بكاء «عليّ بن الحسين» على «الحسين بن علي» عليهما السلام
1-الصادق عليه السلام : بكى علي بن الحسين عليه السلام عشرين سنة ، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة.
وفي رواية : أما آن لحزنك أن ينقضي؟! فقال له : ويحك إن يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم ، فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه ، واحد ودب ظهره من الغم ، وكان ابنه حيا في الدنيا ، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي ، فكيف ينقضي حزني؟
وكان إذا أخذ إناء يشرب ماء بكى حتى يملاها دمعا ، فقيل له في ذلك فقال : وكيف لا أبكي؟ وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش. وقيل له : إنك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا؟ فقال : نفسي قتلها وعليها أبكي .
مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣٠٣ طبع النجف الاشرف.
2- عن بعض أصحابنا قال : أشرف مولى لعلي بن الحسين عليهما السلام وهو في سقيفة له ساجد يبكي ، فقال له : يا علي بن الحسين أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فرفع رأسه إليه فقال : ويلك أو ثكلتك امك ، والله لقد شكا يعقوب إلى ربه في أقل مما رأيت حين قال : يا أسفى على يوسف ، وإنه فقد ابنا واحدا ، وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يذبحون حولي ، قال : وكان علي بن الحسين عليه السلام يميل إلى ولد عقيل ، فقيل له : ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر! فقال : إني أذكر يومهم مع أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام فأرق لهم .
البحار : ج 46 ص 110
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق