وَتَمْجِيدِه فِي هَذَا الْيَوْمِ : .
«اللّهُمّ لكَ الحمدُ ، ظَهَرَ دينُكَ ، وَبَلغتْ حُجتكَ ، واشَتدَّ مُلكُكَ ، وَعَظُمَ سُلطانُكَ ، وَصَدَق وعدُكَ ، وارَتفَع عَرشُكَ ، وارسَلتَ رسُلكَ بالهُدى ودينِ الحقِّ لتظهرهُ على الدينِ كُلّه وَلو كَرهَ المُشركونَ.
اللّهُمّ لَكَ الحمدُ والشُكرُ ، وَمِنكَ النّعمةُ والمنعَةُ والمنُّ ، تَكشفُ السُّوءَ ، وتأتي بالتَيسيرِ ، وتَطرُدُ العَسير ، وتَقضي بالحقّ ، وتَعدلُ بالقسطِ ، وتهدي السّبيلَ. تَباركَ وجهُكَ سُبحانَكَ وبِحمدكَ ، لا إله إلاّ أنت ربُّ السّمواتِ وَرَبُّ الارضينَ ومن فيهنّ ورَبّ العرشِ العظيمِ.
اللهم لَكَ الحمدُ ، الحسَنُ بلاؤكَ ، وَالعَدلُ قضاؤكَ ، والارضُ في قَبضتكَ ، والسّماواتُ مطوياتْ بيَمينِكَ.
اللهم لكَ الحمدُ مُنزِّلُ الآياتِ ، مُجيبُ الدَعَواتِ ، كاشفُ الكُرباتِ ، مُنِّزلُ الخيراتِ ، مَلكُ المحيا وَالمماتِ.
اللهم لكَ الحمدُ في الليلِ اذا يغشى ، وَلَك الحمدُ في النهارِ اذا تَجَلى ، وَلكَ الحمدُ في الآخرةِ وَالاُولى.
اللهم لَكَ الحمدُ على ما أحبِّ العِبادُ وَكَرِهوا مِن مقادِيرِكَ وَحُكمِكَ ، ولك الحمد على كُلِّ حالٍ من أمرِ الدينا والآخرةِ ، يا خَيرَ من سُئِلَ ، وَيا أفضَلَ من اُمِلَ ، ويا أكرَمَ مَن جادَ بالعطايا ، صلّ على مُحمدٍ نبيكَ وآلهِ ، وعافِنا مِن محذورِ البلايا ، وَهَب لَنا الصبرَ الجميلَ عند حُلُولِ الرَزايا ، ولقّنا اليُسر والسُّرور وكِفاية المحذورِ ، وعافِنا في جميع الاُمورِ ،انَّكَ لطيفٌ خَبيرٌ. وصَلِّ على محمدٍ وآله ، وآتِنا بالفرجِ والرخاء ِ ، وآتِنا في الدينا حَسَنَةً وفي الآخرةِ حَسَنَةً وَقنا عذاب النّارِ » .المصدر: الدروع الواقية ص89-91.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق