الجمعة، 7 ديسمبر 2018

فضل واستحباب قراءة سورة ( قل هو الله أحد )

 استحباب الاكثار من قراءة الاخلاص ، وتكرارها الف مرة في كل يوم وليلة

قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) :
 « كنت أخشى العذاب بالليل والنهار ، حتى جاءني بسورة : ( قل هو الله أحد ) فعلمت ان الله لا يعذب امتي بعد نزولها ، فانها نسبة الله عز وجل ، فمن تعاهد قراءتها بعد كل صلاة ، تناثر البر من السماء على مفرق رأسه ، ونزلت عليه السكينة ، لها دوي حول العرش ، حتى ينظر الله عز وجل إلى قارئها ، فيغفر الله له مغفرة لا يعذبه بعدها ثم ، لا يسأل الله شيئا الا اعطاه الله إياه ، ويجعله في كلائه [1] ، وله من يوم يقرأها إلى يوم القيامة خير الدنيا والآخرة ، ويصيب الفوز والمنزلة والرفعة ، ويوسع عليه في الرزق ، ويمد له في العمر ، ويكفي من أموره كلها ، ولا يذوق سكرات الموت ، وينجو من عذاب القبر ، ولا يخاف أموره إذا خاف العباد ، ولا يفزع إذا فزعوا ، فإذا وافى الجمع اتوه بنجيبة خلقت من درة بيضاء ، فيركبها فتمر به حتى يقف بين يدي الله عز وجل ، فينظر الله إليه بالرحمة ، ويكرمه بالجنة يتبوأ منها حيث يشاء ، فطوبى لقارئها ، فإنه ما من أحد يقرأها الا وكل الله عز وجل به مائة الف ملك ، يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، ويستغفرون له ، ويكتبون له الحسنات الى يوم يموت ، ويغرس له بكل حرف نخلة ، وعلى كل نخلة مائة الف شمراخ [2] وعلى كل شمراخ

عدد رمل عالج بسر ، كل بسرة [3] مثل قلة من قلال الهجر [4] ، يضيء نورها ما بين السماء والأرض ، والنخلة من ذهب احمر ، والبسر من درة حمراء.

ووكل الله تعالى الف ملك ، يبنون له المدائن والقصور ، ويمشي على الأرض وهي تفرح به ، ويموت مغفورا له ، وإذا قام بين يدي الله عز وجل قال له : أبشر قرير العين بما لك عندي من الكرامة ، فتعجب الملائكة لقربه من الله عز وجل ، وان قراءة هذه السورة براءة من النار.

ومن قرأها شهد له سبعون الف الف ملك ، ويقول الله تعالى : ملائكتي انظروا ماذا يريد عبدي ، وهو أعلم بحاجته ، ومن أحب قراءتها كتبه الله تعالى من الفائزين القانتين ، فإذا كان يوم القيامة قالت الملائكة : يا ربنا عبدك هذا يحب نسبتك ، فيقول لا يبقى منكم ملك الا شيعه إلى الجنة ، فيزفونه كما تزف العروس إلى بيت زوجها.

فاذا دخل الجنة ونظرت الملائكة إلى درجاته وقصوره ، يقولون : ما لهذا العبد ارفع منزلا من الذين كانوا معه؟ فيقول الله تعالى : أرسلت الأنبياء وأنزلت معهم كتبي ، وبينت لهم ما انا صانع لمن آمن بي من الكرامة ، وانا معذب من كذبني ، وكل من اطاعني يصل الى جنتي ، وليس كل من دخل إلى جنتي يصل إلى هذه الكرامة ، انا اجازي كلهم على قدر اعمالهم  من الثواب ، الا أصحاب سورة

الاخلاص ، فإنهم كانوا يحبون قراءتها آناء الليل والنهار ، فلذلك فضلتهم على سائر أهل الجنة ، فمن مات على حبها يقول الله تعالى : من يقدر على أن يجازي عبدي؟ انا المليء [5] ، انا اجازيه ، فيقول : عبدي ادخل جنتي.

فإذا دخلها يقول : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، طوبى لمن احب قراءتها ، فمن قرأها كل يوم ثلاث مرات ، يقول الله تعالى : عبدي وفقت وأصبت ما أردت ، هذه جنتي فادخلها ، لترى ما أعددت لك فيها من الكرامة والنعم ، بقراءتك ( قل هو الله أحد ) فيدخل فيرى الف قهرمان [6] ، على ألف الف مدينة ، كل مدينة كما بين المشرق والمغرب ، فيها قصور وحدائق ، فارغبوا في قراءتها ، فإنه ما من مؤمن يقرأها في كل يوم عشر مرات ، إلا وقد استوجب رضوان الله الأكبر ، وكان من الذين قال الله تعالى : (فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ) [7] الآية.

ومن قرأها عشرين مرة ، فله ثواب سبعمائة رجل ، أهريقت دماؤهم في سبيل الله ، وبورك عليه وعلى أهله وماله وولده.

ومن قرأها ثلاثين مرة ، بني له ثلاثون قصرا في الجنة.

ومن قرأها أربعين مرة جاور ، النبي ( صلّى الله عليه وآله ) في الجنة.

ومن قراها خمسين مرة ، غفر له ذنبه خمسين سنة.

ومن قراها مائة مرة ، كتب الله له عبادة مائة سنة.

ومن قراها مائتي مرة ، فكأنما أعتق مائتي رقبة.

ومن قراها أربعمائة مرة ، كان له اجر أربعمائة شهيد.

ومن قراها خمسمائة مرة ، غفر الله له ولوالديه.

ومن قراها الف مرة ، فقد أدى بدله إلى الله تعالى ، وقد صار عتيقا من النار ، اعلموا ان خير الدنيا والآخرة في قراءتها.

وفي نسخة : ان الله يعطي خير الدنيا والآخرة بقراءتها ، ولا يتعاهد قراءتها الا السعداء ، ولا يأبى قراءتها الا الأشقياء.
السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب المجتنى :ص 25.

[1] كلأه. كلاء بالكسر والمد : حفظه ( مجمع البحرين ـ كلا ـ ج ١ ص ٣٦٠ ـ ٣٦١ ).
[2] العثكال : العذق ، وكل غصن من أغصانه شمراخ ، وهو الذي عليه البسر ( النهاية ج ٢ ص ٥٠ ).
[3] البسر : بالضم فالسكون هو ثمر النخل قبل أن يرطب ( مجمع البحرين ـ بسر ـ ج ٣ ص ٢٢١ ).
[4] القلة : الحب العظيم .. الجرة العظيمة. والجمع قلل وقلال.
قلال هجر : وهجر قرية قريبة من المدينة. ( لسان العرب ـ قلل ـ ج ١١ ص ٥٦٥ ).
[5] المليء بالهمز : الثقة الغني ( لسان العرب ـ ملا ـ ج ١ ص ١٥٩ ).
[6] القهرمان : من أُمناء الملك وخاصته فارسي معرب ( لسان العرب ـ قهرم ـ ج ١٢ ص ٤٩٦ ).
[7] النساء 4 : 69.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعقيب خلف كل صلاة ( من أدعية السر القدسية )

   أدعية السر القدسية عَنْ  الرِّضَا  ، عَنْ  آبَائِهِ (عليهم السَّلَام )  قَال : قَالَ  رَسُولُ اللَّهِ ( صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ )  ...